آخر الأخبار
The news is by your side.

عن (الوالي) وظاهرة التهانيء..!

عن (الوالي) وظاهرة التهانيء..!

بقلم: عثمان شبونة
خروج:

* لو كانت عقولنا (نصاح) لما تجادلنا في الأساس حول تعيين امرأة سودانية في منصب الوالي؛ فذلك أراه من (العاديات) في الحاضر دون أن نشفع لأنفسنا بتقليب دفاتر التاريخ؛ والمرأة بالأمس..!

* إذا نظرنا للعالم اليوم شرقاً وغرباً لما اخطأت النظرة سيدات جليلات تفوقن على الرجال في مجالات كثيرة.. ودوننا أنجيلا ميركل (كمثال واحد)! كيف واصل الاقتصاد الألماني في عهدها ازدهاره متخطياً كل الصعاب؛ وذلك حسب التقارير المتاحة لمن يريد أن يقرأ حصيلة السنوات السابقة وصولاً للعام 2020 وأزمة (كورونا).. لقد قال عنها أحد زعماء المعارضة: (علينا أن نفرح بأن لدينا رئيسة وزراء مثل أنجيلا ميركل).. فلماذا يتجهّم بعضنا ويتهجّم بالألفاظ المستهترة عندما تتولى امرأة عندنا منصب الوالي؛ وقبل انطلاق (الدقيقة الأولى)!!

النص:
* أثار تعيين امرأتين في منصب الوالي (بالشمال السوداني) كثير من الجدل والنقد غير المفيد؛ باعتبار أن المرأة عموماً لها من المزايا ما يفوق كثير من المناصب علواً.. أما في حالة السيدتين (والي نهر النيل ــ الشمالية) فإن عجلة كثير من المعلقين على الأمر وضعت السيدتين في مضمار الفشل قبل بداية الطريق..! وهذا المنطق يحمل روحاً متسكعة ما بين الخفة والرعونة حينما يشير القائل إلى (النوع) ويغفل الجوهر..! فلو انتظرنا لنرى حصاد (الوالي ــ المرأة) لكان ذلك أوفق من (التحاملات!) المُعكِّرة؛ كما هو أوفق من المجاملات المُبكِّرة..!

* بعض من استنكروا واستخفوا بتعيين بنات حواء في منصب الوالي؛ عبروا عن ذلك بوضاعة الجهلاء ــ الجاهلات؛ دون أن نعرض أقوالهم المتخلفة؛ فهي لا تصلح للنشر.. وهذا مؤسف.. كأن أبناء آدم في السودان سبق لهم أن نقلونا للسحاب بحنكتهم السياسية؛ الإقتصادية؛ الإدارية.. الخ..! وعندنا من ديناصورات السياسة وجوه أكلت مع أجيال عديدة ولم تحقق للبلاد شيئاً نافعاً؛ بل كان ضرر بعضهم مؤثراً على مجمل حياتنا.. فما الذي ينقصنا لو صبرنا على امرأتين في منصب لا يستحق التهنئة؛ بل الشفقة.

* وبمناسبة التهانيء.. أرى عقلية (المباركات الفارغة) التي سدت نفوسنا إبان عهد المتأسلمين ماتزال سارية المفعول.. على ماذا نبارك لوالٍ أو وزير رموا عليه مسؤولية جسيمة يسأله عنها المولى؟! أما كان الأجدى أن نسأله سبحانه وتعالى العافية والتوفيق للمسؤولين في مهماتهم؛ بدلاً عن (المباركة) الشتراء؟! إن هذه التهانيء ابتداع ننساق وراءه دون وعي منا (بالمقام).. ولا غبار إذا فعلنا الأمر تجاه الترقي العلمي أو الوظيفي باعتبار التهنئة محفزة للناجحين (المستحقين) وليس كل من هبّ ودبّ.. إذ لا يصح تهنئة من ترقى احتيالاً وفساداً وفوضى كما هو الحال مع (الضباط الجنجويد)..!
أعوذ بالله

المواكب

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.