آخر الأخبار
The news is by your side.

شمائل النور .. ماذا نحن فاعلون..؟

العصب السابع … بقلم: شمائل النور .. ماذا نحن فاعلون..؟

بعد أسبوع دامي أعلنت حكومة البحر الأحمر حظر التجوال بمدينة بورتسودان، مع تجدد الاشتباكات والمواجهات القبلية والتي تصاعدت حدتها منذ أغسطس العام الماضي.

لجنة الأطباء المركزية، أعلنت في بيانها الرسمي ارتفاع أعداد القتلى إلى (13) والإصابات بالعشرات، والدماء لا تزال تسيل، والاحتقان والتحريض يتسيّدان المشهد في الشرق.

اللافت ومع تفجر الأوضاع في أطراف البلاد التي تأخذ الطابع القبلي، أن الصمت هو خطاب السلطات الرسمي، لا بيان ولا تصريح ولا خطاب يوضح حقيقة ما يجري، والأمر متروك لتديره منابر التحريض والكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحول مع هذه الأحداث إلى ساحات معارك تنعكس تماماً على الواقع.

هذا الصمت الرسمي حيال ما يجري في شرق السودان محيّر، محيّر لدرجة اليقين أن ما يجري مطلوب ومراد له أن يصل إلى نهاياته.

مع تجدد الاشتباكات والمواجهات تصعد أرواح وتسيل دماء وتتسع دائرة الكراهية والتحريض التي تظل معبأة حتى تنفجر في موجة جديدة بشكل أشد فتكاً، وينتهي الأمر بصلح باهت لا يحقق الحد الأدنى من العدالة، وتبقى النفوس في احتقانها حتى الانفجار القادم وهكذا، هكذا حتى يحمل الجميع سلاحه ضد الجميع.

هل من تفسير، على سبيل المثال وفي ظل هذا الوضع المحتقن، هل من تفسير لتسيير موكب أو مسيرة مؤيدة لأحد القيادات الحكومية والتي هي طرف رئيسي في الصراع غير المزيد من الاستفزاز والتحريض؟.

الذي يحدث في الشرق خطير جداً والأيادي فيه متعددة والمصالح مشتركة ومتشابكة، لكن ماذا نحن فاعلون حيال ذلك، هل نكتفي بالمشاهدة، هل نترك “القلة اللئيمة” تتحكم في مصير الثورة والبلاد.

مطلوب مننا جميعاً، والحريصون على هذه الثورة، وقف هذا الدم ووضع حد للفوضى، قطعاً لطالما أن الشارع لا زال محتفظاً بجذوته ولطالما أن أبرز مطالب الثورة هي الآن تتلاعب فيها هذه الأيادي وتعبث بمصيرها، فالكلمة الآن للشارع وقواه الحية، أن يقف الجميع ضد ما يجري في شرق السودان قبل الانفجار الذي أوشك، والقضية في الشرق أكبر من اشتباكات “نوبة” و “بني عامر” وأكبر من “والي كسلا الجديد” المرفوض من بقية المكونات، لكنها قطعاً ليست أكبر من الشارع صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، ولا ينبغي لها أن تكون أكبر.

الحكومة في صمتها المخجل، والقوات النظامية في حيادها تجاه الدم، وقوى الحرية والتغيير في تملصها المستمر عن المسؤولية. إذا استمرت أطراف الحكم الرئيسية في وضعها هذا، بلا شك فإن الانفجار قاب قوسين، لكن هل نقف متفرجين؟

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.