آخر الأخبار
The news is by your side.

سيارات البوكو حرام .. مكب نفايات كيف يتم تقنينها؟!

سيارات البوكو حرام .. مكب نفايات كيف يتم تقنينها؟!

تقرير:هدي حامد

كثرت في الٱونة الأخيرة الانفلاتات الأمنية والجرائم التي ترتكب بواسطة سيارات من دون لوحات حتي بداخل ولاية الخرطوم نفسها والتي كانت من أكثر عواصم العالم أمنا،في ظل همس يدور بأن تلك السيارات ربما بعضا منها كانت تتبع لأمن النظام البائد والبعض الآخر يرحج،انها العربات غير المقننة آلتي دخلت منذ ست سنوات مهربة عبر دول الجوار ومازال التهريب مستمراً في ظل الهشاشة الأمنية بولايات غرب السودان،خاصة ولاية غرب دارفور .

في إطار جهودها المتواصلة لجمع السلاح وتقنين العربات غير المرخصة ومكافحة الظواهر السالبة،اقامت اللجنة العليا لها، مؤتمرا صحفياً مساء أمس بوكالة السودان للأنباء”سونا” تحدث فيه مقرر اللجنة والمنسق الفني فريق شرطة عبدالهادي عبدالله قائلاً:

أن التركيز في المنبر سيكون للحديث عن السيارات غير المقننة والتي تعرف اصطلاحا بمسمي الـ”بوكو حرام” وقال إن ظاهرة دخول العربات غير المقننة بدأت في العام 2015م، عن طريق المغتربين السودانيين بليبيا والذين عادوا للبلاد جراء الاضطرابات وعدم الإستقرار بليبيا ٱنذاك. واضاف بأنه بعد دخولها رأت الدولة أهمية تقنين تلك العربات،رغما عن دخولها بطريقة غير شرعية عبر التهريب.

وفي السياق أكد الفريق عبد الهادي أن الحكومة رأت عدم تضرر المغتربين، وبعد ذلك بدأ دخول العربات غير المقننة عبر حدود كل دول الجوار، واشار إلي أنه في العام 2016م دخلت كميات مهولة للبلاد مما اعتبرته الدولة ظاهرة خطيرة لا تقل خطورة عن ظاهرة السلاح فطلبت من المواطنين شراء تلك السيارات. ومصادرة بقية السيارات غير المقننة،الا أن الظاهرة إستمرت في ازدياد حتي العام 2020م حيث وصل عدد سيارات البوكو حرام عدد 300,800 سيارة ،وبحسب الدراسات والإحصاءات التي أجريت بواسطة الجهات المختصة مثل وزارة الصناعة والتجارة وغيرها فإنه يسمح فقط بدخول عدد خمسة ألف سيارة سنوياً وهذا يعني أن سيارات البوكو حرام تكفي السودان لمدة 60عام.

وفي الأثناء ذكر الفريق الهادي عبد الله إن ظاهرة سيارات البوكو حرام تترتب عليها مشاكل أمنية لأن تلك السيارات تسير دون لوحات ،وموجودة بعدد من الولايات، من ضمنها ولاية الخرطوم وترتكب بها جرائم كما أن معظمها مسروقة أو تم إرتكاب جرائم بها خارج السودان، ومرصودة بواسطة الانتربول. واضاف بأن أكثر هذه السيارات متهالكة وفي حاجة لقطع غيار و واسبيرات وصيانة كثيرة،بالاضافة لحاجتها لكمية من الوقود والزيوت، مما فأقم من أزمة الوقود وهذا بدوره أنهك الاقتصاد السوداني، وقال إن هذه السيارات المتهالكة غير المقننة جعلت من السودان مكبا للنفايات.

وحول عدم تمكن الحكومة حتي الٱن من إيقاف أو الحد من دخول تلك العربات عبر الحدود وإيقاف التهريب قال الفريق عبدالهادي بأنه من الصعوبة ايقافها نظراً لحدود السودان الواسعة مع جيرانه،رغما عن وجود نقاط مراقبة في الحدود .وكشف عبد الهادي عن اجتماع انعقد بتاريخ 28/12/3020م أصدرت فيه قرارات لوقف تلك الظاهرة مع إعطاء فرصة أخيرة لتقنين تلك العربات بدأت منذ 1/1وتستمر حتي 1/3/2021م بعدها سيتم مصادرة تلك العربات غير المرخصة لصالح الدولة،ووقف هذه الظاهرة المضرة بالأمن والاقتصاد والسياسة.  وبحسب عبد الهادي فإنه بعد 1/3 لا توجد فرصة لتقنين عربة مهربة أو غير مرخصة.

فيما أكد ممثل شرطة الجمارك وعضو اللجنة العليا لجمع السلاح وتقنين السيارات غير المقننة ووقف الظواهر السالبة العميد شرطة الجمارك الشيخ الحاج الشيخ أحمد بأن قرارت كثيرة إتخذت لوقف ظاهرة العربات غير المقننة وأشار إلي القرار 255 الذي أصدره الرئيس المخلوع في العام 2016م لإيقاف الظاهرة،وما تلاه من تكوين لجنة لمعالجة الظاهرة والتي وصفها بالمهدد الأمني والاقتصادي.وإستعرض الشيخ قرار حصر العربات غير المقننة للعام 2017م والذي قضي بترخيص تلك العربات في غضون 3 اشهر .

وقال إن العامين 2018/2019 شهدا صدور قرارات مهمة من قبل مجلسي السيادة والوزراء في اجتماعهما المشترك بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور يوم 16/9/2019م والذي قضي بحصر وتقنين العربات غير المرخصة أو مصادرتها،مضيفا بأن تلك العربات تعتبر مهدداً اقتصاديا كبيرا باعتبارها كتلة نقدية ضخمة خارج حزينة الدولة، وتستهلك كمية من الوقود وقطع الغيار،لكنه عاد ليؤكد أن الظاهرة لم تتوقف واستمر تدفق السيارات المهربة حتي الٱن.

وقال الشيخ أنه في يوم 28/12 من العام الماضي،صدر قرار بأن تتم عمليات تقنين تلك العربات في غضون ثلاثة أشهر وكشف أنه خلال 15يوم من الحصر وجدت 105293 عربة تم حصرها معظمها وتلقت 6904عربة لم تحضر بعد،واوضح أنه كل المحطات الجمركية تعمل من أجل إكمال تقنيين العربات والمطلوب من المواطنين الذين بحوزتهم عربات غير مقننة إحضار المستندات الاصلية من المبايعات والفواتير والرقم الوطني وإقرار مشفوع باليمين بملكيتهم العربة.وذكر أنه في الخرطوم وحدها تم حصر 28 الف عربة غير مقننة في المحطة الجمركية بقري،وقطع بأنهم في الجمارك لم يجدوا حظيرة لحصر العربات إلا بمنطقة قري التي امتلأت بتلك العربات غير المقننة حتي الخامسة من مساء الأمس والتي تم حظرها لإكمال اللجراءات واضاف بأنها حصر عدد 10600 استمارة.

وعن أن الهشاسة الأمنية والنزاعات بدارفور خاصةً ولاية غرب ومدي تأثيرها علي دخول العربات غير المقننة قال الشيخ أن الهشاشة الأمنية بغرب دارفور ليس لها تأثير كبير كون أن الظاهرة لدخول العربات غير المرخصة بدأت منذ العان2014م،كما أن الحدود الواسعة مع دول الجوار يجعل من الصعوبة بمكان للقوات النظامية إيقاف الظاهرة بسهولة الا عن طريق النصوص القانونية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.