آخر الأخبار
The news is by your side.

فقدان المصداقية الفكرية للمثقف وتحول المشاريع إلى مسميات فارغة

فقدان المصداقية الفكرية للمثقف السوداني وتحول المشاريع إلى مسميات فارغة

تقرير: حسن إسحق

أقام منتدى نيالا للتنوير الفكري والثقافي ، ندوة بعنوان أوهام النخبة أو نقد المثقف.

قدم الورقة يوم العاشر من ديسمبر الماضي ، بمنتزه الموردة العائلي ، الأستاذ أحمد عجيب، وتطرق إلى أوهام النخبة ونقد المثقف ، والتي تتمثل فى فقدان المصداقية الفكرية، فى ذات الوقت المصداقية النضالية، بعد إنهيار وتصدع المشاريع الإيديولوجية الكبري فى العالم، فى محاولة لقراءة حركة التأريخ والمجتمعات بصورة كاملة، حتي يستطيع الفرد الخروج من الخطاب الثقافي الذي فيه مصطلحات فاقدة للمضمون الفكري أو فاقدة للمحتوى والنقد،ط.

والأزمة تجسدت فى شبكات الرؤية والتأويل للأحداث، ثم القضايا والمشاكل التي تجسدت فيها الأزمة.

يعتقد المتحدث ، أن الرؤية التي ينظر بها رؤية مخلة، وصلت حتي إلى عمل المثقف وتنظيمه، وأصبح قائما على أساس تلقيني وليس أساسا نقديا، فى ظل هذا الواقع، المثقف يتحول إلى محارب للأفكار أو يتحول إلى شرطي يحرس الأفكار، وأن جزءا من أزمة المثقف أنه يتعامل مع المفاهيم على أنها شعارات، ويرفض أن الإستنارة كشعار ينبغي الدفاع عنه، بل هي فضاء يفترض أن يكون فيه ممارسة حيوية للتفكير والنقد.

أن مشكلة المثقف وأزمته تتمثل فى نخبويته، بإعتبارها أزمة المثقف فى نفسه، وعندما يعزل المثقف نفسه عن المجتمع، ويتصور أنه يسعي إلى تحرير مجتمعه ويحدثه وينوره، وكيف يحقق ذلك، والمثقف منعزل عن المجتمع، ويفرض نفسه وصيا على المجتمع، كيف يحقق ذلك، والمثقف منعزل عن المجتمع.

وأشار عجيب ، إلى أن علي حرب ، تحدث عن العلاقة بين السياسة والثقافة، ومن التبسيط والخداع التعالية المفرطة، ولم يسلم الإعلامي من سهام النقد الساخنة فى هذه الندوة، أن أصحاب الثقافة والإعلام، على الرغم من إدعاء العرفة، ليس لهم الحق فى مصادرة الحقيقة وممارسة الوصاية على الآخرين، بحجج إدعاء حراسة هوية الأمة، ورغم أن الإعلام يساعد على إظهار المعلومة، ثم كشف وإظهار القضايا المخفية، وفى ذات الوقت الصحافة تمارس نوع من التضليل فى الفشل فى الكشف عن مصالحها على حد قول علي حرب ، ثم مصادر تمويلها.

فقدان المصداقية النضالية للمثقف :

يشير أحمد ، إلى أن المؤلف يتكلم عن سياسة فكرية جديدة، وكذلك عن آليات النقد، يقول أن علي حرب ، فى مقدمة كتابه الطبعة الثانية، يتكلم عن ولادة الفكرة، عن أوهام النخبة ونقد المثقف، والدافع من وراء ذلك، أن وهم النخبة لم يصنعه الكاتب، بقدر ما أن حاول تشخيص الأزمة بإعتبارها موجودة، والأزمة ناتجة بأفعال مفاجئة أو مباغتة.

