آخر الأخبار
The news is by your side.

صراخ اطفال … ونتائج زيارة الوالي للخرطوم

صراخ اطفال بولاية القضارف … ونتائج زيارة الوالي للخرطوم
 

◾كتب : ياسر العطار

خرجت متثاقل الخطى يتردد في اذني صراخ أطفال بولاية القضارف يعانون سوء التغذية منومون في مستشفى الاطفال البائس الكئيب.

واتجهت على مضض صوب مباني أمانة حكومة ولاية القضارف ، المكسوة بالكلايدن والزجاج لحضور المؤتمر الصحفي ، الذي دعا له الوالي ، ليكشف عن نتائج زيارته التي استغرقت ثلاثة اسابيع بولاية الخرطوم.

ذهبت وكانت تطلعاتي قوية ، في ان أسمع الوالي يحدثنا عن حلول قاطعة لقضية المياه كجند رئيسي يقطع لنا من خلاله الشك باليقين.

لكن ما أن وطأت قدماي ارض امانة الحكومة، الا واخذتني حيرة بعد ان شاهدت اعدادا كبيرة من الناس ، زرافات ووحدانا يدخلون الي المبنى الفخيم.

فسألت من يقف بجواري من الزملاء ماذا هناك..؟
فكان رده ان كل هؤلاء ضيوف المؤتمر الصحفي ، فسالته مرة اخرى هل كل هؤلاء صحافيون؟.
لم تصبني الدهشة لان الهمجية وسنة (الخم) معتادة في بلدي منذ عهد بعيد.

لكن بعد ان دلفت الي القاعة التي تسع لاكثر من (350) شخص،أول ماوقعت عيني على الخلفية الكبيرة التي تحمل صورة الوالي ، وهي على مقاس (3×4) او تزيد،

اصابتني الدهشة!!
ووقفت برهة ابتسم بسخرية.
ثم يعود صوت صراخ الاطفال الجوعي، يتردد في اذني من جديد ، وتسالني دواخلي الا يكفي ثمن هذه اللافتة التي تحمل صورة الوالي لإطعام عشرة من هؤلاء الزغب الصغار..؟
اخرجت هذا السؤال من دواخلي بصوت عال ولكن يعود الي الصدى ، لأن السائد حولى هو النفاق والتدليس والتغبيش والغش و(الخم)

فبدأت افكر واتساءل هل وجه الوالي اعلامه و(جوقة) مستشاريه ، إلى ان يضعوا صورته هكذا لتكون عنوانا لانجازات الثلاثة اسابيع بالخرطوم..؟
وهل المؤتمر الصحافي يحتاج لهكذا خلفية.

وبعد ان تمعنت في الخلفية ووجدت انهم كتبوا فيها نتائج زيارة الوالي لولاية الخرطوم سألت من يقف مدهوشا بجواري هل زار والينا هذا والي الخرطوم ووزراء حكومته وبحث العلاقات الثنائية بين الولايتين؟ ، ام زار المركز والتقى قيادات الدولة الاتحادية ضحك وقلت له مشي، الموضوع.
هي الخرطوم مكان الرئيس ينوم ، لكن لو دققوا لاكتفوا بالخرطوم دون ذكر (الولاية) او في مليون عبارة اوفق ماعلينا.

جلست على الكرسي ، بعد ان ترسخت في ذهني ان الانجازات قد تلخصت في صورة الباشا الكبير..!!
يدخل علينا الوالي تسبقه بطانته (الميمونة) ويجلس امام صورته (المبجلة) لينطلق المهرجان الخطابي ،اقصد (المؤتمر الصحافي) بحضور النظار والعمد والمشائخ وقيادات الطرق الصوفية ومعظم موظفي امانة الحكومة وماجاورها ، وسط غياب واضح لطلاب الخلاوى.

وكانت انطلاقة المؤتمر الصحافي استثنائية من نوعها ، حيث بدأت بتقرير مصور او فلم وثائقي.
صنع خصيصا (ليمجد) الوالي امام كبار القوم ويحكي لهم عن انجازاته الضخمة حتي ولو لم يرونها على ارض الواقع.
ردد صناع الفلم الوثائقي عبارات الوالي الهمام وعددوا انجازاته وحدثونا عن صيانة (حفر) الطريق القومي القضارف مدني ، وتذكرت بأني عدت بالأمس من الخرطوم أقود سيارتي عبر ذات (الحفر) ، التي كادت ان تفتك باطاراتها وللامانة اقول اني شاهدت ترقيع لحفر واستثناء لاخرى ولا تستطيع ان تذهب من القضارف للقدمبلية الا بسرعة (40) كلم.

