آخر الأخبار
The news is by your side.

رؤياي ورأي الآن  … بقلم: سعد محمد عبدالله  .. جولات السلام وتباين المواقف

رؤياي ورأي الآن  … بقلم: سعد محمد عبدالله  .. جولات السلام وتباين المواقف

منذ إنطلاق ثورة سبتمبر المجيدة أعلنت الجبهة الثورية السودانية بشقيها موقف موحد تجاه الحراك الشعبي السلمي الذي عم البلاد، وإتخذت الجبهة الثورية إجراءات مهمة للغاية من بينها إنزال البنادق والتوجه لساحات الكفاح الجماهيري للمشاركة في ثورة الحرية والتغيير، وكانت عضوية وقيادة الجبهة الثورية تناضل مع القوى الوطنية في كافة المستويات حتى وتم توقيع إعلان الحرية والتغيير الذي أسس عليه أوسع تحالف تحالفات في تاريخ السودان، وخاض الجميع مقاومة ثورية شرسة ضد النظام حتى سقط، وبعد سقوط النظام الحاكم كان لا بد من إعادة تأسيس السودان بخارطة جديدة تنهي أزمات السياسة والإقتصاد والأمن والعدالة الإجتماعية وتحرير شامل للمؤسسات خاصة العسكرية والقضائية وغيرها وبناء دولة مدنية تحقق السلام والديمقراطية والعدالة لكل السودانيين، ومن هذه المنطلقات تشارك الجميع لتشكيل سودان جديد يجد فيه كل شخص مكانه دون فرز علي أساس اللون والجنس والديانة، وكان ذلك المسار الأسلم لترميم السودان وحل مشكلاته المعقدة التي خلفها نظام المخلوع عمر البشير الذي مكن دولة إرهاب وبؤس إمتد لثلانيين عام لم يستقر خلالها الوطن وبل إنقسم وتشرزم شعبه وصار من أكثر الشعوب تشردا حول العالم.

دلفت قوى الحرية والتغيير إلي منضدة التفاوض مع المجلس العسكري الإنتقالي بغية التوصل لإتفاق حول تسليم السلطة الإنتقالية للمدنيين ووضع برنامج واضح لحكم هذا السودان، وكانت الجبهة الثورية جزء من المكونات التي شجعت ودعمت تلك المفاوضات في وقت الشدة، وكانت مطالب الجبهة الثورية تكمن في تطبيق شعارات تلك الثورة والمتمثلة في الحرية والسلام والعدالة وبناء دولة مدنية وديمقراطية تسع كل السودانيين، وللوصول إلي السلام تم إرسال وفود من مكونات الجبهة الثورية إلي الخرطوم وكان من ضمنهم قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان “عرمان وجلاب وأردول” والذين تم إعتقالهم ونفيهم إلي دولة جنوب السودان بزريعة أحكام الإعدام والمؤبد الصادرة بحقهم من محكمة إنقاذية مسيسة، وبعدها أكدت الجبهة الثورية انها ستبعث وفودها تباعا لتحقيق سلام شامل، وجاء نداء القائد مالك عقار رئيس الجبهة الثورية لعقد إجتماع موسع مع مكونات قوى الحرية والتغيير برعاية الإتحاد الافريقي في العاصمة الآثيوبية – أديس أبابا للإتفاق حول قضايا السلام، ورغم التشويش الذي أحدثه التوقيع علي الإعلان السياسي في الخرطوم دون مشاورة الجبهة الثورية إتفقت أطراف الحرية والتغيير علي تضمين بنود إتفاقية أديس أبابا في الإعلان الدستوري، والذي كان من غرائب السودان إعلان المجلس العسكري موافقته علي كل إتفاق أديس أبابا وإستعداده لتنفيذ متطلبات السلام لكن مكونات داخل قوى الحرية والتغيير رفضت بعض بنود الإتفاق ولم تفي بادراجه في الإعلان الدستوري، وهذا الموقف السلبي كان صادم من حلفاء الثورة، وتسبب ذلك في شرخ تداركه عقلاء الوطن وأصدقاء السودان وكانت الدعوة لعقد إجتماع القاهرة الذي ضم الجبهة الثورية وبعض مكونات الحرية والتغيير مع إعتذار قوى الإجماع الوطني عن المشاركة إلا السنهوري الذي شد الرحال مع زملائه إلي مصر للمشاركة في الإجتماع، وقبل إنتهاء الجلسات بين تقدم وتعثر دعى رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميار ديت لإجتماع جوبا الذي وجد ترحيب حار من قادة الجبهة الثورية، فكل دعوة تهدف لحل مشكلات السودان لا بد من الترحيب بها ويجب أن لا نمل من زيارة كل العواصم من أجل السلام والديمقراطية.

إن تعنت بعض القوى الحليفة فيما يخص مسألة السلام الشامل سيؤخر تحقيق التغيير في السودان، وشعبنا اليوم أكثر حوجة لسلام وأمن وتنمية، والدولة الديمقراطية لا يمكن الوصول إليها دون تحقيق سلام شامل، فحروب السودان كانت من مسببات إنهيار هذه الدولة في كل المجالات، ويعتبر وقف الحرب جند أساسي في دفتر الجبهة الثورية لتحقيق أهداف التغيير الذي خرج السودانيين من أجله وقاد أعظم ثورة في القرن الحادي والعشرون، ذلك نأمل أن تراجع كافة قوى الثورة مواقفها تجاه قضايا السلام، فالحل الشامل لمشكلة الحرب هو الضامن الوحيد لإستقرار البلاد وتطور التجربة الديمقراطية التي تتشكل الآن بعد عشرات السنين من الحكم الدكتاتوري ونصف الديمقراطي، وهذه تكاد تكون الفرصة الأخيرة لبناء دولة السلام والمواطنة والديمقراطية يجب أن لا تفوت بالتماطل والتسويف وتجنيب القضايا الأساسية التي لا تحتمل تأخير او جدل سياسي، فالقضية ووسائل حلها واضحة والتعامل معها يسير ويجب أن يسير بشكل صحيح من أجل مستقبل السودان.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.