ما هي الأزمة التي يتكلم عنها علي حرب؟، يجيب أن الأزمة التي جعلته يتكلم عن نقد المثقف، وأوهام النخبة، تتمثل فى فقدان المصداقية الفكرية، فى ذات الوقت المصداقية النضالية، بعد إنهيار وتصدع المشاريع الآيدولوجية الكبري فى العالم، فى محاولة منه لقراءة حركة التأريخ والمجتعمات بصورة كاملة، فى فترة من الفترات، فشلت هذه النظريات، واثبتت، فشلها ثم إنهارت وتصدعت، بدل أن يتعامل المثقفين مع الواقع والإنهيار أو التغيرات المباغتة التي حصلت فى الواقع بصورة نقدية، تحولت شعارات المشاريع إلى مصطلحات ومسميات فارغة، ويضيف أن علي حرب ، يري أن هذه المسميات تحولت إلى محتويات غاوية وهشة ليس لها معني، وكي يستطيع الفرد الخروج من الخطاب الثقافي الذي فيه مصطلحات فاقدة للمضمون الفكري أو فاقدة للمحتوي والنقد، يري علي حرب، يجب أن يكون هناك نقد لمشكلة المثقف، ويطالب بوجهة جديدة للنقد، وفى حال فشل المشاريع الفكرية السابقة، يجب أن تحصل محاولة نقد للفكرة ذاتها، بحسب علي حرب ، بإعتبارها خطوة سليمة، فى ذات الوقت، يطالب بفتح أطر جديدة للنقد، والتحرك من فكرة نقد الفكرة إلى تعاطي المثقف مع الفكرة نفسها.

التعامل النقدي مع المصطلحات :

يضيف أحمد ، أن هناك العديد من المنطلقات الفكرية التي يتنباها الأشخاص من إشتراكية وإسلامية وإلى آخره، والمصطلحات الأخري، وأشار حرب ، إلى عدم وجود تعامل نقدي واضح مع هذه المصطلحات بصورة نقدية،

أضاف حرب ، أن الأزمة تجسدت فى العديد من الصور والطرق، والأزمة تجسدت فى شبكات الرؤية والتأويل للأحداث، ثم القضايا والمشاكل التي تجسدت فيها الأزمة.

يعتقد أن الرؤية التي ينظر بها رؤية مخلة، وصلت حتي إلى عمل المثقف وتنظيمه، وأصبح قائما على أساس تلقيني وليس أساسا نقديا، ما أدي إلى فتح تحدي جديد، يتمثل فى إعادة النظر فى كل ما يتعلق بالمثقف، أن دور المثقف ومهمته فى المجتمع ثم علاقته بالآخر، والمفاهيم للحقيقة والحرية والسلطة، بإعتباره تحدي جديد، يفترض أن يفتح نقد مسار جديد، يتعامل المثقف مع المفاهيم بصورة مختلفة، وما هو الهدف من قراءة علي حرب ، للمثقف؟، بإعتباره إحدي النقاط والخطوات لإعادة النظر فى طريقة التفكير والنقد، علي حرب ، يتكلم فى سياق أن المثقف يتحول إلى محارب للأفكار أو يتحول إلى شرطي يحرس الأفكار، ويعتقد علي حرب ، أن الأفكار عبارة عن مصنوعات يقوم بها الإنسان، كي يصنع العالم والمشهد وتغيير الواقع وتحديد مسار المستقبل، وتغيير الواقع بالضرورة يقود إلى التعامل مع الأفكار على أنها أدوات عبرها يحاول الإنسان إستيعاب مشاكل الواقع، وليس إستخدام هذه الأدوات كأشياء متعالية على النقد، وغير قابلة للمحاكمة والمساءلة ثم إعادة التفكيك.

أزمة المثقف مع الشعارات:

فى إشارة إلى علي حرب، أن هناك تعاون فى دراسة الأفكار، بمصطلحات أو مفاهيم عقلانية، يري أن العقلانية ليست فكرة تقوم بذاتها، بقدر ما هي صياغة للتجارب فى الأشياء، والأحداث بغرض الفهم، وأن يكون الفهم قابل للمراجعة الدورية بصورة مستمرة، وهناك مشكلة تعامل فى مفهوم الإستنارة، الناس تتعامل مع الإستنارة على أنها شعار، أن جزء من أزمة المثقف أنه يتعامل مع المفاهيم على أنها شعارات، ويرفض أن الإستنارة كشعار ينبغي الدفاع عنه، بل هي فضاء يفترض أن يكون فيه ممارسة حيوية للتفكير والنقد، ويري حرب ، أن الإستنارة ليست شئ جاهز، وليس أصل يفكر له مفكرين محددين محصورة فى نطاق زمني محدد أو بمفاهيم محددة، يعتقد أنها عبارة عن فضاء مفتوح، يحاول البعض إعادة قراءة مفاهيم الإستنارة ثم تحاول أن تجدد فيه ثم تضيف فى مفاهيم الإستنارة فى الوقت ذاته بصورية دورية دائمة، وأن التجديد وإعادة النظر يتم عن طريق النظرة النقدية، والحس النقدي ما بين المثقف وأفكاره، ويشير علي حرب ، إلى تعامل مفاهيم الحرية، بصورة شعار وليس عن بطريقة مفهومية، لا توجد أسئلة تطرح بشكل نقدي، ولا يتساءل المثقف بعد النضال الطويل عن مفهوم الحرية أو الحريات، لكن فى تراجع للحريات بصورة كاملة، لماذا يكون هناك نشوء للإستبداد بصورة ليست متوازية مع النضال ضد الإستبداد؟، لا توجد أسئلة واضحة وشافية فى هذا المجال، بدون شغل فكري نقدي حاد فى التراجع الحاصل فى مسألة الحرية وغيره، ويضيف علي حرب ، أنه مدخل لإعادة قراءة العلاقة فى مصطلحات الإستنارة والتنوير والحرية، يطالب حرب ، بإعادة علاقة بين المثقف التنويري والعقلاني ، والتحرري ليس هو الذي يردد الأفكار على شكل محفوظات وشعارات فقط؟.

