آخر الأخبار
The news is by your side.

كلام بفلوس: أطباء السودان مفخرة لكل سوانى

كلام بفلوس: أطباء السودان مفخرة لكل سوانى 

بقلم: تاج السر محمد حامد

(1)
الأطباء يقولون لا ..لا .. لا لا تأكل .. لا تشرب .. لا تسهر .. لا تنم باكرا .. لا تحزن .. لا تدخن .. لا تفكر .. هذه الـ (لا) التى يرسمها الأطباء أمامك .. باتت كإعلانات المياه الغازية تطالعك أينما ذهبت .

قال والحسرة تملأ قلبه لقد أمضيت سبع سنوات لا أتناول البطاطس والفول والبيض والدهنيات وأضع نصف معلقة صغيره من السكر فى فنجان القهوة والشاى أمشى سبعة كيلومترات فى اليوم وأستهلك سبعة أزواج أحذية فى العام وتحولت إلى ساعة (اوميقا) .. دقيقه أمش واتحرك وانتعش حسب التوقيت الصيفى والشتوى للأطباء (الريجيم) وبت فريسة للوهم والوسوسة .

لم يحدثنى إنسان عن مرض إلا وأنتقلت العدوى لدى أو ظهرت أعراضه على .. ولم أسمع بإنسان مغمور أو مشهور مات بعلة إلا وأيقنت أننا على الدرب سائرون .. ولم أترك بحثا فى الطب أو الدواء أو الأمراض أو الجراحة إلا وقرأته.

ولو كان الطب مادة نظرية لفتحت عيادات ومارست الطب كما مارسه طبيب يداوى الناس وهو عليل .. وأخيرا سئمت وباتت حياتى مملة بلا خطايا أو ذنوب .. وأرتكبت الخطئة الأولى وعدت إلى البيض والفول ومنها إلى الخطئة الثانية البطاطس والدهنيات وأنا فى طريقى إلى إرتكاب سائر الخطايا اللذيذة الأخرى .

ذكرنى تمردى على ( الريجيم) بمريض ذهب للدكتور فنصحه بالاقلال من الطعام وأحتج المريض قائلا بأن الناس فى الماضى كانوا يأكلون كثيرا .. ورد الطبيب بشماته صح بس لا تنسى بأنهم جميعا ماتوا !! .

إن تحريك الفكين إلى الأعلى والاسفل هى الرياضة الوحيدة التى لم تدخل فيها بعد الأجهزة لمنعنا من ممارستها .. وعاش الفول ففول العرب للعرب مهما تأمرت الامبريالية والرجعية وأطباء (الريجيم) أليس كذلك ياسادة .. ولا ولن ننجر لكلمة (لا) الأطباء فالموت واحد وإن تعددت الأسباب .

(2)
سمعة اطباء السودان فى الخارج بخير
حضر سودانى لاستشارى الباطنية فى إحدى المستشقيات بالمملكة العربية السعودية مع زوجته والتى تعانى من صداع حاد استمر معها أسبوعا حيث لم تنفع معه المسكنات المعهودة .. ولم تكن هناك علامات ظاهرة تدل على أصل العله طلب منهم إستشارى الباطنية السودانى عمل بعض التحاليل والمراجعة بعد يومين .. ولكن خلال اليومين تدهورت حالة الزوجة وظهرت بعض الأعراض الجديدة .. فاتصل زوجها بالطبيب المعالج.

طلب منه إحضارها للمستشفى على وجه السرعة .. وعند فحصها وجد علامات تشير إلى أصابة (ما) بالدماغ .. ولسوء الحظ كان جهاز الأشعة المقطعية تحت الصيانة .. فطلب منه إستشارى الباطنية أخذ زوجته حالا إلى أحد الأطباء الأجلاء .. وقد كان .. وبعد عمل الاشعة هناك تبين وجود نزيف حاد تحت غشاء المخ الخارجى أحدث ضغطا على المخ وإذا أستمر كان سيؤدى إلى عواقب وخيمة منها الموت السريع حسب قرار البروف السودانى .

لكن المشكلة التى وأجهت الزوج هى طلب المستشفى الخاص دفع ( عشرة آلاف ريال مقدما) علما بأن كل هذه الأحداث تمت فى عطلة نهاية الاسبوع حيث لا تعمل المؤسسات ولا البنوك .. تلفت الزوج قلقا .. ولم يجد أمامه غير البروف إستشارى الباطنية والمخ والأعصاب وليس من سابق معرفة .. لم يتوان البروف فى رفع سماعة الهاتف للإدارة المالية للمستشفى طالبا إدخال المريضه وإجراء العملية حالا تحت ضمانته الشخصية بسداد كل التكاليف إذا عجز الزوج .

تمت العملية بنجاح وخلال يومين فقط زالت الأعراض المرضية وكتب الجراح إذن الخروج .. تتصل الإدارة المالية فيرد البروف الإنسان بإخلاء سبيل المريضه لترجع مكرمة مكتملة العافية لبيتها وأبنائها على ضمانته الشخصية .. وهذا ماحدث .. وأكتملت اللوحة الإنسانية حينما أحضر الزوج المبلغ المطلوب مثل أى سودانى أصيل .. ومن هنا ألا يحق لنا ان نفتخر بمثل هؤلاء الأطباء الإجلاء الذين إستمدوا النهج الإنسانى من القيم الإسلامية .. ألا يحق لنا هذا .. والقومة ليك ياوطن .. وكفى

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.