آخر الأخبار
The news is by your side.

دنقلا العجوز ..أصطفاف المكون المحلي لأحياء تراثها

دنقلا العجوز ..أصطفاف المكون المحلي لأحياء تراثها

كتبت: عواطف عبداللطيف

بجهد مقدر من المجلس الاعلي للسياحة والاستثمار بالولاية الشمالية والبعثة البولندية ومكتب اليونسكو الخرطوم واللجنة الوطنية السودانية للتربية والعلم والثقافة انتظمت منذ فترة بمنطقة دنقلا العجوز ورش عمل ولقاءات ميدانية لنفض الغبار عن جسدها المكتظ بالكنوز التراثية تؤطية لدخولها ضمن قائمة الاثار المعتمدة لدى منظمة اليونسكو العالمية.

ان الكشف عن الغطاء السميك الذي يغمر حضارة وارث تلك النواحي هو بكل المقاييس مهمة تأخرت ولعقود طويلة جدا وأصابها الإهمال والتعرض للتخريب وإن تواصل الحراك الذي ينتظم بالمنطقة حاليا و بكل هذه الهمة العالية فان هذه المنطقة كفيلة بتغيير كثير من الثوابت وستلقي صفحات من التاريخ الحضاري للشعوب والمنطقة وتبدلها وفق الحقائق والمستجدات التي يعكف علي تنقيحها ودراستها خبراء الاثار والمختصين وبمعاونة بعثات عالمية.

أن المجتمع المحلي بدنقلا العجوز اليوم أكثر صحوة وتفاعل وأبدى همة عالية ونشاط كبير ليكون اداة فاعلة للمساهمة بجهده الطوعي في مسارات هذا العمل العالمي لذلك كان الشباب والكنداكات حضورا كبيرا في الورش التي نظمها المختصون من المؤسسات الرسمية حيث عقدت اولى المحاضرات بورشة عن السياحة المجتمعية والتنمية المستدامة تمحورت اجندتها حول   أهمٌية تارٌيخ المنطقة و موقعها الاستراتٌيجي وكيفية الحفاظ على الموارد الطبٌيعية وتحديد الجواذب الثقافية وتسليط الضوء على المشاكل البٌيئة ومدى أثرها على السٌياحة.

بجانب التركيز علي دور منظمات الدولٌة ومؤسساتها في العمل علي تطوٌير قدرات المكون المحلي اجتماعيا وثقافيا.

وكان التركيز علي ضرورة الحفاظ علًى الموروث الثقافي والإرث المجتمعي واهمية مساهمة السكان والمكون المحلي في المحافظة على الآثار وتطوٌرها وصونها والعمل على إحٌيائها.

كما نوه المحاضرون علي ضرورة قيام اعضاء البعثه البولندٌية الموجودة بالموقع بتنوٌير المكون المحلي والاهالي والطلبة والكليات الجامعية بمجريات الامور وما جرى كشفه ٌبشروحات مبسطة تقرب لهم المعاني.

كما ركزت ورش العمل علي شرح لتطوٌر مفهوم الشراكة مع المجتمعات الصغٌيرة  ووضع خطط ونماذج للتدرٌيب علٌي المشروعات الصناعية التقليدية الصغيرة وأحياؤها بجماليات ودون ان تفقد ملامحها الاساسية .

وشملت الورش تدريب عملي مبسط وتقديم صورة تقريبية عن  كيفية استقبال الزوار والسواح والترحٌيب بهم  ولمحة عن فنون الضٌيافة التقليدية والمأكولات الشعبية ووفق الحداثة التي لا تفقدها محتواها الاصلي و تسليط الضوء علي الطب الشعبي والأعشاب العلاجية كما تم تمليك المشاركٌين بعض المصطلحات باللغة الانجلٌيزية التي تمكن من التواصل مع الاخر.  

وأمن المدربين علي ضرورة تأهيل مجموعة آخرى لنفس الغرض تستهدف الراغبٌين فًي العمل ضمن الارشاد السٌياحي ولتكوٌين جسم متناسق منسجم من كل الأطراف ( المؤسسات الحكومٌية ، القطاع الخاص ، ومنظمات المجتمع المحلًي الخ ) لتطوٌير المفاهيم بالسٌاحة المجتمعية.

وأمن الجميع علي ضرورة انتظام وتدرٌيب مكثف للغة الانجلٌيزية الخاصة بمصطلحات الارشاد السٌياحي ولإقامة ورش متخصصة عن الصناعات المحلية التقليدية وتطويرها وتجويدها وصناعة الأطعمة وكفاية جودتها وتقديمها بقوالب مقبولة بجانب التدريب علي اقامة معارض من المنتج المحلي والصناعات اليدوية ورافق الورش عرض جاذب لبعض الصناعات المحلية من جريد النخيل وبعض المخبوزات والحلويات.

ان هذه الصافرة التي انطلقت أسرت الدماء الحيوية في عروق اهل منطقة دنقلا العجوز قرية القدار وقد ابدو تفاؤلا ونشاط لتبادل المعلومات وتداول الافكار دعما للجهد الرسمي .. وهم شديدي الامتنان للكوكبة المستنيرة من مكتب اليونسكو بالإقليم الشمالي والمكتب المركزي بالخرطوم وفي انتظار تلاحق ورش العمل والدورات التدريبية المتقدمة وصولا لرفع الستارة عن ما في باطن الارض وما بين الاضابير والممرات والساحات التي كانت تعج في الازمنة السابقة بالحيوية والنشاط في فترة هامة غنية و مؤغلة في عظم التاريخ حضارة ونضارة ..لتكون متاحة للسياحة الداخلية والعالمية مما ينعكس خير علي تنمية المنطقة ونهضتها يحافظ علي ارث الاجداد ويطوره اقتصاديا وثقافيا وعلميا.
 
Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.