المثقف يحتاج إلى التنوير :

يناشد علي حرب ، المثقف بأن يتعامل مع المصطلحات بشكل عقلاني، بإعتبارها الأساس، والتعامل النقدي ما بين المثقف وأفكاره، ولا يتعامل مع الأفكار بصورة مسلمة ونهائية، وأن ضرورة نقد المثقف، أنه اعجز عن أن يقوم بالتنوير فى الوقت الحالي، المثقف يحتاج إلى التنوير، ويحتاج إلى معرفة دوره فى تفكيك خطابه المتعالي والنخبوي الذي يضع نفسه فى برج عاجي، ويري أنه مفكر بالإنابة عن المجتمع أو مفكرا للأمة أو حارس الهوية فى المجتمع المحدد، يري علي حرب ، أنه تعامل غير عقلاني مع الفكر، أن مشكلة المثقف وأزمته تتمثل فى نخبويته، بإعتبارها أزمة المثقف فى نفسه، وعندما يعزل المثقف نفسه عن المجتمع، ويتصور أنه يسعي إلى تحرير مجتمعه ويحدثه وينوره، وكيف يحقق ذلك، والمثقف منعزل عن المجتمع، ويفرض نفسه وصيا علي المجتمع، وأشار علي حرب ، إلى العلاقة بين السياسة والثقافة، ومن التبسيط والخداع التعالية المفرطة، ثم إدعاء أي فاعل إجتماعي، من الفضاءات أو القطاعات، يري أنه ممثل العقل، أو الناطق الرسمي بإسم الحرية، أو الوصي علي الحريات والحقوق، أو المؤتمن على القضايا والمصالح العامة، يري علي حرب ، أن هذا الإعتقاد يعتقده أصحاب الثقافة والإعلام، وأن أهل الإعلام والثقافة بالرغم من إدعاءهم العمل فى المعرفة، لكن هذا ليس مبرر لأهل الإعلام، أن يصادروا الحقيقة ويمارسوا الوصاية، بإعتبار أنهم حريصين على حرية وهوية الأمة، ورغم أن الإعلام يساعد على إظهار المعلومة ثم كشف وإظهار القضايا المخفية، وفى ذات الوقت الصحافة تمارس نوع من التضليل فى الفشل فى الكشف عن مصالحها علي حد قول علي حرب ، ثم مصادر تمويلها.

آليات التضليل فى الصحف:

أعطي المتحدث مثالا عن صحيفة ’’ اليوم التالي‘‘ أو أي صحيفة أخري، عندما تعرض عناوين بارزة لقضايا، ويعمل فى توعية المجتمع، وكي تصل المعلومة إلى المجتمع، لكن فى ذات الوقت، لا يعمل على تعرية نفسه، مشيرا إلى آليات التضليل فى الصحف، ويشير إلى أن علي حرب، يوضح أن أهل الثقافة والفكر، المثقفين والمفكرين يحاولون إظهار ونقد القطاعات الأخري، والفاعلين فى المجالات الأخري، ويغض النظر عن الإشتغال فى البنية الداخلية للآخرين، ويطالب أن يكون النقد بصورة عامة يشمل الكل، وكل القطاعات تحتاج إلى النقد، وليس هناك طرفا مستثني، والنقد فى كل المجالات بإعتباره مهمة كلية، أن الكلام العام عن نقد المثقف يهدف إلى إزالة العوائق عنه، وإزالة العوائق التي تجعله خارج الإبداع، وهناك عوائق أساسية يجب إزالتها عن طريق المثقف، وجسدها علي حرب ، فى عدد من العوائق أو خمسة أوهام وأسطورة، وإذا إستطاع الإنفكاك منها ثم الإسطورة، ممكن أن يكون له دور، أو يعيد صياغة دوره الذي تراجع.

