آخر الأخبار
The news is by your side.

قميص عرمان وقطار سلام قاع المدنية .. بقلم: عواطف عبداللطيف

قميص عرمان وقطار سلام قاع المدنية .. بقلم: عواطف عبداللطيف

قد لا يختلف أثنان أن البشرية تتوق دوما للسلام .. فما بال السودان الذي عاني ويلات الحرب والدمار وكانت الأبشع حيث حرقت القرى واغتصبت الحرائر وتشرد الصغار وتفتت المكونات المجتمعية بأحراق الزرع والضرع..

من ينظر لخارطة احتفالية ساحة الحرية نهار الأحد 15 نوفمبر 2020 وقبلها احتفالات جوبا رغم التحفظات والمحازير الصحية يعلم تماما مدى تعطش الزولات للسلام رغم ان الفرحة تظل منقوصة و حلقاتها غير محكمة طالما لم يكن في معيتها من لهم وزنهم ورؤيتهم كالقائد عبدالواحد نور والقائد عبدالعزيز الحلو ورفاقهم وكان من المفترض ان يسعى رؤساء الحركات المسلحة والتي وقعت سلام جوبا جنبا الى جنب مع جهود الحكومة الانتقالية والوساطة الجنوبية والإقليمية والدولية ويقوموا بالجهد الاكبر لحضهم ليكونوا كتلة واحدة دون إخلال بخصوصية كل مكون ..

أما وان القطار قد تحرك وهناك مؤشرات إيجابية بأنهم في الطريق لطاولة المفاوضات فأن السلام لن يكون جاذبا ونافعا ومستمرا ومغروسا في عمق الأرض إن لم يصل شعاعه وإضاءاته وكامل فؤائده لهناك لقاع المدن الهامشية المجروحة حيث أهل المصلحة المتضررين الأساسيين لعائشة التي اغتصبت ولمحمدين الذي حرقت مزروعاته وللأسر التي هشمت مضمورة محصولها وللجهال اللذين حرموا ألف باء التعليم والصحة ولكل اللذين هجروا ونزحوا بل اقتلعوا من تراب أرضهم ..
هناك سهمان إن لم يتم إطلاقهم سيقع لا قدر الله السلام في جدلية يكون او لا يكون .. السهم الاول هو إشعال شعلة العمل وإيقاد الصحوة للتنمية وتوجيه ميزانية الحرب التي كانت للتعمير والإصلاح ..

ان لم يجد هذا الجيش الجرار من الشباب اللذين غطوا ضوء شمس نهار يوم الاحد إحتفالا وبهجة بالسلام ادوات الانتاج وابدلوا الطبل والربابة علي ضرورتها بالطورية والمنجل وحرث الارض وشق قنوات المياه للزرع والضرع وقيام النفير لبناء الراكوبة ودفن الوتد وابتكار اعمال خلاقة منتجة والعمل علي ارجاع المهجرين لقراءهم بدلا من رفع القرعة واستجداء الاخرين فما تدمر من قرى وسواقي وحواكير لن تأتي ملائكة لبناءه لابد من طرح مشروعات صغيرة للاسرة المنتجة واستنفار الشباب لريادة الاعمال وإنبات همة الحراك التنموي والعودة لخصلة النفير ارث الاجداد ولتطلق صافرة قطار السلام ليتحرك لهناك حيث الارض المحروقة فهذه البدل الباريسية والكرفتات الحريرية الملونة لابد من ركنها في زاوية قصية والتشمير عن سواعد البناء والعمل وهذا لن يتأتى إلا بنفس الأيادي التي ضغطت علي زناد البنادق ان سكن القصور الخرطومية لن ينتج إلا حركات وينبت مظلومين آخرين ..

ويبدو أن القائد ياسر عرمان بارتداءه قميص بنصف كم والذي اشعل مواقع التواصل أراد أن يرسل رسالة تؤطر للقائد الملهم و ليقول للرفاق هبوا لقاع المدينة لبذر بذور سودان جديد تقول كتب التاريخ أنه يختزن ثروات لم يحسن سكان قصور الحكم إنباتها للصالح العام ولمحمد أحمد والبتول وأدم .

Awatufderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.