آخر الأخبار
The news is by your side.

قضايا إعلامية  … بقلم: عبدالله ابو صيام  .. لكي لا نلدغ من الجحر مرتين

قضايا إعلامية  … بقلم: عبدالله ابو صيام  .. لكي لا نلدغ من الجحر مرتين

تحدثت بشكل عابر في المقال الماضي “طوق نجاة للناس من مؤسسات الإعلام”* عن المؤسسات الإعلامية التي جعلتنا نصب اهتمامنا ونبذل جهدنا في فهم بضعة أفراد على هذا العالم ، وكأنّ حياتنا متعلقة بهم ، لا يمكننا إنكار دور هؤلاء الأفراد الذين يتلاعبون بمصير الناس ويقلبون حالهم كل يوم ، ولكن يجب علينا أن لا ننسى أن من سبل إنجاح التلاعب بمصير الناس هو إقناعهم بأنّ الاهتمام يجب أن يكون بهؤلاء الأفراد السياسيين.

لذلك كنا نجد أن التغطيات الإعلامية تركز على كل تحركاتهم ، وقد تجاهلت هذه المؤسسات أنّ الإعلام وجد لخدمة الناس ، ولكن كيف سيكون ذلك والمؤسسات في يد هؤلاء الأفراد أو من المقربين منهم؟.

لقد أصابتنا اللدغة الأولى من هذا الجحر الكبير ما كلفنا الكثير ، خسرت الشعوب من خيرة أبنائها لأجل إرضاء هؤلاء ، من خلف مكاتبهم المريحة يجرون المساكين نحو جحيم الموت أو حياة الشقاء.

وحينما برز الإنترنت كمساحة للتنفس لحقوا بنا من خلال فرض محتواهم بإمكانياتهم القوية علينا ، ومن خلال التشريعات التي من المفترض أنّها تضبط التجاوزات على هذا الفضاء ولكن وجدناها تكمم الأفواه.

ولكن تبقى مشكلة الإنترنت لهؤلاء أنّه ضخم جدا ، يصعب التحكم فيه وإن اتفقت كل دول العالم على التحكم فيه ، فهل سنلدغ من الجحر مرة أخرى ، ونبقى نلاحق أخبارهم ونجعلها جوهر حياتنا ، أن تفني حياتك وأنت ترى حياة الآخرين؟ ، أم نتجه نحو أنفسنا نحل مشاكلنا ، ولا أتحدث هنا عن المشاكل الروتينية اليومية ، فتلك المشاكل شر لابد منه ، ولكن أتحدث عن المشاكل الكبرى التي تحتاج إلى خطط فردية وجماعية لسنوات وإلى نفس طويل.

الإنترنت متنفس للتعليم الحر ، والنشر الحر ، والطيران الحر من بلد إلى بلد حينما يمنعك سايكس بيكو من رؤية الآخرين خارج القفص الذي وضعوك فيه وجعلوك تدافع عنه.

فهل سنتجاهل هؤلاء؟ أو لنقلل من اهتمامنا بهم ونركز على أنفسنا كأفراد ومجموعات وندع تلك المؤسسات تفلس بسبب عزوف المشاهدين عنها؟ أم نلدغ من الجحر مرتين؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.