آخر الأخبار
The news is by your side.

فضّ الإعتصام .. الليلة المشؤومة!

فضّ الإعتصام .. الليلة المشؤومة!

بقلم: الخير صالح عبدالله

لاحدث أكثر إيلامًا ، وأكثر بؤساءً وحزنًا من جريمة ” فضّ الإعتصام ” . في تلك الليلة المشؤومة بسواد الليل وبعض رحيق فلق الدجى تقاطرت الدماء الشريفة في محيط القيادة العامة التابعة للقواتِ المُسلحة .

كانت الحادثة بمثابة الجحيم لكل الشعب القوي ، بكي الجميع من حواري الجنينة إلى بورتسودان، بكي كل من شاهد أو سمع تفاصيل مجزرة القيادة العامة.

كان يومًا متعب جدًا مكتظ بالأشياء التعيسة والملامح البائسة ، حيث سالت الدماع مدرارًا وإستنزف الثوار كل رصيد الفرح ليصبحوا بين الموت والحياة ، يقاومون الرصاص وبرودة الطقس.

لقد كان الإزدواجيين الأشرار يسترسلون الوحشية بمزاج الطُغاة ويتلذذون بصراخ المهزومين بكل جبروت ورائحة الموت تحتضن الإسفلت ودماع الآبرياء تتلامس بعضها البعض والطُغاة لازالوا يسحلون ويضربون كل من وقف أمامهم بلا رآفة وكأن هؤلاء ملة دخيلة على الوطن.

29 رمضان تلك الليلة المشؤومة ماذنب الذين رددوا شعار ( حرية – سلام – عدالة ) .. الثورة خيار الشعب ! وآمنوا بها  ليلقوا هذا الجزء الآليم وأصواتِ الدوشكات والكلاشنكوف تهطل بغزارة في رؤوسهم ! وهم لايملكون وسيلة دفاع سوى سلاح ” السلمية ” التي تسلحوا بها منذُ بدء الثورة في 19 ديسمبر 2019 .

كان الموت في كل مكان ، رغم الصُراخ المُخيف الذي يصدح من حناجر الشرفاء وتوسلاتهم ، لم يأبه الأشرار لذلك ليواصلوا تماديهم في قتل كل كبير أو صغير – أو التسبب في أهة مستديمة لهم، إنها الليلة المُظلمة الحزينة التي لن تمحيها ذاكرة الأيام والسنين !

هُناك خيمة الحلم تحولت إلى إشلاء ، عبث بها الأشرار سقطت الخيمة وهي الشاهدة التي كانت تحتوى في جوفها على آبرياء يُنشدون صرحًا شامخًا للوطن تُنادي بالحرية ، والعدل ، والمساواة.

الأشرار أنذاك ينادون بسحل الأجساد وقتلها . أما الشرفاء فكانوا يدعون للإعداد المشانق للطغاة والمفسدين ويغنون للوطن بالدم والأقلام والهُتاف وبينهما ضاعت الأرواح ولم يضع الحق المعلق في عاتق لجنة نبيل أديب .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.