دولة اللاقانون ؟ّ!!! … بقلم: كمال كرار
دولة اللاقانون ؟ّ!!! … بقلم: كمال كرار
اتصلت بي سلمي (بنت نجوى) وبصوتها الباكي قالت لي (عمو كمال أمي تطلع من الحراسة دي كيف؟)..ولم يكن عندي إجابة أقولها لها جهراً بخلاف (تهون)،ولكن الحقيقة تصدح بالقول أن شيئا لم يتغير من أساليب النظام البائد فيما يتعلق بالنيابات وإجراءات التحري، أو قل سوء النوايا في بعض الأحيان .
ودون إتهام لأحد فلنحكي لكم وللنائب العام ما حدث طوال 3 أيام بدأت من نهار الخميس 15 أكتوبر ..حين اقتادت الشرطة ..الموظفة بمؤسسة البترول نجوى ..وثلاثة آخرون – وكلهم في إدارة واحدة – للتحقيق فيما يبدو في تهمة ما ..
أطلق لاحقا سراح (2) موظفين،وقبعت نجوى وزميلتها في الحبس بالقسم الشمالي بالخرطوم ..إلي هذه اللحظة مرت 72 ساعة على حبسهما،ووكيل النيابة المسؤول عن الملف لا يرد على المكالمات ..ومعناها أنه يريد إطالة أمد بقائهن ..
وكون أن القبض عليهن جرى يوم الخميس .. وبعده الجمعة والسبت عطلة رسمية،فإن هنالك من كان يقصد حبسهن ( أو إذلالهن) لفترة طويلة ..وعلى أيام النظام البائد – بحسب ما سمعنا – تم حظر التحقيق أو القبض أيام الخميس لأنه كان نوعا من التشفي ..وعلى أيام الثورة يحدث ما يحدث ..
وأيا كانت التهمة فإن وزارة الطاقة وقفت متفرجة ..وموظفات لديها في الحراسة ..ولم تكلف نفسها تكليف مستشارها القانوني للتدخل لضمانتهن أو لحمايتهن القانونية ..ولم تجلب حتى كيس موز لهن ..(لمجرد التعاطف) .
في دولة المؤسسات والقانون ..لا يحدث هذا .لكنه يحدث الآن ليقول لنا أن مشوار الدولة المدنية لا يزال طويلا، وليقول لنا أن إهدار الحقوق هو سيد الموقف ..
ومن يعوض سهام ونجوى عن ساعات الحجز الطويلة ..والسمعة التي تنتشر بين الناس متى ما قبضت عليك الشرطة .. في أي موضوع !!
ومنذ متى كان الموظفون يساقون إلي الحجز في غياب التحقيق الإداري ومجالس المحاسبة..؟!!
إن الإنقاذ المبادة في ملف القانون والشرطة والنيابة تمد لسانها للثوار وتقول لهم – ثورتكم بلوها واشربوا مويتها-
ويا أيها النائب العام متى ما جلست في مكتبك ..واكتفيت بالتقارير التي تقول (كل حاجة تمام) ..فالعدالة تخرج ولا تعود .ومتى ما طفت على الحراسات ومراكز الشرطة ..سترى كيف تذبح العدالة،وتنتهك القوانين ..
ولما كان الشئ بالشئ يذكر فهل أعطى وكيل نيابة كسلا الإذن للقوات العسكرية بإطلاق النار على المحتجين السلميين، أم أن النيابة كانت غافلة هنالك ؟
الثورة مستمرة _ مواكب 21 أكتوبر لتصحيح المسار .. أي كوز مالو ؟
