آخر الأخبار
The news is by your side.

عبد الرحمن الريح: صناجة غناء أمدرمان

عبد الرحمن الريح: صناجة غناء أمدرمان

بقلم: صلاح شعيب

كان الشاعر والملحن عبدالرحمن الريح فريد زمانه، ووحيد مكانه، من حيث الربط بين ملكتي الشاعرية واللحنية اللتين وهبهما الله له. ومهما يكن من أمر كرومة وسرور بوصفهما مهندسي اللحن السوداني اللذين لا يزال دورهما بارزاً، كما يقول علماء الموسيقي والغناء في بلادنا، فإن أهمية ود الريح تتمثل في أنه كان الملحن “البرنجي” بالنسبة لكل معاصريه من حيث الكم والكيف الفني. وتنبع أهمية أبن “حي العرب” القصوي في أنه بلا جدال شكل الوجدان الغنائي السوداني الحديث لكونه الشاعر والملحن الوحيد الذي عاصر بعنفوان مرحلتين. ومع التقدير للأستاذ محمد بشير عتيق الذي كان يقول في أخريات أيامه إنه لم يكن”طيش الحقيبة” كما الراحل حسن الزبير، صاحب “مابنختلف” فإن قراءة مراحل النشوء والتطور لعلاقة فنانين كبار بالنغم والمستمع ـ أمثال حسن عطية وإبراهيم عوض والجابري والتاج مصطفي ومحجوب عثمان ومنى الخير وأحمد المصطفي وعائشة الفلاتية ورمضان حسن وإبراهيم إدريس ـ لا يمكن على الأطلاق أن تتجاوز تشكيل ود الريح لهذه الرموز الفنية بالقدر الذي أراد، وبالمضمون الشعري واللحني الذي فيه صب لوعته الفصحي، وشجون نفسه الأبية، ودمعة الحب الحرى، والأريحية، والجاذبية الدافقة.

الأستاذ معاوية حسن يسن، وهو واحد من أكثر الباحثين المجيدين في شؤون الغناء والطرب، قال إن أغنية “الملهمة” ـ وهي من النظم الشعري واللحني لعبد الرحمن الريح كما هو مدون في ارشيف الإذاعة ـ أحدثت انقلاباً في مستوى الغناء الجديد، وأذكت التنافس بين المطربين. ويضيف لا فض فوه أن أغنية “الملهمة التي أداها الراحل التاج مصطفي كانت “أسلوباً جديداً في تنويع المقاطع الغنائية داخل الأغنية، في وقت اتسم فيه الغناء بالطابع الأحادي الميلودية وضعف الفكرة اللحنية، وضآلة الشكل الموسيقي. ولهذا السبب عدها الفريق إبراهيم أحمد عبد الكريم “ملهمة جيل بحاله”، في إشارة إلى التنافس الذي أذكته والأعمال الفنية الجديدة التي رأت النور بفضلها.

وفي يقيني أن الأستاذ عبدالرحمن الريح لو كان يمتلك صوتاً خارقاً كما للذين تعاون معهم لما ظهر هذا الكم الهائل من هؤلاء المطربين الذين ولدوا فنياً عبر قصيده، ومواله، وشكلوا من ثم تياراً فنياً واحداً صاغه ابن حي العرب بكيفيات تتماشى وتتلائم مع كل الامتدادات الصوتية التي أبرز كنهها.

الميزة التي عرف بها ود الريح هي أنه كان يميل إلي السهل الممتنع في الشعر واللحن، وهذا الشكل من الإبداع يعد من أصعبه، ويماثل كتابة الطيب صالح التي يظن الجاهل أنه سيأتي بمثلها، كما قال الدكتور عبد الله الطيب في معرض رده على الأسلوب الذي به يكتب.

بالنسبة لهذا الشكل من التلحين، والذي برع فيه ود الريح، لم يكن مصطنعاً في خيالات “الموازير” ولزماتها، بل كان يحاول بقدر الإمكان الحفاظ على قوة الميلودي السوداني، وجعله ملتصقاً بذهن المستمعين على مختلف مكوناتهم الثقافية.

