آخر الأخبار
The news is by your side.

شعب البقالة … بقلم: هشام عباس

شعب البقالة … بقلم: هشام عباس

مدير عام الشرطة عز الدين الشيخ هو اكثر شخصية تداولتها وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعى خلال هذا الاسبوع وتداول السودانيون مقاطع فيديو للرجل فى اكثر من موقف خصوصا كسلا وهو يحاول معالجة بعض القصور .

بالنسبة لى رغم ان هذا واجبه ولا شكر على واجب لا بأس من شكر اى مجتهد حتى فى واجبه لانها مسالة ايجابية تعطى دوافع اكبر له ولغيره مستقبلا لكن اتمنى ان يكون سيادته قد انتبه خلال جوالته هذه الى مكمن الخلل الحقيقي ,, والخلل الحقيقي فى مؤسسة الشرطة وببساطة ان الشرطة نفسها تحتاج الى شرطة .

ولكى نكون منصفين الامر لا يقتصر على مؤسسة الشرطة وحدها كل مؤسسات الدولة السودانية التى من واجباتها خدمة الشعب السودانى تحتاج الى مؤسسات تعينها على فهم ومعرفة كيفية اداء ابسط واجباتها … يعنى الحكاية خربانة من اساسها .

عندما تحتاج شرطة ولاية كاملة بقادتها وضباطها وافرادها ان ينزل مدير عام الشرطة بنفسه على ارض الواقع لتبيان القصور وتقديم الموجهات لكى يتحركوا بعدها للقيام بابجديات وظيفتهم فهذا يعنى ان المصيبة كبيرة .

السؤال : لماذا يحتاج قائد وضابط برتبة كبيرة وبكل هذه الخبرات من العمل الى توجيهات المدير العام ليقوم بواجباته ؟؟

بالتاكيد ليس جهلا بمتطلبات وظيفته ولا جهلا بالواقع على الارض ولا نقصا فى المعلومات لديه ولا ضعفا فى الامكانيات … اين المشكلة اذا ؟؟

المشكلة فى العقلية …

العقلية التى تعانى منها كل مؤسسات الدولة بحيث يري الفرد فيها ان القيام بواجبه فضل ومنة وفقا لحالته ومزاجه الخاص العقلية التى تحول الموظف من خادم للشعب ايا كانت رتبته ومكانته الى سيد للشعب اما ان يتودد له او يرضخ له او يتوسط عنده او حتى يرشيه ليقوم بواجباته .

ثم الاسوء من ذلك العقلية التى تربط الوظيفة بالتوجه والانتماء والولاء السياسي والفكرى فتختلط الواجبات والمهام بالرغبة ان كانت هذه الرغبة انتقاما او تعطيلا او تشويها او تعمد فى الاخلال بواجبات الوظيفة .

نحن شعب الى هذه اللحظة صاحب البقالة يعتقد ان الزبون فى حوجة له ولا يتخيل انها منفعة متبادلة وعلى ذلك قس حتى تصل لعقلية البرهان .

المؤكد انك سمعت من صاحب البقالة الف مرة هذه الجملة ( لو ما عجبك اقطع وشك ) لكنك لا تنتبه انك بالفعل تسمع هذه الجملة وتراها بطرق مختلفة فى كافة المؤسسات كل يوم ومن كافة المسؤولين كل يوم وان لم يقولوها بنفس اللفظ .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.