آخر الأخبار
The news is by your side.

دق القراف خلى الجمل يخاف.

دق القراف خلى الجمل يخاف.

بقلم: هشام عباس

مجموعة من الشباب الثوريين (حجوج و دعاء و علاء الدين و حسن طلب و مهند، خالد، احمد، مونتي و عبدو ) حكمت المحكمة بسجنهم شهرين بحجة الهتاف واثارة الشغب داخل احدى المحاكم التي مثلوا امامها بسبب شكوى من احد الافراد النظاميين فى قضية ما .

بداية انا هنا لا اريد التعقيب على حكم القضاء وهذه مسالة قانونية لست ملما بها وثانيا لاننى اجهل تفاصيل هذه القضية ,, لذلك ساتحدث فى اطار عام بحيث يشمل حديثى هذه القضية وكافة القضايا المشابهة فى ما مضى والمؤكد فيما هو قادم لاننا سنرى مثلها الكثير .

عدم الثقة بين الشباب وبين مؤسسات الدولة وبالاخص المؤسسات التى لديها حضور مباشر فيما يمس حياة المواطن على مدار 30 سنة من الظلم والتوحش والطغيان والاهانة والاذلال ثم ما تلى ذلك حتى بعد سقوط النظام من اعمال اجرامية على راسها فض الاعتصام ,, عدم الثقة مسالة طبيعية لانها ليست نتاج شكوك او حكاوى مسموعة انما هى اعمال مشهودة عايشها هؤلاء الشباب فمن الطبيعي من خلال تجارب الـ 30 سنة الماضية ان تكون لديهم شكوك نحو تصرفات الشرطة والامن والجيش والدعم السريع والقضاء ووووو .

لكن ما ليس طبيعي ابدا ان هذه المؤسسات لم تتغير عقليتها ابدا فى التعاطى مع هذا الواقع فبدلا من ان تحتوى هذه المؤسسات غضب الشباب بتغيير فعلى فى العقلية والممارسة تتعامل هذه المؤسسات مع هؤلاء الشباب كاعداء يجب الانتقام منهم .على رجل الشرطة مثلا ان يفهم ان غضب الشباب ليس موجه له فى شخصه هو انما موجه نحو المؤسسة التى يمثلها لان هذه المؤسسة فى ذهنية هؤلاء الشباب كانت احد اهم ادوات القهر والبطش والجرائم التى وقعت.

وعلى رجل القضاء ان يفهم ان غضب هؤلاء الشباب لا يخص القاضى فى شخصه ايا كان اسمه او موقعه انما هذا الغضب موجه للمؤسسة العدلية كاداة تحولت طوال عمر هؤلاء الشباب من اداة للعدالة والاطمئنان الى اداة للبطش والتنكيل والظلم .

هؤلاء الشباب قاموا بثورة وضحوا بارواحهم وصحتهم ليس ضد اشخاص انما ضد منظومة كانت مؤسساتكم هذه رأس الرمح فيها وبغض النظر اذا كنت انت كفرد فى هذه المؤسسات جيد او سئ برئ او ظالم وان كان لك يد او لا فى النهاية هذه المؤسسات كانت مستغلة لتركيع واذلال وظلم هؤلاء الشباب .

الطريقة الافضل للتعامل مع هذه الوضعية ليس العناد والغضب المضاد من هؤلاء الشباب وتصفية الحسابات معهم انما تغير العقلية والسلوك من طرفكم كفيل بتهدئة نفوسهم وربما بقدرما يرونه منكم قد ياتى الغفران حتى .

قضية هؤلاء الشباب مثلا حلها كان بسيطا جدا لولا العقلية ,, اثارة الفوضى او ازعاج السلطات ( ان حدثت فعلا ) من هؤلاء الشباب هى مسألة قانونية يمكن استغلالها والحكم عليهم كما حدث لكن نتيجة ذلك سلبية بكل تاكيد لانها تزيد حالة الغضب ضد هذه المؤسسات فى حين انها لو اختلفت العقلية لتم تقدير ذهنية ونظرة هؤلاء الشباب وتنبييهم على الخطأ وتجاوز المسألة دون احكام وبالتالى امتصاص الغضب ووضع صورة معاكسة .

عقلية دق القراف خلى الجمل يخاف هذه عقلية متخلفة يجب ان تسقط مع سقوط النظام الذي رباكم عليها .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.