وبذلك أسس عبد الرحمن الريح مدرسة إبداعية ـ في إطار كلاسيكية اللحن السوداني ـ تعتمد علي البساطة في الكلمات واللحن. ولعل كل الملحنين الذين أتوا من بعده، واستشفوا محاولاته لتطوير الألحان، أمثال عبد اللطيف الخضر “ود الحاوي” وحسن بابكر وسليمان أبو داؤود وعمر الشاعر وبشير عباس والطاهر إبراهيم وغيرهم يمثلون امتداداً لمدرسة ود الريح: الإبداع عبر السهل الممتنع. ولعل هذا النجاح الكبير الذي حققته أعمال هؤلاء الملحنين يعود إلي تخير ألحانهم هذا الأسلوب وابتعادها عن الأسلوب المعقد أو ما يعده نقاد الأدب “الصناعة الشعرية” وما يراه الملحنون أنه “سمكرة لحنية” لمقتضي الاختلاف مع السائد.

-2-

وقناعتي أن ود الريح لم يكن عاجزاً عن تعقيد لحنه بما يرضي أصحاب الخروج عن الميلودي السوداني في اتجاه النغمات السباعية. ولو أن الشاعر الفلته محمد المهدي المجذوب قد جرب شعر الحداثة تحت طلب من الشعراء الحواريين من الشباب الذين ألحوا عليه ذلك ونجح أيما نجاح فإن ود الريح كان يحس بوعي داخلي بأهمية اللحن المنساب بتلقائية لا تقلل من قيمة الجانب الإبداعي والجدة فيه.

ولم يكن عبد الرحمن الريح ليفتقر إلى الإمكانية للتأليف على طريقة تعقيد اللحن السوداني الذي يبذله بعض أبناء هذا الجيل، وأذكر أيضا أن الأستاذ عبد الله الطيب قد أصدر قصيدته” الكأس التي تحطمت” من أجل أن يثبت قدرته على مجاراة الحداثيين، وهو الذي وقف على آثار الشعراء العالميين الكبار أمثال توماس إليوت وغيره. وحين نقرأ تلك القصيدة نشعر أن الحاسة الإبداعية واحدة ومتى ما استخدمت قالباً للإبداع نجحت فيه.

وأذكر أنني تجاذبت أطراف الحديث مع الأستاذ ميرغنى الزين، وهو من خيرة العارفين في شؤون اللحن السوداني وسألته عن أسباب عدم تجريب فنانينا الكبار التلحين على المقامات السباعية لإثبات قدرتهم في هذا الجانب، وللتأكيد للعالم العربي أنهم متقدمون في حاستهم الابداعية، ما يقدح ذلك في تصنيفات مثل فنان العرب الأول وهكذا. فأكد لي ميرغني أن المسألة مرتبطة في المقام الأول بقناعة المبدع في اختيار الطريقة التي يلحن بها، وليست لها علاقة بعجز أدواته الموسيقية في التلحين على أي قالب موسيقي، وأشار إلى أن الاستاذ محمد وردي لحن مرة بليبيا قصيدة للشاعر الفيتوري بالنهج السباعي، ويرى ميرغني أنه لم يسمع من قبل بعمل لحني على المستوي العربي يوازي الحساسية الإبداعية العالية التي بذلها الملحن وردي في إنتاج نغمات سباعية موازية لطقس قصيدة الفيتوري.

وربما يقودنا أمر الأسلوب الفني هذا إلى الحوار الذي دار قريباً حول ألحان مصطفي سيد أحمد والتي وصفها البعض بأنها “عادية” كون أنها لم تخرج عن النمطية اللحنية الستينية، والتي تطورت نسبيا عن ما قبلها، ولكن الواقع أن هذا الإدعاء غير صحيح فمصطفي سيد أحمد كان يلحن ضمن رؤية تعتمد علي البناء على الموروث. وكنت قد أدرت معه حواراً حول فهمه للإبداع فقال إنه يحاول الحفاظ على قوة الميلودي ولا يدعى كسر عنق تجريبه لمجرد إصطناع المركبات اللحنية أو غيرها من محاولات “اصطناع اللحن” عن طريق حشوه بالمركبات الموسيقية، أو “تغريب” اللزمات أو الصور اللحنية بما يجعله مختلفا لمجرد الاختلاف.

