آخر الأخبار
The news is by your side.

عيد شهيد ..إصحى يا بريش

عيد شهيد ..إصحى يا بريش

بقلم: كمال كرار
صباح الأحد 2 يونيو 2019 والدنيا قبايل عيد كان تجمع المهنيين يذكر بجدول الفعاليات الثورية لذاك اليوم واشتملت على تكثيف العمل الدعائي والتوعية بالاضراب السياسي والعصيان المدني بحيث يقيم الثوار مخاطبات في ساحات الاعتصام في العاصمة والاقاليم ونشر قصاصات تحتوي على تعاريف وشروحات الإضراب السياسي والعصيان المدني كأسلحة سلمية ناجزة ومجربة، كما نشجع على كتابة اللافتات التي تكثف الدعاية للإضراب والعصيان ونصبها في الطرقات الرئيسة في العاصمة والاقاليم.

ومضى الإعلان بقول (نبتدع فيما بيننا كافة أساليب الدعاية الممكنة و الملهمة لشعبنا المنتصر حتماً)،وتسيير المواكب من الأحياء إلى ميادين الاعتصام في العاصمة والاقاليم مع التأكيد على سلمية حراكنا وترديد مطالب الثورة،ثم حملة التعبئة والدعاية لصلاة العيد في ميادين الاعتصام في العاصمة والاقاليم لتكون صلاة العيد هذا العام هي الأكبر في تاريخ السودان.


وداخل الإعتصام بالعاصمة والأقاليم،كانت الخيام والساحات مثل خلايا النحل..المطابخ تجهز خبيز العيد،والتشكيليون (ناس عاصم الحزين) يجهزون لوحاتهم،وانهمك الثوار في تنظيف الساحات ورشها وتزيينها،فالعيد مناسبة من أجل أكبر حشد في تاريخ الثورة،للمضي قدما نحو الإضراب والعصيان حتى انتصار السلطة الثورية ..


ولكن جدولاً آخراً للغدر كان يتم تجهيزه ليلة نفس الأحد الثاني من يونيو ..والأمطار تهطل ..ظن المجرمون أن فض الإعتصام وقتل الثوار ..ينهي الثورة ..تماماً كما كان المخلوع البشير وزبانيته يأملون..فات عليهم أن الثورة موجودة في كل متر مربع من بلادنا،وفي كل خفقة قلب ثائر ..


وسالت الدماء غزيرة ..بحيث لم يستطع المطر غسلها،وكانت أكبر مجزرة في تاريخ السودان،ولكن الثورة نهضت كالبركان من فوق الدماء والأشلاء ..وجاء موكب 30 يونيو يعلن للقتلة أن الثورة باقية.


من قتل الثوار؟ من المسؤول عن الذين لا زالوا مفقودين؟ الإجابة ليست عند نبيل أديب ولجنته ..والفاعل ضمير غير مستتر يسمى (آنذاك) المجلس العسكري ..


وليست هذه استنتاجات ..فقبل أن يقول العسكر كلمات العزاء أو (البركة فيكم) وقفوا ليقولوا أنهم نقضوا أي إتفاق مع الحرية والتغيير،ولم يزوروا موقع المجزرة حتى ليذرفوا دموع التماسيح امام الكاميرات،ثم قالوا في المؤتمر الصحفي لاحقا(حدث ما حدث)..والأفلام المسجلة موجودة..والذين نجوا من القتل قالوا شهاداتهم على الملأ ..ولن تمر هذه المجزرة مرور الكرام كما مر عنبر جودة ..
سيقف المجرمون أمام عدالة الشعب والثورة ..يرونه بعيدا ونراه قريبا ..


وإن كان هنالك ما يقال للحكومة المدنية( التي هي مسؤولة عن دماء الشهداء)،فلا بد أن يكون خطابها في (عيد الشهيد) للشهداء الذين قتلوا فداء الوطن ..ولا بد من تنكيس الأعلام الرسمية وفاء للشهداء ..ولولا الكورونا والإلتزام بالمحاذير الصحية لكنا جميعاً في ساحة الإعتصام…


ويا ثوار ديسمبر الأوفياء (من الجنسين)،لا وقت للولولة،أو النحيب والإنكفاء..الوقت للعمل ..وإنجاز مهام الثورة هو الوفاء الحقيقي للشهداء ..وبيننا وبين القتلة ثأر لن تمحوه الأيام ..


إصحي يا بريش .. ومعناها يا أيها الثوار كونوا عند الموعد ..ومعناها يا نبيل أديب قول حاجة ..ومعناها يا رئيس الوزراء إن كلماتك في العيد إن تجاوزت الشهداء فهذا فراق بينك وبين الثوار ..
دم الشهيد بي كم ولا السؤال ممنوع ..؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.