آخر الأخبار
The news is by your side.

فستق عبيد .. رواية مذهلة … بقلم: محمد حسن النحات

فستق عبيد .. رواية مذهلة … بقلم: محمد حسن النحات

* تبدأ الرواية بجملة ( كضاب ولا عيوني ما بتشوف!)…. فأوقف القراءة وأضرب اسم الكاتبة على صدر قوقل لأتأكد من جنسيتها التي كنت أعرفها مسبقا!

* كيف لكاتبة أردنية أن تجعل بطلة روايتها سودانية من دارفور وأن تعرف كل هذا الكم الهائل من التفاصيل الدقيقة عن البيئة،التاريخ،العادات،التراث، والعبارات الموغلة في المحلية؟!

* هذه الرواية دليل قوي على أن الفعل الكتابي فعل انساني عالمي، فلا يمكن أن تفرض على الكاتب أن يتحرك قلمه فقط في حدود جنسيته وبيئته. وأن وجع الإنسان واحد أينما كان.

*سميحة خريس ستأخذ بيدك في رحلة تتأرجح بين السعادة والحزن… الأمل واليأس…الحرية والعبودية.. الحياة والموت… رحلة تبدأ من دارفور وتمر بليبيا والجزائر والبرتغال.

*في هذه الرواية ستجد سردا مختلفا لفترة الدولة المهدية وشخوصها المركزية والهامشية.

* السرد يتنقل بسلاسة من لسان شخصية لأخرى.. فقد اعتمدت الكاتبة على تقنيتي تعدد الأصوات، والراوي العليم في مواضع قليلة.

*رواية تصلح كأساس لفيلم سينمائي عالمي.. فالمشاهد تأتي بكل سهولة لتتجسد أمام عيني القارئ.. ستشم رائحة حقول الفول السوداني في عمق دارفور… وسيطال وجهك رزاز البحر في الجزائر.. وستتلطخ قدماك بالوحل في حظيرة الخنازير في البرتغال وأنت ترى (رحمة) مرمية أمامك تتشممها الخنازير.

* من الرواية… يقول الجد كامونقة :

” قد تسألون لماذا ازرع الفول السوداني؟ أما كان من الأسهل زراعة الدخن؟.

حين عاش عبدالله وصار لي ستة أبناء وعدد من الأحفاد، تذكرت كيف كان الجلابة وقطاع الطرق يقتنصون الصغار الجوعى، عارضين عليهم ملء أكفهم حفنات من الفول، مستغلين جوعهم وهم يختبأون وراء الأشجار، مادين أكفهم لطفل جائع ويقولون :

_ مجاوه.. مجاوه

تغري حبات المجاوة في أكفهم الأطفال الجوعى، هكذا اختطفوا السذج في الماضي، وأنا أردت تحصين أطفالي من غواية الفول. إنه الفستق الذي يمكنه أن يوقعك في العبودية. قلت لنفسي أزرعه، فيشبع أولادي ولا يذهبون إلى العبودية بأقدامهم.”

 

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.