آخر الأخبار
The news is by your side.

عسكر السودان واللهث وراء التطبيع

عسكر السودان واللهث وراء التطبيع

بقلم: عثمان قسم السيد
البرهان غير مخول له بأي صورة من الصور التطبيع مع إسرائيل فالسلطة الإنتقالية الحاكمة اليوم بالسودان لا تقوم بقضايا ذات طبيعة جزرية وجوهرية والسلطة الحاكمة اليوم غير مفوضة من الشعب لا يجوز لها على الإطلاق توقيع إتفاقية مصيرية أو التطبيع مع إسرائيل فهى سلطة غير منتخبة بإرادة الشعب السودانى ..

ومسألة التطبيع وغيرها من الاتفاقيات المصيرية لابد أن تمر بمراحل متعددة ابتدأ من المجلس الوطنى ثم برلمانات الولايات ثم تصويت الشعب وفى النهاية السلطة المجودة والسؤال هنا هل التطبيع مع إسرائيل مطلب شعبى أم مبادرة يفتعلها البرهان و حميدتي بالتنسيق مع الإمارات رأس الأفعى؟

المكون العسكري هو الرابح الأكبر من صفقة التطبيع مع إسرائيل لأكثر من سبب:

أولاً: نجح العسكر في التسويق لأنفسهم في المجتمع الدولي أو الغربي خاصة، بأنهم “رسل سلام” حتى مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ثانياً: تعديل الصورة الذهنية عنهم بأنهم امتداد لنظام الرئيس المعزول عمر البشير.

ثالثاً: تقوية نفوذهم داخل السلطة المدنية بعد توقيع اتفاق سلام مع الحركات المسلحة في الثالث من أكتوبر/2020 ، خصوصاً أن هناك حركات وأحزاباً موقعة تتماهى مع التوجهات الإماراتية، ولديها تواصل مباشر مع الإمارات قبل الثورة السودانية وبعدها.

رابعاً: تلك الخطوة ستضعف أية محاولة ملاحقة ومطاردة دولية تجاه بعض العسكر، المشتبه في تورطهم في جرائم في دارفور، أيام نظام المخلوع البشير، كذلك ستضعف أي محاولة لملاحقتهم في جريمة فضّ اعتصام محيط قيادة الجيش السودانى في الثالث من يونيو/ 2019 التي راح ضحيتها أكثر من 100 من المعتصمين والثوار، ولا سيما مع بطء واضطراب عمل لجنة التحقيق الوطنية وعدم ثقة الثوار وأسر ضحايا فضّ الاعتصام بعملها.

خامساً: خلال الفترة الماضية، فشل العسكر في الحصول على حواضن سياسية تدعم توجهاتهم ونفوذهم، وبعد تلك الخطوة سيجد المكون العسكري، حواضن سياسية من أحزاب وتيارات وشخصيات إعلامية تؤيد سلفاً التطبيع مع إسرائيل، وكلها جاهزة لتقديم خدماتها للعسكر.

سادساً: ستحدث، حسب كل المؤشرات، خطوة التطبيع، انقسامات جديدة في صف تحالف “الحرية والتغيير”، تضاف إلى انقسامات قديمة بين المكونات السياسية للتحالف، ذلك لأن لعدد من أحزابه مواقف أيديولوجية ومبدئية تجاه التطبيع مع إسرائيل، وربما تقود تلك الحالة إلى انسحابات من التحالف، كما لوّح بذلك حزب “الأمة القومي” أكبر الأحزاب شعبية في “الحرية والتغيير”. وإذا حدث ذلك الانقسام، فهو من دون شك سيكون مكسباً جديداً للعسكر.

لذلك مسألة التطبيع مع إسرائيل هى مكسب للبرهان وحميدتي والمكون العسكرى بصفة عامة ولن يستفيد السودان المتهالك والمنهار إقتصاديا من هذا التطبيع.

ليس من صلاحية المكون العسكرى البرهان وحميدتي أو الحكومة الموجودة الآن أو أي من هياكل الحكم الانتقالية التقرير في أمر استراتيجي بذلك القدر من الحساسية”، قرار التطبيع من عدمه حق حصري لبرلمان منتخب يعبّر عن إرادة الشعب السوداني”.

ختاما
“التطبيع مع اسرائيل بتلك الطريقة، يعني تسليم القرار الوطني لمحاور خارجية، والدخول في نفق رهن السيادة الوطنية للمحاور الأجنبية والخضوع للضغوط والابتزاز”، التضليل المتعمد والوعود الكاذبة بأن مشاكل السودان ستُحَلّ تلقائياً بعد التطبيع، ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب” وفتح أبواب العالم على مصراعيه على السودان فهى أحلام زلوط ووعود كاذبة لا فى القريب العاجل ولا المدى البعيد.

osmanalsaed145@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.