آخر الأخبار
The news is by your side.

سلام وتحالف جديد..! … بقلم: شمائل النور

سلام وتحالف جديد..! … بقلم: شمائل النور

 انتهت مفاوضات الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية إلى توقيع اتفاق بالأحرف الأولى يُمهد لاتفاق نهائي بين الطرفين والذي يبدو أنه بات وشيكاً.

اللافت في الأمر هو الانقسام الذي قوبل به اتفاق جوبا، انقسام حول الموقف من الاتفاق نفسه بين مؤيد بشكل مطلق لمجرد كونه اتفاق سلام ومنتقد أو رافض لكونه اتفاق محاصصة، أو في أفضل تبريرات الرافضين أنه سلام تجزئة.

صحيح أن ما حدث في جوبا ليس اتفاق سلام شامل، حيث لا تزال حركة جيش تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو خارج الاتفاق، وصحيح أنه اتفاق محاصصة وتقاسم سلطة.

لكن هل هناك اتفاق سلام بلا تقاسم سلطة، اتفاقية نيفاشا التي أوقفت حرب السنوات الطوال قسمت السلطة بين الطرفين (الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني)، واتفاقية أبوجا، واتفاقية الدوحة، تقاسم السلطة أصلا لا يعيب أي اتفاقية إنما يعيبها عدم جدية والتزام الطرفين فيما اتفقا فيه.

وإن تم اتفاق سلام بين عبد الواحد نور والحلو والحكومة الانتقالية لن يخرج عما تم في جوبا.

وبعيداً عن تقاسم السلطة والثروة والذي هو سبب رئيسي في حمل البندقية، الاتفاق الذي تم في جوبا إن لام عليه اللائمون المحاصصة، فالمحاصصة قد تمت في الحكومة التي أتت بها ثورة شعبية، فمثلما تقاسمت الأحزاب وتنافست حول مناصب الدولة فالحركات لا ترى غضاضة في أن تأخذ نصيبها من ذات المقاعد.

السلام المنقوص في جوبا يشبه تماماً الاتفاق الذي تم وانتهى إلى شراكة سياسية وعسكرية مكبلة غير قادرة على التقدم خطوة لإنجاز ملف واحد.

ما تم في جوبا خطوة نحو طريق طويل، والقيمة الكلية أن يضع الجميع السلاح وينخرط في العمل السياسي ويحتكم إلى صناديق الاقتراع، وأن لا يعود دوي الرصاص مجدداً.

المهم هو أن اتفاق جوبا سينتج عنه تحالف سياسي ربما يكون الأكبر على مدى السنوات الماضية، تحالف مدعوم بسند عسكري، سيفرض هذا التحالف واقع جديد يتطلب عمل ونشاط سياسي حقيقي. من المهم أن تكون هناك منافسة تخلق نشاط سياسي محموم، وتفرض على الجميع الانخراط في طرح برامج لا كلام وبعدها (فليتنافس المتنافسون).

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.