آخر الأخبار
The news is by your side.

طريق مسدود … تحبير … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج

طريق مسدود … تحبير … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج
 

من الواضح أن التفاوض السوداني المصري مع إثيوبيا قد وصل إلى طريق مسدود حول مسار مفاوضات سد النهضة المتعثرة، بعد رفض الأخيرة للوساطة الرباعية التي طرحها السودان، وأمنت عليها مصر.

إصرار إثيوبيا على الملأ الثاني بحلول يونيو المقبل دون التوصل لاتفاق مع طرفي التفاوض، سيعرض حياة الآلاف لخطر العطش والجفاف والفيضانات والسيول حينا، وفشل مشاريع التنمية التي تعتمد على الري أحيانا أخرى.

لماذا تصر إثيوبيا على الوساطة الإفريقية دون غيرها إن لم تكن لها في ذلك مصلحة؟
أي مخاطر تهدد خزان الروصيرص مسؤولة عنها الإدارة الإثيوبية المتعجلة لإتمام السد دون أن تمعن في ما يمكن أن يجره ذلك من خطر على السودان، ويؤثر بالسلب على حصة مصر إن لم توضع التدابير اللازمة.

المتوقع أن يصبح الإمداد المائي ضعيفا، وذا تأثير سلبي على الري والزراعة التي تعتمد عليها الدول المشاطئة للنيل جنوب وشمال الوادي.فمن يتحمل شل حياة الآلاف بالسودان ومصر؟

خروج إثيوبيا عن أزماتها لا ينبغي أن يتم على حساب الآخرين، من ناحية إخرى فإن تصاعد حدة الخلافات مع إثيوبيا ليس قاصرا على أزمة تشييد سد النهضة. وحده، فلا يزال ملف (الفشقة) قنبلة موقوتة، ومحاولات أديس أبابا لكسب الوقت محاولات يائسة ومكشوفة.

من حق الخرطوم أن لا تفتح صفحة جديدة للتباحث حول ما تم الاتفاق عليه مسبقا. أما ترسيم الحدود فإن أي مماطلة أو تسويف فيه قد يفاقم الأزمة.

الكرة الآن بملعب جمهورية الكونغو الدولة التي ترأس دورة الاتحاد الإفريقي هذه، بث التطمينات وحده لا يكفي، بحسبان أن هنالك نقاط خلاف لابد من بحثها، ومآلات إن تركت دون أن تصل فيها أطراف التفاوض إلى نتيجة، فإن التصعيد ستتزايد حدته، وجوانب فنية عديدة تحتاج لدراسة عميقة، وإلا فإن إصرار أثيوبيا على الانفراد بالقرار سيقود إلى ما لا تحمد عواقبه.

صراع المياه هو صراع وجود، ولايمكن لدولة، وإن كانت دولة منبع، أن تجري وراء مصالحها في الطاقة والتوليد والربط على حساب دول المصب.إعمال العقل والحكمة لابد منهما في مثل هذه المواقف.

ما زال هناك متسع من الوقت قبيل حلول منتصف العام وبدء موسم الخريف، الذي ستتم فيه عملية ملأ السد، لوضع النقاط على الحروف، وإدارة التفاوض بوعي ومسؤولية، بحيث لا تنجر دول حوض النيل لحرب تقضي كل شيء.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.