آخر الأخبار
The news is by your side.

سند قود في بلاد فيري قود … بقلم: جعفر عباس

سند قود في بلاد فيري قود … بقلم: جعفر عباس

قلت إنني صرت كثير السفر كما سندباد bad ولكنني لا أرضى لنفسي ان أكون باد (سيء) واتخذت لقب سند قود good (طيب): كانت بريطانيا ثانية دولة أجنبية أزورها مبعتثا لدراسة فنون العمل التلفزيوني، ورغم انني كتبت مرارا عن تجاربي غير المشرفة هناك إلا ان ضرورة توثيق رحلاتي تستوجب إعادة ذكر بعض تلك التجارب.

= أولها كان استخدام السلم الكهربائي المتحرك في مطار هيثرو (الذي شال الفاتح جبرا حسه) لأول مرة وبعد طول تردد وضعت رجلي عليه وأنا أحاول قراءة ما تيسر من الذكر الحكيم ولكن وبسبب الخوف والارتجاج كنت مثل ذلك الامام الحلفاوي الذي تلا: إنا أعطيناك في ليلة القدر، فصاح أحد المصلين: إساكا سكا صلحا تيوا (نصلح ليك أي واحدة فيهن)، وكنت أحمل كيسا من المنقة وأمامي سيدة في حجم وحيد القرن مالت وأوشكت على السقوط ففقدت توازني وسقط كيس المنقة وأصيب السلم بسكتة قلبية وسكت عن الحركة بعد أن أسكر عصير المنقة الكهرباء التي تغذيه، وأكملت السير والخواجات ينظرون إلي وكأني زومبي قام من قبره.

= في اليوم التالي لوصولنا لندن خرجنا الى هاتف عمومي لنتصل بالمعهد الذي سنلتحق به لنعرف موقعه وأدرت الرقم وجاءني صوت نسائي مرحبا فسألت المتكلمة عن موقع المعهد ولكنها لم تجب على سؤالي وواصلت تتكلم عن الجدول اليومي للدراسة في المعهد، وكررت السؤال عن الموقع أربع مرات وفي كل مرة كانت تتجاهلني وتكرر ما قالته سلفا عدة مرات، فصحت فيها: شط أب!! ولكنها رفضت ان تشطط أب، وعرفت لاحقا انني كنت أكلم جهاز تسجيل هاتفي لأن المعهد كان مغلقا في ذلك اليوم لأنه سبت ولم نكن نعمل ان السبت عطلة أسبوعية في بريطانيا.

= كان مسكننا في بيت الشباب الكاثوليكي في مانر هاوس وفي يومي الأول نزلت الى الطابق السفلي للاستحمام، وصحت: وي بيووو، فقد كانت الحمامات بلا أبواب، ومن كانوا ينتظرون دورهم للاستحمام كانوا عراة ويضعون البشاكير على أكتافهم ويتسامرون، وبعد معاناة 8 أيام بلا استحمام نزلت الى الحمامات في الرابعة فجرا وقمت بتشغيل المياه الساخنة في جميع الحمامات حتى تشكلت سحابة من البخار تحجب الرؤية واستحممت مرتديا شورت سباحة وخرجت من الحمام رشيقا بعد ان فقدت نحو 3 كيلوجرامات من وزني.

= ما كان ممكنا ان استمر في العيش مع قليلي الحياء هناك، والاستحمام في الفجر بينما كان الوقت شتاء قاسي البرد، واستأجرت غرفة في بيت “آل وايت” في تافنل بارك في منطقة كامدن تاون، وفور إدخال أشيائي الغرفة قررت الاستحمام بمزاج، وانسكب الماء على جسمي وأنا أغني: وين وين تلقو زي دا/ الزول شحد الله والله أداه، وفجأة وجدت نفسي أصرخ: وي بيووو، يا أمي واااا، فقد حسبت ان جبلا جليديا اجتاح الحمام، وجاءت مسز وايت صاحبة البيت منزعجة وصرخت تسألني عن “الحاصل”. فشرحت لي ان في الحمام عدادا يتم تغذيته بالعملات المعدنية لتوفير الماء الدافئ، فحشوت فيه نقودا تكفي لتوفير الماء الدافئ لسنة كبيسة كاملة.

= بعد النجاة من الموت بردا في الحمام جاء الليل وأحكمت الغطاء حول جسمي ونمت، وبعد قليل صحوت وأسناني تتكتك: وأصبت برعشة جعلت السرير يهتز وحسبت انني على وشك الموت وقرأت الفاتحة على روحي ثم نصبت صيوان العزاء: وي بيوووو، وجاءت مسز وايت تستفسر وخرجت اليها ملفحا بالبطاطين وقلت لها انني اصبت برعشة شديدة قد تكون إشارة الى ان روحي على وشك مغادرة جسمي، فضحكت وقالت ان عداد المدفأة أيضا يحتاج الى تغذية بالنقود كي يعمل.

= ثم كان ما كان من امر جاري الإنجليزي الذي دعاني لكوب شاي في بيته ولما طرقت الباب جاء الرجل ومن خلفه كلب في حجم ثور هولشتاين، وطمأنني الرجل بان الكلب ودود وجلست معه في صالة واقترب مني الكلب وصار يشمني فطلب مني الرجل ان اداعبه كي يصبح صديقي ويزول خوفي منه، فلمست راسه بحذر فما كان من الكلب ابن الكلب الا ان قفز وجلس فوق حجري وصار يلحس خدي، وكانت تلك البوسة الوحيدة التي فزت بها في بريطانيا.

وللقصة بقية

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.