المهم الفلم قال تمت الصيانة . لو ماتمت تمت حد يغالط الحكومة.

حدثنا الفلم عن معابر وردميات واشياء اخرى لازلت ابحث عن مكانها (الشافها يورينا).

و في الوقت الذي انتبه فيه مع فلمهم (الهندي) هذا جاءني احد العمال يحمل في يده طبق فاخر يحتوي على تفاح لبناني وبرتقال مصري وكيكة فاخرة ، لم استطيع التعرف على منشآها وقطعة حلوى اظنها سورية وموز الدمازين وقارورة مانجو (مازا).
وعندما ناولني العامل طبقه الفاخر هذا.
عاد الي اذني صراخ الاطفال الجوعى الذين تركناهم يصارعون الموت بالمشفى البائس ، ولكن هذه المرة عاد الصوت بقوة ليمنعني ان اقبل بهذا الطبق الذي أعتقد ان ثمنه سيكفي غذاء ثلاثة منهم ، ولا ادري التكلفة الكلية لعدد الاطباق التي وزعت في قاعة تسع( 350) مقعدا ، ولكن لو حسبنا باقل تقدير ثمن التفاحة 200ج+ 150للبرتقالة و20 للموزة و200 للكيك و20 للحلاوة وقاروة المازا 300ج والمياه ماركة انهار 200 نجد ان الطبق يكلف (1090)جنيه × 350= (381.500) هذا غير الاحتياطي كتقدير تقريبي يعني كدا قريب نصف مليار للضيافة بس.
ولك عزيزي القارئ ان تقدر كم سيكفي هذا المبلغ من الاطفال الجوعي الذين يصرخون في المستشفى الحكومي.

بالعودة للمؤتمر الصحفي ، ورغم انتظار الحضور لبشريات مشروع الحل الجذري ، إلا ان الوالي بدأ حديثه بقضايا الزراعة وهو محق في ذلك لأن الموسم دخل مرحلة حرجة ، وازمات المزارعين التي لا تنتهي متراكمة ، وان كنت اضعها في المرتبة الثالثة بعد المياه والأمن ، واعتقد ان أزمات بعض المزارعين تأتي بسبب أساليبهم الزراعية المتخلفة.

بعد حديثه عن الزراعة ذهب الوالي، يعدد انجازات لم تكتمل بعد في الطرق والخدمات واخرى لازالت مقترحة على الورق ونحن ننتظر حديثه عن المياه.

وعندما اذن الله له بالحديث عن المياه ، تقمص الوالي شخصية السوبرمان وانتفخ متحدثا عن حصاده لترليونات الجنيهات من المركز بذات طريقة الوعود السابقة.
واعلن طرحة لعطاءات الخطوط الرئيسة للقرى الشرقية ، وتحدث بلغة تفتقر للسياسة والكياسة ولهجة لا تشبه حاكم يود ان يلتف الناس حوله.

ظروفي الخاصة واجواء القاعة جعلتني أغادرها قبل ان ينتهي المؤتمر الصحفي لأخرج بمشاهدات وتساؤلات تبحث عن اجابة.
◾لم اجد طرحا واضحا وقطعي عن قضية الحل الجذري للمياه
▪️السيد محمد عبد الرحمن، إداري مخضرم ولكن هو لم يستفد من تجربته في الاحتكاك مع السياسيين طوال السنوات الماضية ليستطيع وضع خطابه الجماهيري في الميزان..؟
▪️أليس للوالي مستشارين ذوي خبرة يرسمون له ملامح بعض ما يحدث به الناس..؟
▪️لاحظت ان المؤتمر الصحفي قدمه الزميل العزيز عاطف بشير مراسل تلفزيون السودان اين مدير اعلام مكتب الوالي..؟.
و اين مدير عام الثقافة والاعلام بالولاية..؟
واين مدير هيئة الاذاعة والتلفزيون الولائي و هل اقتصر دور الاخير في الكومبارس بالتحرك امام المنصة ليراه الناس.
▪️السؤال الابرز والمهم كيف يدار مكتب الوالي؟ ومن هو مديره وماهي حدود صلاحياته وهذا سنبحث عنه في مقال خاص.
لازلنا نحسن الظن في السيد محمد عبد الرحمن , الذي نعرفه جيدا كما يعرفنا ونثق في انه لو اجرى مراجعات ومراجعات سيذهب فى الطريق الصحيح وإلا سيذهب ولكن غير مأسوف عليه.

◾سنعود

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.