آخر الأخبار
The news is by your side.

قُدنا يا “بايدن” وسنُرجِعُها (إن شاء الله) ! … بقلم: منعم سليمان

قُدنا يا “بايدن” وسنُرجِعُها (إن شاء الله) !

 بقلم: منعم سليمان

ومن لم يتابع بالأمس المُناظرة الأولى في سباق الانتخابات الأمريكية بين الرئيس “دونالد

ترمب” ومنافسه الديمقراطي “جو بايدن” فقد فاتته الديمقراطية ونعمها الكثيرة على الناس.

وما أثار انتباهي واستوقفني بل وأضحكني هو ما حدث لدى طرح قضية تهرب “ترمب” من

الضرائب، فردّ قائلاً: إنّه قد دفع ملايين الدولارات للحكومة، وسيبرز مستندات تؤكد هذا قريباً،

فقاطعه “بايدن” بالقول: متى؟ إن شاء الله ؟ أي والله نطقها إنْ شاء الله هكذا، كما ينطقها أهلها

وفي سياقهم ومقصدهم، أي “في المشمش”!

وهنا، حوّل المسلمون، خصوصاً العرب منهم، معنى “إن شاء الله” من كونها إثباتاً وتأكيداً قاطعاً

لمشيئة الله في المستقبل، إلى عبارة جوفاء لا تعدو أكثر من كونها تُستخدّم لتجميل الكذب،

وتُستعمل كأداة للنصب والاحتيال وعدم الوفاء، بل دنسوا الدين كله عندما أقحموه في

السياسة، وسحقوه وامتهنوا قداسته بادخاله في دواليب الدولة. وليس ثمة دليلاً أوضح في

التدنيس والمهانة التي لحقت بالدين جراء ربطه بالدولة والسياسة، أكثر من تجربتنا السابقة مع

إخوتنا في الوطن، الذين حلقوا بنا في السموات سنين عدداً ليتمكنوا هم على الأرض، وعاثوا

فيها فسادا وعذاباً، وحوّلوا الدين إلى مستنقعٍ للبذاءة ووكر للخراب والإرهاب، وجعلوا الدولة

على النحو الذي نراه أمامنا: شبه دولة بل لا دولة!

لقد تحول الدين في عهدهم البائد – لا أعاده الله- إلى منجم كبيرٍ لإنتاج الكذب والضحك، وكانت

فواصل الفكاهة تتنزل إلينا من أعالي منابر المساجد التي حولوها إلى مسارح للسخرية،

وسمموا فضاء البلاد بالتلوث البصري كما السمعي، حيثُ صموا الاذان وطششوا الأبصار

بأحاديث الوطء والعهر والفُجر، وزواج الطفلات وإرضاع الكبير وزواج الميت ونكاحه، وأكاذيب نزول

الملائكة إلى الأرض التي كانت تكلمهم تكليما، وحتى الحيوانات لم تنج بظلفها من حتفهم، حيث

كانت الغزلان تتحدث إلى (المجاهدين) في أحراش الجنوب: أذبحوني وكلوني فإنكم جوعي! لقد

كان تلوثا عاماً، وكانت حملات الكذب والبهتان والفجور تبثُ بلا حشمة ودون أدنى حياء أو خجل،

ولا غرابةَ إنْ سقطت “إن شاء الله” وسط هذا الدمار الشامل!

وربما هي مناسبة يقودنا فيها المرشح العلماني الديمقراطي “جو بايدن” حتى نستعيد ديننا

كدين عبادة ورحمة لا حكم، ونُعيد لـ”إن شاء الله” ألقها وبريقها، ونحررها من قبضة الخاطفين؛

ونعيد معناها إلى مشيئة الله مرة أخرى، ولِمَ لا؟ فقد قاد “عبد الله بن أريقط”، وهو لا ديني مثله

مثل “جو بايدن”، قافلة رسولنا الأكرم صلى الله وسلم وصحابته الكرام في هجرتهم من مكة

إلى المدينة.

قُدنا يا “بايدن” وسنُرجِعُها (إن شاء الله).

الديمقراطي

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.