-3-

وفي يقيني أن الطريقة التي يلحن بها ود الريح أوجدت تفرده وقابلية كل جيل للاستمتاع بأعماله. ولعمري هذا هو الخلود الفني، والدليل على ذلك أن الاعمال التي أنتجها في الأربعينات لا تزال متفردة بالقياس حتى لإبداعات الجيل الجديد من الملحنين. ومبلغ علمي أن هناك أغنيات لود الريح لا تزال تسيطر على اهتمامات الأجيال الجديدة مثل “هيجتني الذكرى” و”علمتني الحب” و”إنصاف” و “الأمان” و “خداري” و “الزهور صاحية وأنت نايم” و” يا ماري عند الأصيل” و”ما رأيت في الكون” و” لي في المسالمة غزال” و”الزهور بسمت لينا” أو “انا في شخصك بحترم أشخاص” و”ألوان الزهور” و”لو إنتا نسيت”، وهناك ومئات أخرى.

قال الدكتور عبد الله جلاب “عبد الرحمن الريح وإبراهيم عوض استطاعا كسر جمود أغنية الحقيبة وترتيباتها الفنية. فقد انتقلا بالأغنية من مرحلة الوصف إلى مرحلة نقل التجربة الإنسانية في أشكالها المختلفة. وتحولت الأغنية من طور التطريب عن طريق الاستماع إلي التطريب عن طريق الحركة…” ويشاركه في هذا الرأي السفير والكاتب جمال محمد إبراهيم بنبسه: “عبد الرحمن الريح يشكل الجسر الذي عبرت به ومعه الأغنية السودانية من شكلها الموسيقي البدائي الخجول والمتمثل في أغاني الحقيبة إلى مرحلة التشكيل الغنائي والموسيقي الذي يستوعب أنماطاً شتى من الآلات الموسيقية، فكاكاً من إسار “الرق” وتصفيق “الشيالين” وطمبرتهم..”

فيما يوحي الشاعر إسحق الحلنقي بتأكيده أن “عبد الرحمن الريح ولد خارج الزمن. عبد الرحمن لم يكن مثقفاً. لم يقرأ لشكسبير ولا لغيره ولكنه كتب شعراً ينحني له كل من كتب حرفاً في هذا البلد. عبد الرحمن الريح استفاد من دراسته للقرآن الكريم فأضاءت دواخله فتحول إلى دفقة نور تمشي على الأرض. لو عبد الرحمن الريح منحني القليل لنافست النجوم.. لكنه كان ضنينا، كان كبيراً نهابه. عبد الرحمن الريح جعلني ابتعد عن الأغنية الجرح، فعندما قرأت له (الأبيض ضميرك) قال لي ما لا يمكن ان أنساه (أنت تبكي كل هذا البكاء في عمر واحد وعشرين سنة..لمن تصل عمرنا دا حا تغرق الخرطوم في الدموع). فصرت أكتب الأغنيات التي تمزج بين الشروق والغروب. فعبد الرحمن الريح لم يتكرر، ولن يتكرر وهو الأول في شعراء الوسط على الإطلاق..”.

