آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: إنتبه ! شهر التوبة والغفران على الأبواب

كلام بفلوس: إنتبه ! شهر التوبة والغفران على الأبواب  

بقلم: تاج السر محمد حامد

قبل الخوض فى الكتابة عن هذا الشهر العظيم .. تساءلت لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهى بدلا من شهر روحانى .. وجدت الإجابة فى تلك السطور والتى كتبها الدكتور مصطفى محمود قائلا:-

لست شيخا ولا داعية ولكننى أفهم الأن لماذا كانت والدتى تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان .

كنت طفلا صغيرا ناقما على أمى التى منعتنى وإخوتى من مشاهدة فوازير رمضان بينما يتابعها كل أصدقائى .. ولم يشف غليلى إجابة والدتى المقتضبة (رمضان شهر عباده مش فوازير ! ) لم أكن أفهم منطق أمى الذى كنت كطفل أعتبره تشددا فى الدين لا فائده منه .

فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير على شهر رمضان ؟ ومن منكم سيدير جهاز التلفاز ليواجه الحائط فى رمضان ؟ مرت السنوات وأخذتنى دوامة الحياة وغطى ضجيج معارك الدراسة والعمل على همسة سؤالى الطفولى حتى أراد الله أن تأتينى الإجابة على هذا السؤال من رجل مسن غير متعلم فى الركن الأخر من الكرة الأرضية ! .

كان ذلك الرجل هو عامل أمريكى فى محطة بنزين إعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود فى طريق عملى .. وفى اليوم الذى يسبق يوم الكريسماس دخلت لشراء القهوة كعادتى .. فإذا بى أجد ذلك الرجل منهمكا فى وضع اقفال على ثلاجة الخمور ! وعندما عاد للكاشير لمحاسبتى على القهوة سألته لماذا تضع اقفالا على هذه الثلاجة ؟ فاجابنى هذه ثلاجة الخمور وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور فى ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح .

نظرت إليه مندهشا قائلا : أليست أمريكا دولة علمانية ! لماذا تتدخل الدولة فى شئ مثل ذلك ؟ قال الرجل الإحترام يجب على الجميع .. إحترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر فى ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متدينا .. إذا فقد المجتمع الإحترام فقدنا كل شئ .

الاحترام .. ظلت هذه الكلمة تدور فى عقلى لأيام وأيام بعد هذه الليلة .. فالخمر غير محرم عند كثير من المذاهب المسيحية فى أمريكا .. ولكن المسألة ليست مسالة حلال أو حرام إنها مسالة إحترام .. فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام.

وليس من الإحترام السكر فى معية ذلك الضيف .. فلتسكر ولتعربد فى يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك أنت حر .. ولكن فى هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف وستضع الدولة قانونا له.

أتمنى ان نحترم شهر القرآن ونعرف ماذا نشاهد فيه .. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .. فنحن على قناعة أن أعلامنا نزع مفردة الاحترام من قاموسه .. فهل ستتحلى أنت عزيزى القارئ بقليل من الإحترام وتقلب شاشة تلفزيونك ؟ أو على أقل تقدير حذف بعض القنوات والإكتفاء بما يعزز إحترامك لشهر رمضان الفضيل ،،

فاللهم رافع السموات بغير عمد ومثبت الجبال بنواصيها نستعين بك على لياليه وقيامه .. اللهم يا مسير البحار ومجرى الأنهار نستجير من الشر كله عاجله وآجله .. بك اللهم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ومن همزات الشياطين نستعيذ ونحتمى .. حقا حقا لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ومحمد صل الله عليه وسلم رسولك وخاتم أنبيائك وشفيعنا إليك يوم الدين يوم لا ظل إلا ظلك.

اللهم ها نحن على مشارف شهرك الكريم وقد لوثنا العام الذى مضى اخذتنا العزة فيه بالإثم فتمادينا .. وأخذنا الظن فيه بأننا نمضى فى طريق مسدود لا أخر له ولا رجوع عنه فقنطنا ودائما ياربى يأتينا فرجك من حيث لا نحتسب .

إنك يا الله أعرف منا بصغائرنا وأعلم منا بخائنة الأعين وما تخفى الصدور .. خلقتنا وعلى نفسك اخذت العهد بأن تكرمنا وإلى آخر الزمان وبأن تكون أقرب إلينا من حبل الوريد .. ها نحن مددنا أيدينا فخذ بأيدينا يا الله ببركة هذا الشهر الكريم الذى فرضته علينا صياما وقياما وخير رضاك .. ولغير وجهك يا الله ليس لنا مقصد ولا رجاء ولا أمل .. اللهم فاقبلنا وتقبل منا وفرج همنا وكربنا كما وعدت ووعدك دائما حق وعدل . قولوا آمين .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.