آخر الأخبار
The news is by your side.

كتابات للوطن … بقلم :حمزة محمد الخليفة (الكودابي) .. تقربوا به إلى شعبكم زلفى

كتابات للوطن … بقلم :حمزة محمد الخليفة (الكودابي) .. تقربوا به إلى شعبكم زلفى

حدث ما كنت أتوقعه شخصياً من انفجار للاوضاع وعودة للتوتر والتراشق بين الثوار والقوات المسلحة بسبب كشوفات الإحالة الأخيرة وتضمين اسم واحد من رموز الثورة فيها وواحد من قلة وقفوا غصة في حلق المؤتمر الوطني ومليشياته أيام اعتصام القيادة العامة الخالد .. الأمر الذي كان مفاجئاً حتى لمنتسبي القوات المسلحة انفسهم خصوصاً وأن الجميع كانوا يتحدثون عن تصفية (متوقعة ومطلوبة) لعناصر التنظيم الإرهابي داخل القوات المسلحة وهو ما عجزنا حتى نحن عن تمييزه لعلمنا التام بوجود أسماء نعرفها ونعرف صلتها بهذا التنظيم لم تشملها الإحالة بل نراها تتمدد أكثر بدلاً عن أن تنكمش او تزول.

لم نكن نتوقع أن قادة قواتنا المسلحة لا يقرأون الواقع جيداً ليعلموا مقدار الحواجز النفسية التي وضعتها خوالي الأيام بينها وبين هذا الشعب ومقدار إنعدام الثقة في حياديتها السياسية وانعدام الثقة كذلك في جديتها تجاه الثورة.

ولا حاجة بي للخوض في تفاصيل عام ونيف مضيا وافرزا ما اسلفت ذكره ابتداءً ببيانات تأييد المعزول فوق جثث الثوار مروراً بالاستهزاء بشباب الثورة ووصفهم بالصعاليك وشذاذ الآفاق وانتهاءً بفضيحة فض الاعتصام وقتل مئات العزل واغتصابهم في حرم القيادة غدراً بالرغم من تاكيدات قادة القوات المسلحة على حمايتهم للمعتصمين ورفضهم فض الاعتصام .. لو قرأ قادة القوات المسلحة الواقع جيداً كما يقرأون أراضي معاركهم لأدركوا أن جيشهم يحتاج هو لبناء الثقة مع شعبه وشبابه الثائر بفعل ما يقربه اليهما لا ما يزيد الشقة معهما .. ولفعل جيشنا ما يؤكد به ثوريته على فساد وافساد الكيزان جنباً إلى جنب مع من خرجوا إلى الشوارع ولأبعد عنه شبهات الأدلجة والطمع في السلطة.

إن كانت إحالة الملازم محمد صديق خطأ فعليهم مراجعته فوراً وبكل شجاعة مع محاسبة من أشعل هذه الفتنة .. وإن لم يكن خطأ فعليهم أيضا مراجعته بكل شجاعة لما علموا له من رمزية اكتسبها بوقفته التي وقفها مع هذه الثورة -التي انحازوا لها- في وقت لم يكن يجرؤ على الوقوف أحد ولا ينكر ذلك إلا من أعجزه جبنه واختار أن يحسده على شجاعته .. ليت قيادة قواتنا المسلحة اختارت وضع لبنة في بنيان الثقة وتجاوزت عن الهنات الصغيرة والمتوقعة من رتبة صغيرة كرتبته وسمحت له بالاستمرار .. أو ليتها اختارت استمراره ومن ثم تطويعه وتاديبه عسكرياً داخلها كما يحدث مع حالات أسوأ مما ذكر في بيان القوات المسلحة وتوضيحاتها.

ليتهم على الأقل طبقوا شعارات الثورة التي يرددونها بإقامة دولة القانون والمؤسسات فحاكموه على جرائمه المذكورة في بيانهم واصدروا حكماً قانونياً من محكمة عسكرية بإدانته واحالته للمعاش لنقول يا بشرانا بدولة العدالة بدلاً عن هذا الفصل التعسفي.

وإن كان لي شخصياً بعض الملاحظات على انضباط الملازم محمد صديق إلا انها لا ترقى لدرجة اليأس منه والتسليم بصحة احالته للمعاش لأن الضابط في هذه الرتبة يخطئ ويصوّب وفق أعراف القوات المسلحة وقوانينها ولا يحال للمعاش على هفوات كهذه .. نقول هذا حتى لا ينبري لنا من يقول أننا نشجع على الانحلال وعدم الانضباط لأننا لا نفعل ذلك وإنما نرتب الأولويات .. حتى ظهوره الأخير (بعد الإحالة) في قنوات الأخبار لا نقبله بالرغم من كونه ردة فعل من شاب يافع حل به ظلم (كما ينظر هو لذلك).

شعارات الأنفة والهيبة الجوفاء التي يعتقد مرددوها أنها تتغذي على الخوف والخوف وحده أثبتت الأيام أنها لا تفعل بجيشنا إلا دحرجته إلى أدنى مراتب الإحترام والتقدير والهيبة في ناظري الناس .. فالهيبة من الاحترام والإحترام يتأتى بالسلوك لا سواه لذلك نرجو أن تبتعد قواتنا المسلحة (بسلوكها) عن ما لحق بها شبهات.

لو كنت مكان قاد القوات المسلحة لاخترت التقرب لهذا الشعب بشتى السبل ولما ترددت لحظة في فعل ما يكسبني ثقته ويمكنني من تفجير طاقاته وقيادته إلى بر الطمأنينة والأمان .. والقوات المسلحة التي نعرفها ونعرف من فيها ندرك أن بين منتسبيها الحاليين من هم أسوأ من هذا الملازم سلوكاً ومن هم أقل منه عسكرية وانضباطاً فليتهم تركوه.

أما الموكب الذي خرج اليوم مطالباً بإعادة محمد صديق ومعترضاً على احالته فأنا لا أخفي سراً اذا قلت أنني لم أكن اتمنى خروجه مطلقاً أو على الأقل في هذا اليوم .. لأنني نظرت بعيداً وتوقعت كل ما حدث اليوم من تصعيد وانفجار في الأوضاع ..
لو تمنيت أن يخرج الموكب لتمنيت خروجه بعد أسبوع على الأقل وليس لحالة محددة كحالة محمد صديق مثلاً أو لفرض رأي واملاء قرار على قيادة القوات المسلحة وإنما الخروج وفاءً لعدة اسماء تستحق الدعم المعنوي منهم وتستحق لمسة وفاء.

حفظ الله بلادنا الحبيبة وشعبها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.