-4-

تعقيباً علي الدكتور جلاب اعتقد أن تعاون إبراهيم عوض مع ود الريح يمثل قطرة في محيط تعاونه مع كل الفنانين. فبجانب أنه قدم لإبراهيم عوض في بدء مشواره “هيجتني الذكري” و”مين قساك” و”علمتني الحب” وأسرار العيون” وغيرها فقد كان تعاونه فقط مع حسن عطية أتى بأغنيات مثل”يا الحرموني منك” و”الخرطوم..أو “ألوان الزهور” و” خداري” و”لو إنتا نسيت” وغيرها، وما بالك بالأغنيات التي أداها له التاج مصطفي مثل”إنصاف”والتي تعد إنجيلا لإبراز حلاوة أصوات الأجيال التالية من المبدعين مثل ترباس، والعميري ومحمود عبدالعزيز، وكذلك الملهمة..وقس على هذا الوزن الأعمال التي غناها له المطربون أمثال وردي ومحجوب عثمان وأحمد المصطفى. هذا إذا لم نذكر أعماله التي ارتبطت بالحقيبة مثل “لي في المسالمة غزال”..

لقد حاولت في أخريات أيام عبد الرحمن الريح الالتقاء به، فذهبت إلي الأستاذ محمد يوسف موسى في مكتبه ووجدت معه الأستاذ مصطفي عوض الله بشارة وقد أتى بتعقيب على إثر مادة كتبها موسى مهاجماً ود الريح كونه قد ابتذل أعماله في ملابسات أعمال قدمها في أيامه الأخيرة ورفضت لجنة النصوص إجازتها حفاظاً على تاريخه. وحاولت أن أعثر على عنوان منزله، فدلني الأستاذ محمد يوسف موسي علي “خريطة طريق” معقدة نحو أمبدة التي رحل إليها من حي العرب، ووجدتني استعين بما كتبه الباحث النحرير في أمور الغناء الدكتور أحمد طراوة والذي قال “..خرج عبد الرحمن الريح من منزل الايجار بسبب العوز والمسغبة، و مات غريباً وحيداً فى موقع خلفي نائى بمدينة أمبدة في العام في 28 أبريل 1991.. بينما ظلت جحافل التتر والأغنياء الجدد من الأغبياء مجروحي العقل والوجدان تتطاول في البنيان، و تتملك المنازل و النساء وتستمتع في برود أعصاب تام داخل السيارات المكندشة بأغانيه الفريدة التى قل أن يجود بمثلها الزمان..”

لقد ضليت في تعاريج أمبده ولم استطع الوصول لشاعرنا لمحاورته وضاع الأمس مني. ولكن فلتكن مناسبة هذا المقال فرصة لدعوة الباحثين المتخصصين في أمور الغناء والموسيقى الاهتمام بإنتاجه وتصنيفه ودراسته بشكل وافٍ، خصوصاً وأن الأستاذ عبدالرحمن الريح كان كثيف الإنتاج بالمقارنة مع أبناء جيله، الشعراء والملحنين منهم، وظل راهباً فنياً، له هيبته واحترامه لدى من عاصروه من الشعراء والفنانين. فضلاً عن ذلك فإن ود الريح ربما احتاج رصد تاريخه إلى كتاب بحاله يحكي عن سيرته الذاتية ويضم المئات من القصائد و”نوتات” الأغاني التي منحها للفنانين واشتهروا بها، حيث ما استقامت وضعيتهم الاجتماعية والمادية إلا بها. وهو الذي وجد نفسه في قارعة الطريق لمجرد عجزه عن سداد “حق الإيجار” كما حدثنا الباحث طراوة، ولعل هذا الإجراء الذي يؤسف له كثيراً ما يطرح سؤالاً عن دور النجوم الذين صنعهم في التخفيف عن محنته آنذاك، وأذكر أنه في الأيام الأخيرة قاسى آلام المرض دون أن يهتم به أصدقاؤه من الفنانين أو حتى المؤسسات الفنية والأدبية الراعية للإبداع.

ولقد رحل ود الريح وفي حلقه غصة تجاه هذا الجحود الذي امتازت به الساحة الإبداعية والمؤسسات الثقافية معاً، حيث فيهما يعاني المبدعون في أخريات أيامهم دون أن يجدوا الوفاء الذي يتوقعونه. والواقع أن ود الريح ليس هو الوحيد الذي واجه هذه الظروف الصعبة، إذ إن الكثير من المبدعين الذين أثروا الوجدان السوداني عانوا الإهمال حتى من الذين بنوا الأمجاد على أكتافهم، والأمثلة كثيرة ويعجز هذا الحيز عن حصرها.

