آخر الأخبار
The news is by your side.

عام على انقلاب 25 أكتوبر 2021م ( 1)

عام على انقلاب 25 أكتوبر 2021م ( 1)

بقلم: عماد السنهوري
في خطاب الانقلاب وصف الانقلابي عبد الفتاح البرهان القوات المسلحة وقال: (القوات المسلحة بصفتها المؤسس للفترة الانتقالية)!!!
من الذي فوضكم ونصبكم مؤسسين للفترة الانتقالية؟
خروج الشعب والاحتماء بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة لم يكن لتفويضكم بتأسيس الفترة الانتقالية ولكنه كان لأن رئيس الانقلاب ورئيس الدولة من هذه القوات وكانت مطالب الشعب في إعادة الدولة للشعب ليقرر مصيره وهي اقتلاعها من الانقلابي التابع لجيش السودان ، وتسليمها للشعب الذي خرج سلمياً ولم يرفع أي سلاح ضدكم او ضد أي من المكونات الشمولية ، وكان لابد في هذه الحالة السلمية اللجوء الى المكان الذي يتبع له قائد انقلاب 1989م والذي ما زال حتى تلك اللحظة في سدة الحكم وكان يسمي نفسه قائداً للجيش وهذا لتوضيح فكرة اللجوء الى ذلك المكان ليتصرف الجيش حيال ذلك وإعادة الوطن للشعب ليقرر مصيره وليس لتفويضكم بتأسيس الفترة الانتقالية.

أن شعارات ومبادرات تلك الفترة كانت واضحة وكان الجميع يلتف حول جسم محدد وذلك الجسم (تجمع المهنيين) قام بعمل توصيف لطريقة اقتلاع وحكم الفترة التي تلي الاقتلاع وهي إعلان قوى الحرية والتغيير الموقع من معظم قوى الثورة الحية وبعض الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومتوافق عليه من الشعب والذي كان يتكون من ثلاثة مواد والمادة الثانية من تسعة بنود وفيه توضيح كامل لحكم مدني في فترة انتقالية لا يكون فيها الجيش وصي او مؤسس او حتى عضو في ذلك التكوين.

ولكن لأن العقلية التي تفكرون بها كانت عقلية عسكرية وعقلية انقلابية استوليتم على الحكم ولم تتركوا مفراً للمواطن المغلوب على امره ان يحدد مسيرته واختطفتم ثورته وفرضتم عليه الانصياع لكم او إبادة الشعب وكانت البداية من فض الاعتصام الذي راح ضحيته المئات من أبناء الشعب الشريف والالاف من المغيبين قسراً والمفقودين والمئات من المعتقلين تعسفياً، وحقناً لكل تلك الدماء الذكية توافق الشعب على ان يكون لديكم تمثيل محدود تشريفي في تلك الحكومة حتى تنتهي تلك الفترة الانتقالية وينفتح الباب أمام القوى السياسية لخوض الانتخابات وتكوين الحكومة حسب ما تحدده القوانين والدستور الذي كان موصوفاً في اعلان الحرية والتغيير.

وفي تلك الفترة الانتقالية لم تحترموا المواثيق والعهود الموقعة معكم وبقوة الثروة والسلاح وضعف المكون المدني  في ذلك الوقت لما لا يملك حيلة ولا يملك سلطان على القوات النظامية التي من المفترض انها تعمل تحت امرته قمتم بعمل الاتفاقات المختلفة في الخفاء والعلن دون مراعاة لعدم تفويضكم بتلك الصفة ولزاماً سيتم الغاءها فور اقتلاعكم وانهاء ذلك الانقلاب ومحاكمتكم عسكرياً على الانقلاب على أنفسكم والموقعين معكم على تلك المواثيق والعهود، فجميع الاتفاقات التي تم توقيعها من قبلكم دولية او محليا فهي لا تعني الشعب وغير ملزم بالعمل بها.

أن تفويض المجلس العسكري بعد اقتلاع المخلوع عمر البشير كان تفويضاً محدودا ومشمولاً في الوثيقة الدستورية الموقعة من قبلكم وفيها كل مهامكم واختصاصاتكم المنصوص عليها وهي لا تخولكم للانقلاب على السلطة المتوافق عليها من قبل الحرية والتغيير التي كانت مفوضة من قبل الشعب السوداني، ولذلك سنعود لتلك الوثيقة المجحفة التي كانت سارية المفعول في تلك الفترة الانتقالية وسيتم محاكمتكم على كل ما قمتم به خلال فترة انقلابكم وكل من دعمكم او عمل معكم منذ 25 أكتوبر 2021م وحتى تاريخ اقتلاعكم وسيقرره القضاء ومحاكم العدالة الناجزة، وسيتفرغ أبناء السودان لبناء دولة المؤسسات وإصلاح ما افسدتموه في فترة انتقالية يحددها الثوار الذين انجحوا ثورتهم الممهورة بدماء الشهداء ويحققون العدالة الانتقالية الفورية والمحاكمات الناجزة العاجلة.
يتبع الجزء (2) من سلسلة عام على انقلاب البرهان

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.