آخر الأخبار
The news is by your side.

صقر السودان الاسود الجنرال سبت دودو فى ذمة الله

كلام بفلوس … بقلم: تاج السر محمد حامد

صقر السودان الاسود الجنرال سبت دودو فى ذمة الله ،،

الحمدلله القوى الشديد الحميد المجيد الفعال لما يريد القائل فى محكم تنزيلة ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم .

سنة الله فى خلقه إبتلاء العباد بالخير والشر والعسر واليسر .. ذلك إمتحان منه سبحانه وتعالى .. أعمال مضروبة إلى أجال معلومة قد جرى بها القلم وأحصاها القدر وسطرت فى اللوح المحفوظ .. وليس فى مقدور الإنسان أن يوقف القدر ولا أن يسترد ماضيا ولا أن يمنع آتيا .. لكنها النفس بما فطرها الله به تسعى لان تستبقى ما تشتهى وتشتاق فتظل تحاول ان تستخلص الحياة من براثن الموت حتى إذا افاقت وعلمت إستحالة ذلك وركنت إلى زوايا الحياة وتسلل منها شعاع الذاكرة ليطفو فوق شعاع الوجدان ممزقا استار الماضى بخيره وشره افراحه واتراحه .

وعندما تمددت أجنحة الحزن وتكسرت اشرعة الوجد فى لوعة الزمن المفقود على شواطئ الشوق وخبأ إلى الابد خفقان الود والحنين وتوقف القلب الكبير الحانى عن النبض حينما طرز قميص الليل بغرة الفجر وباح بسره ليخلع الليل ثياب الظلمة الحالكة مفسحا المجال أمام الصبح المسفر وعندها تناثرت عقود النجوم فى حضرة الجوزاء وانطفا قنديل الثريا مؤذنا برحيل البدر وقتها اذن الله برحلة الوداع ان تبدأ فكانت بداية النهاية لصقر السودان الاسود الجنرال عيد دودو أو كما يحلو (سبت دودو) وسمى بهذا الإسم لأن مولده كان يوم عيد .

ففى يوم الثلاثاء جلس يسبح لله يحمده ويستغفره وهو لا يعلم أنها خاتمة أعماله لهذه الحياة فسبحان من إليه الرجعى فقد ابت نفسه إلا أن يأتى الله طاهرا نقيا ساعتها سرت فى مسارب النفس موجة تباريح الحنين والشوق الضارب فى شعاب السنين حين اضحت فى لحظة من عمر الزمان ولم يمهله الشوق إلى الله فقد عرجت روحه إلى بارئها وذهب فى ضيافة الرحمن فى ملكوته وهو يحمل التقى والصلاح بعد أن اسكن الله طاعته فيها وترك ثمار إحسانه دانية القطوف .

رحلت روحه على اجنحة الشوق تسابقه أنفاسه إلى الله وهو يقرأ قوله تعالى ( وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو إلى آخر الاية) .. لكنها فى حسابات الحياة الفانية هو فقد للوطن فلقد ترك مكانا شاغرا إلا من الذكرى التى تثير الشجن وتنكأ الجراح .. فقد رفعت مراسية وافردت أشرعته مبحرة عن دنيانا إلى عالم الخلود والنعيم فى ملكوت الحياة الدائم بعد أن رؤى حقولنا حبا وحنانا وعطفا وكان النسمة الرطبة فى هجير الحياة وأخرى دافئة فى زمهريرها وكان قبلة الأمال ومفرح القلوب وسراجا وهاجا مرشدا فى بيداء الحياة الشائكة .. رحل صقر السودان الاسود وترك جرحا غائرا لن يندمل وغصة ومرارة نتجرعها .. فقد اسبلت جفناه وراح فى نومة أبدية لا صحوة بعدها إلا يوم العرض عليه سبحانه وتعالى .

اللهم اجزل له العطاء بقدر ما أعطى وبذل .. اللهم أنه عبدك اتاك وليس له زاد إلا تقواك .. ابسط يدك إليه وأجعله مع الكرام البرره المتكئين على الارائك واسقيه برحمتك من الرحيق المختوم واجعله من الذين فى سرر مرفوعه ونمارق مصفوفة وذرابى مبثوثه وأجعله يا الله ممن ياخذون كتابه بيمينه فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب .. ونسالك ان تفرغ علينا صبرا نعبر به بؤرة أحزاننا وان تسبغ علينا نصرا من عندك وتعيننا على شدائد الدهر ونوائبه يا الله .. إنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.