-5-

الأستاذ يوسف الموصلي قال عن ود الريح: “لو قلت لي عد خمسة عباقرة في التلحين في السودان ًقطعاً عبد الرحمن الريح سيكون أحدهم، ولا أريد أن أحدد موقعه بين هؤلاء الخمسة.. عبد الرحمن الريح من غرائب ألحانه أنها طبيعياً موزونة، أي جمله لايشوبها أي خلل..كثير من ملحنينا وفنانينا تظهر بعد المشاكل في مؤلفاتهم فتجد السؤال في الجملة إما اكبر أو أصغر من الإجابة، وتجد كثير من جملهم اللحنية وعباراتهم ولازماتهم مترهلة، ولكن عبد الرحمن الريح شئ مختلف تماماً، فهو مدرسة كاملة المناهج تحتاج للدراسة والتحليل”.

ومن الذكريات المتعلقة بالراحل ود الريح، والتي لا أنساها ما حييت أنني وجدت نفسي داخل الإذاعة السودانية في بداية التسعينات. وما لبثت أن دلفت نحو صالة البروفات بقسم الموسيقي، وكان يشرف عليه آنذاك الأستاذ العاقب محمد حسن أو برعي محمد دفع الله، لا أتذكر بالتحديد، وكلما تقاصرت مسافتي نحو الصالة كانت هناك موسيقي قوية حية تخترق أعصابي. وشيئاً فشيئاً تميزتها وحينما دان اقترابي أكثر إلي الصالة رأيت الفنان التاج مصطفي يحمل عوداً وبجواره الموسيقار يوسف الدقيل في مقدمة الجوقة الموسيقية التي كانت تتكون من أكثر من عشرين عازفا يحاولون إتقان أغنية “الملهمة” التي كتبها ولحنها عبد الرحمن الريح، ويسعون لإعادة تسجيلها مرة أخرى ببعض الإضافات الموسيقية. وللحق تجمع عدد من الفنانين الذين تصادف وجودهم حينئذ في داخل الصالة وراحوا يتأملون موسيقي هذه الأغنية وأداء التاج مصطفى بصوته الساحر الذي صعد بها إلي الذراري. ولقد ألفيتني قد استغرقت بكل حواسي لحضور كامل بروفة الأغنية التي دامت أكثر من ساعة.

ختاما أعتقد أن أغنية الملهمة التي وصفها الأستاذ معاوية حسن يسن عاليه بأنها أحدثت إنقلابا في الغناء السوداني لتعدد كوبليهاتها الرائعة فيها ولاحتوائها علي ميلودية سودانية متفردة وغنية بالإبداع، يمكن أن تكون بئراً للامتاح بالنسبة للملحنين السودانيين في كل العصور. ولا أظن أن الذين فاتهم أن يستمعوا ويتأملوا التأليفين الشعري والموسيقي يمكن أن يضيفوا جديداً في مجرى الغناء السوداني والذي هو مثل نهر النيل، تتجدد فيه الأمواه ولكن المجرى واحد.

وبعيداً عن مسائل تصنيف الإبداع الغنائي إلي كلاسيكي وحداثي، فإن السؤال المطروح هو هل استطاع الملحنون الشباب الحفاظ علي “الإبداعية العالية” في نسج عناصر الأغنية أم أن الأمر أصبح بالنسبة لهم استسهال العملية التلحينية كيفما تكون.

الأستاذ عبد الرحمن الريح وأبناء جيله كانوا يهضمون الموروث الغنائي ثم يبنون عليه. ولهذا لا تزال أعمالهم هي الأكثر تجويداً، خصوصا إذا أدركنا أن غالب الجيل الحالي قد عاد في العقدين الأخيرين لترديد الأغاني القديمة في ظل عدم قدرة الحديثة منها في نزع الاعتراف بجودتها إلا القليل، والقليل جداً.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.