أول تلك الأوهام التي طرحها علي حرب، الوهم الثقافي المرتبط بمفهوم النخبة.

والوهم الثاني الآيدولوجي، وأنه مرتبط بمفهوم الحرية .

والوهم الثالث يتكلم عن الأناسي، أنه مرتبط بمفهوم الهوية.

والوهم الرابع يتكلم عن الوهم الما ورائي، وأنه مرتبط بمفهوم المطابقة.

والوهم الخامس بإعتباره الأخطر علي حد تعبير علي حرب، وهو الوهم الحداثي، وأنه مرتبط بمفهوم التنوير، يشير علي حرب ، إلى أن الأسطورة يمكن إضافتها إلى الأوهام الخمسة، لأنها تعيق العمل النقدي للمفكر، المتمثل فى أسطورة الإنسان التقدمي أو الوهم التأريخي.

المثقف بالمنط الرسولي الطليعي فاشل:

ماذا يعني علي حرب ، بمفهوم النخب أو الوهم الثقافي بإعتباره، سعي المثقف لتنصيب نفسه وصيا على الحرية والثورة، وعندما يسعي إلى تنصيب نفسه وصي على الحرية والثورة ورسولا للحقيقة والهوية وقائدا للمجتمع والأمة، ويتحدث عن المثقف بالنمط الرسولي أو الطليعي فى الواقع أثبت فشله، ويريد تغيير الواقع بمقولات، وفى ذات الوقت ينصدم بما يحدث فى الواقع، وهذه الصدمة ناتجة عن إنعزال المثقف ونخبويته أو نرجسية المثقف فى ذاته.

يشير علي حرب، عندما ينصدم المثقف بالواقع، ويحاول البحث عن مبررات له، ويفشل فى مراجعة مواقفه الفكرية، وينسب الفشل إلى مؤشرات خارجية، ولا ينتقد من الداخل ومعرفة أسباب المؤثرات الخارجية.

وأشار إلى وهم الهوية الذي تحدث عنه علي حرب، ويقصد به، إعتقاد المرء أو المثقف بإمكانه أن يظل كما هو، والإتساق بذاكرته ثم المحافظة على تراثه، أي مثقف يحاول يرفض فكرة الإنتقال من مرحلة إلى أخري أو يدافع عن الأصوليات أو عن تراثه دفاع نقدي، بل دفاع أصولي أعمي، لا يتدخل فيه النقد، يري علي حرب ، أن مثل هذا العمل وهم، ويتحول المثقف من أنه ناقد مبدع ومجدد لتراثه، بل يتحول إلى إنسان يحرس هويته، وحراسة، لا تقوم على أسس نقدية وبصورة منطقية بالنسبة لعلي حرب، وتطرق علي حرب ، إلى وهم الحرية، أن إعتقاد المثقف أن بإمكانه أن يحرر المجتمعات والشعوب من إشكالات التبعية والهيمنة والتخلف والفقر، هذا فى حد ذاته وهم، يعيق المثقف من الإنتاج الفكري، يمنع من معرفته بالمجتمع، فى حال وجود محاولة لإخراج الناس من الفقر أو التبعية، تعتبر محاولة جيدة، لكن الأدوات التي تستخدم لإخراج الناس من الفقر والشعوب من التخلف، تحتاج إلى نظرة واعية ونقدية فى ذات الوقت.

الديمقراطية مفهوم متحول:

