آخر الأخبار
The news is by your side.

عكاز ذو النون .. بقلم: بشرى احمد علي

عكاز ذو النون .. بقلم: بشرى احمد علي

لمدة عام تنفس السودانيون الصعداء بأنه لم يعد هناك حاكم يسوقوهم بعصاه كما فعل المخلوع البشير، ولكن هذا الحلم لم يمتد، فقد ظهر ذو النون وهو يلوح بعصاه وهو يطلب من اهل تندلتي التمرد والخروج على سلطان الدولة وحمل السلاح، وللعصا قصة في تاريخ السياسة، نذكر عصاة النميري التي أهداها له نائبه الإخواني الرشيد الطاهر بكر واوهمه بأن بقائه في السلطة يعتمد على محافظته على هذه العصا وحملها معه لأي مكان يريد الذهاب اليه، ثم عصاة الجنرال الصومالي محمد فرح عيديد والتي أهداها له أحد الشيوخ المحليين واقنعه بأنه الشفرة المناسبة لفتح خزائن السلطة.


عصاة ذو النون او عكازه ليست من هذا أو ذاك، ولكنها مرتبطة بإرثه العنيف في أيام دراسته بالجامعة، فقد كان ذو النون يتنقل من بين جامعة الي أخرى ويطوف المدن المتباعدة وهو يقوم بالعنف ويعتدي على الطلاب.


انها ثقافة الكيزان وان تغير الزمان والمكان، ومخاطبة في تندلتي او ام روابة لن تعيد عقارب الساعة في الخرطوم، فقد سقط البشير نفسه ملك صناعة العنف في السودان.


والكيزان الذين يراهنون على ذو النون ربما نسوا ان الحركة الإسلامية حتى وقت قريب كانت تفتخر بمجهودات الترابي الفكرية ودعوته للتجديد.

وما فشلت في تكوينه كتب الترابي لن تعيده عكازة ذو النون، فالفراغ هو الذي يدفعه الي ذلك، ولو سمحوا له بالسفر الي السعودية مع أي شحنة ماشية ذاهبة الي هناك فليس ببعيد ان يلجأ ذو النون الي تكرار سيناريو الهجرة الى ماليزيا، فسوف يقبل على السفر ولن يتذكر اؤلئك البؤساء الذين خاطبهم في تندلتي.

فهو يمر بمطب نفسي حاد، فمتى ما سنحت له الفرصة سوف يبيعهم كما باعت تراجي مصطفى الحركات المسلحة في دارفور وتنكرت لها بعد أن تذوقت طعام موائد البشير.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.