صنع في أبو جبيهة … بقلم: كمال كرار

كم يكلف إنشاء مصنع لتعليب الفاكهة وإنتاج عصير (المنقة) بتلك البقعة المسماة أبو جبيهة في نواحي غرب السودان؟ أغلب الظن أن تكاليفه ستقل كثيرًا عن المبلغ الذي صرف لسفر الوفد الرسمي والشعبي الذي تجول في الشانزليزيه.

ويقول لك من شهد تلك المنطقة إن غابات المنقة على مد البصر، وإن الغنماية تفطر وتتغدي بالمنقة،، وكيت وكيت.. ولكن هذه المنقة ذات النوعية الجيدة لا تضيف قيمة جديدة للاقتصاد والناتج القومي، كما لا تضيف جديدًا لواقع الناس المأساوي هنالك..

والسبب الصندوق والبنك الدولي وتشاتام هاوس وشلة الهبوط الناعم سنابل وحبايب ورفاق وهلم جرا..

وقل لي لماذا تخاف الإمبريالية العالمية وعملاؤها بالداخل من مصنع المنقة في ابوجبيهة وما جاورها!! داخل أسوار المصنع عمال وموظفين ومكنات ووعي طبقي، والمصنع موية نظيفة وكهرباء للمنطقة، ومستشفى للعلاج ومدارس لأبناء وبنات العاملين،،

وإنتاج المصنع يحرك وسائل النقل، وتملأ منتجاته السوق الداخلي، ويقضي على المستورد من العصائر الصناعية.

وصادرات المصنع للخارج تنافس في السوق العالمي منتجات دول كثيرة، من حيث أنها طبيعية وعضوية وسعرها منخفض، وبالتالي يستعدل الميزان التجاري وميزان المدفوعات، والعملات الصعبة التي يجلبها المصنع تغنينا عن ديون السدنة والتنابلة، وتسهم في التنمية..

والمصنع سينعش السياحة والتجارة ويزيد دخول أهل المنطقة وستنعدم البطالة، والمصنع نفسه يصبح بعد وقت قصير مجمع صناعي كبير، للأغذية والفواكه واللحوم،، وكلمة صنع في ابوجبيهة ستدخل أروقة الأمم المتحدة..

وكما ينتج المصنع المعلبات سينتج النقابات والإضرابات والثورات..

لكل هذا تريد الإمبريالية أن يكون الريف خارج التاريخ وأن تأكل الغنم منقة ابوجبيهة وأن يكون التخلف سيد الموقف في أي مكان..

ولكن للشعب كلمته التي يقولها في وجه هذه المؤامرة،، وكما سقط المخلوع البشير يسقط عملاء البنك الدولي.

وأي كوز مالو؟