أن نظرة علي حرب ، إلى وهم المطابقة، ويقصد به الوهم الما ورائي، بإعتباره إعتقاد سابق للتجربة، ومتعالي على الممارسة يمكن القبض عليه قبل التصورات، وأما عن حديثه عن الوحدة، لا يمكن الحديث عنها بأنها ثابتة وجوهرية جاهزة، بقدر ما أنها عبارة عن مفهوم، ثم الوصول إليه يحتاج إلى عمل فكري ونقدي بإستمرار، أي مثقف أو مفكر يحاول التعامل مع المفاهيم على أنها أتت جاهزة وحقائقها ثابتة، يعتبر مثل هذا التفكير وهم، أما مفهوم الديمقراطية مفهوم ثابت، يري أنه أنتج فى سياق مختلف ومحدد، وكي يطبق يجب القيام بعمل نقدي كي تتموضع أو تقولب فى الواقع الذي يجب أن تطبق فيه، كي يتعامل مع الديمقراطية على أنه مفهوم متحول، ويحتاج إلى صياغة وتجسيد فى واقع مختلف، وبالتالي يحتاج إلى عمل فكري نقدي للديمقراطية أو الحرية أو الإشتراكية، ولماذا الدعوة الإشتراكية من لينين إلى الإشتراكيين المعاصرين لم تستطع معالجة مشكلة البطالة، ورغم المناداة بمفاهيم العدالة والمساواة، لا توجد عدالة ولا مساواة فى المجتمع، يري حرب ، أن المجتمع المتساوي فى حد ذاته وهم، وأي مجتمع من المجتمعات فيه تفاوت، ويحتاج إلى أن يتعامل معه تعامل نقدي، وكيفية إحداث نقلة فى المساواة بين الناس، ويقول أن هذا يحتاج إلى عمل فكري وتفكيكي، أن التعامل مع مفهوم المساواة كمفهوم جاهز يمكن تطبيقه، يعتبر أن ذلك وهما، فى حال عدم التجرد من الوهم سوف يظل موجود فى الأزمة الفكرية، وأشار علي حرب ، إلى أسطورة الإنسان التقدمي أو الوهم التأريخي، هناك بعض المفكرين قاموا برسم مسار لتأريخ محدد للمجتمعات، وبناء على ذلك المسار، يتم تصنيف الناس إلى تقدميين ورجعيين، ويعتبر علي حرب ، أن ذلك وهما، عند محاولة رسم مسار محدد للتأريخ وتطور المجتمعات، يكرر المتحدث أن ذلك وهما.

الإنفكاك من المسار الغربي للمجتمعات :

يضيف المتحدث ، أن مفاهيم التقدم والرجعية يتم التعامل معها بصورة أيدولوجية وأصولية أقرب للتعامل لمفاهيم الأديان، أو مثل فكرة المسلمين والكفار، مثلا فى الدين الإسلامي المسلمين ناس متقدمين والكفار ناس رجعيين، أما مفهوم نهاية التأريخ تري أن الليبرالية آخر مرحلة أو نعيم تصل إليها المجتمعات، أما علي حرب ، يري أن ذلك وهما، وأن الإنفكاك من المسار الغربي يدخل المثقف فى أزمة، ويري أنها مسار أزمة، أن أس الأزمة الذي يتحدث عنه علي حرب ، ناشئ فى بيئة أزمة، وأن نشوءه قائم عن الدفاع عن الحريات والإنتهاكات، وعندما يتحدث عن الحريات تصيبه النشوة، وينتشي عند الحديث عن الإستبداد والحرية، ويري أنه سياق أزمة، إذا فشل فى العمل فى حقل الأزمة، لن يقدم حل، وأما عن مدخل الخروج عن الأزمة أو مراجعة نقدية ما بين المثقف وأفكاره، ومراجعة نقدية للمثقف ودوره وعلاقته بذاته ثم المجتمع وبأفكاره، فى حال وجود مثل هذه المراجعة، يري علي حرب ، يمكن أن يكون هناك مثقف آخر، أوضح أن المثقف ينادي بقضايا العلمنة والإستنارة والوحدة والسلام، بالرغم من المناداة بالسلام يجد مزيدا من الحروبات، ولماذا الإستمرار فى الحرب؟، والمثقف له عمل عن ترسيخ الديمقراطية، لكن هناك تراجع فى الحريات داخل النطاق الديمقراطي، ولا توجد أسئلة عن أسباب تدهور الحريات، ورغم الحديث عن الوحدة، الواقع ينتج مزيد من التشظي، والحديث عن ضرورة العلمنة، فى الواقع تجد سيطرة من الحركات الأصولية، فكرا وعملا وممارسة، والمثقف لا يطرح أسئلة جادة عن أسباب تراجع الفكر العلماني، بل يلقي اللوم على الحركات الأصولية بوضعها كوابح للعمل التنويري، أن معالجة المثقف للقضايا التي يحدث فيها تراجع، عليه مراجعة الأدوات الفكرية وطرائق العمل فى المجال الفكري عموما، ورغم وجود الماركسيين فى العالم العربي، لا توجد تجربة نقدية لهذا الفكر.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.