” قصاصة وقصة ” بأنفاس التاريخ للدكتورة نورة آل حنزاب

” قصاصة وقصة ” بأنفاس التاريخ للدكتورة نورة آل حنزاب

كتبت: عواطف عبداللطيف

حينما اختارت الدكتورة نورة آل حنزاب الاستاذة الجامعية في علم البيولوجي والناشطة المجتمعية مؤسسة ومشرفة مراكز آل حنزاب التعليمية بقطر تدشين كتابها ” قصاصة وقصة ” بمتاحف ” مشيرب قلب الدوحة ” قاعة بيت جلمود لم يكن ذلك مصادفة. 

بل اختيار متعمق فذات تلك القصاصات والتي حرصت بنت آل حنزاب الاحتفاظ بها منذ سنوات بعيدة لتحلل اسبابها وتستخلص معانيها لتكون نبراسا واضاءات لمسارات من حولها وبلسما لتعزيز القيم الايجابية ومحفزة للمشاعر المجتمعية دافعا للعطاء الملهم وهي الاستاذة الجامعية التربوية والتي تعتبر من فنارات العلم والمعرفة والانسانية .

جاء بالمقدمة ليست قصاصات ورقية احتوت كلمات ولكنها الحياة مرسومة علي دفتر الاوراق نبضها الايمان وزهوها الحب فهنا مشاعر جياشة بثت وعلاقات وطيدة أسست ومعاملات وثيقة أبرمت وهنا صفقات هادفة عقدت وهناك مجتمع قام بمحبة وسعى لرضاءه وسنن الله في الامم والجماعات.

وبرغم ان معرض الدوحة اجل هذا العام وفق الاحترازات الصحية لجائحة كوفيد 19 إلا ان د نورة استطاعت صناعة كتاب يمثل اضافة للمكتبة وزخم لكيف تكون تربية الاجيال والتصالح مع النفس والآخرين.

أسعدتني الدعوة لحضور تدشين الكتاب و حرصت الوقوف عند مدخل متحف مشيرب للمتمعن بمجسم زحاجي نقشت عليه كلمة معبرة لسمو الشيخة موزا بنت ناصر تقول ” الحرية هي سمة لا تختص بها حضارة بعينها لكنها قيمة انسانية  تلك القيمة التي اؤمن بأنها القوة المؤثرة في صناعة التاريخ الانساني .

وكان ذلك يتماذج تماما وفلسفة ما خطاه يراع الحنزاب فمتاحف مشيرب التي تحلقنا بقاعتها حضورا لمولود ثقافي تربوي وفق التباعد المجتمعي واجهة ثقافية تعكس تاريخ اربعة بيوت تراثية وموقعها في الحي التراثي وخلفيتها التاريخية ذات المعالم البارزة في تاريخ قطر وتوفر ساحة ثقافية لتبادل الافكار وإثراء الحوار حول الماضي والمستقبل لاسترجاع نمط الحياة التقليدية القائمة علي مظاهر التفاعل الاجتماعي. 

والكتاب من الحجم المتوسط يقع في ٣٠٣ صفحة من ٣٢ قصاصة استدعتها المؤلفة لتشكل منها قصص مرشدة فعلي سبيل المثال القصاصة رقم (٣٢) تحت مسمى” ديمقراطية بها يكتمل شموخها ” لتقول انها احدى شعب النفاق الاجتماعي ان تكون ملحاحا في المطالبة لمنفعتك الشخصية ثم تتواني عن ترسيخ مبدأ مهم واكيد ألا وهو ” الديمقراطية ” سوف تكبر بمرور الوقت دوائر منفعتها وتسهم في تعزيز دور المؤسسات التمثيلية لينعم أبناؤنا وأحفادنا واجيال قادمة بالعدل والحرية والمواساة وتلك غاية أثمن وأشمل نفعا من فوائد البطاقات.

 لتحبك لها القصة فتقول ” ان الأوطان وأجيالها المقبلة لديمومة قوتها وعزتها ورخائها تحتاج الى نظام شورى ” ديمقراطي ” يحفظها مما يهددها من فوضى الى نظام يرسي ومن عدوان قد يباشر عليها الي سيادة القانون ومن تحكم الغرائر الي تنظيمها .. لقد حكم دولتنا عظماء بداية من مؤسسها الشيخ جاسم بن محمد طيب ثراه بدات عظمتهم وتميزت بعظيم الكفاءة ونكران الذات ودماثة الخلق ملكوا بها قلوب شعبهم متطلعين نحو تتويجه بمجلس منتخب يشارك فيه الشعب ويمون بهم الوطن حصنه المنيع. 

وقد ناصفت القصاصات التي خطها انجالها وهم ما زالوا في مسارب الحياة لكنها اضاءات لكيف تكون التربية وفق المنظور الاسري المجتمعي المستنير ولمن حباهم الله بالعلم والمعرفة ولفوا انفسهم بالنهج الاسلامي القوئم كالمؤلفة الدكتورة نورة حنزاب والتي استثمرت فترة حظر كوفيد بطريقة مثالية يهتدى بها.. والكتاب بمجملة يتوزع في شكل كبسولات وترياق لكيف يكون التصالح مع النفس ومع الاخرين ولما فيه فائدة للاسرة والمجتمع ..
 
Awatifderar1@gmail.com