آخر الأخبار
The news is by your side.

رحلتي إلي المزموم … بقلم: سعد محمد عبدالله

رحلتي إلي المزموم … بقلم: سعد محمد عبدالله

ستفت حقيبة السفر منذ صباح السابع من ديسمبر قاصداً الذهاب إلي النيل الأزرق للتكامل مع الرفاق في وفد المقدمة للحركة الشعبية – قيادة الفريق/ مالك عقار والذي سيرافق الرفيق الهادي ونه إلي المزموم في التالي، وجرت أنهر من الأشواق لتلك القلعة المحصنة بالجبال والغابات.

كان الطريق إليها شاقاً جداً بمقياس شوقنا لشعوب المزموم، وهي أرض تحتضن التنوع الثقافي والإثني في ظل سلام وتواشج إجتماعي يرجع لسنين طويلة من تداخل المجتمعات هناك؛ فبعد أن إنتصرت إرادة شعب سنار والسودان بنجاح الثورة وتحقق السلام كان لا بد من عودة للرفاق المناضليين بعد أن وضعوا بنادقهم خلف ظهورهم والبلاد أمام أعينهم.

وشخصياً شعرت بانتصار الكفاح السلمي والمسلح، وهناك؛ في النيل الأزرق إلتقيت بالهادي وعدد من الرفاق الذين إستعدوا بحماس عالٍ للسفر إلي بلاد المزموم، وفي أعين الرفاق شلالات من دموع الفرح لا تتوقف عن التدفق، وفي الصباح الباكر تحرك “موكب السلام” وسط هتافات داوية وشعور الإنتصار يخالج القلوب حيث قطعنا الطرقات الوعرة الممتدة وفي بالي سؤال عن التنمية المعدومة والتهمييش الذي طال هذه المناطق طوال الحقب الماضية رغم الموارد الهائلة التي تتوفر في ظاهر الأرض وباطنها؛ عموماً وصل “موكب السلام” مشارف منطقة المزموم حيث توافدت الجماهير إلي رأس الشارع وإحتضنوا إبنهم الهادي ورفاقه و واصلنا المسيرة حتى بلغنا ساحة الإحتفال.

وسعدت بمخاطبة شعب المزموم ضمن عدد من الرفاق الحضور من بينهم شيخ الدود بخوت وبدالدين موسى والهادي ونه وآخرون من أبطال السلام، وقد وجدنا شعب المزموم متماسكاً ومحباً للسلام ومؤمن بأن هذه البلاد تسع الجميع؛ قضيت يومين في تلك المنطقة وتعرفت علي وجوه جديدة لم ألتقيها من قبل، وتذكرت أخر زيارة لي للمزموم في إنتخابات العام 2010م التي شاركنا فيها بفاعلية مع القوى الوطنية وكنا وقتئذن نعمل في طاقم الإعلام للحركة الشعبية بقيادة الرفيق سلفاكير رئيس جمهورية جنوب السودان حالياً؛ تلك الصورة الكامن في ذاكرة التاريخ لن تمحى إلي الآن.

وبعد أن إنفض الجمع بالمزموم كان لا بد من رحلة جديدة إلي سنار مع آمال وأشواق عريضة بقت معلقة في سماء البلاد، وفي طريق العودة مررت بمزارع الكادحيين الذين يعملون طوال النهار من أجل الحياة الإنسانية الكريمة، ولقد تذكرت هنا ضرورة نقل المدينة إلي الريف حتى يجد هؤلاء حصص متساوية وعادلة في التنمية من عائد الإنتاج الزراعي.

وفي الطريق شاهدت نسور وطيور متعددة الألوان تحلق فوق غابة “الحرية” إضافة للماعز والأبل والبقر ما يعني حقاً أن السودان غني يقطنه فقراء ولكن في السودان الجديد هذه المعادلة يجب أن تنتهي بوضع سياسات إقتصادية جديدة تجعل السودان سلة غذاء الشعب والعالم أجمع، وسنحقق ذلك الوضع الإقتصادي في دولة السلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز.

مرحباً برفيقي الهادي

معاً نبني سنار الجديدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.