آخر الأخبار
The news is by your side.

دعم ترامب ومجلس الامن لاستقلال دولة كاودا العلمانية

دعم ترامب ومجلس الامن لاستقلال دولة كاودا العلمانية وفرض السابع على السودان الفضل ؟
بقلم: ثروت قاسم

9 أيام تكتونية ربما غيرت جغرافية السودان الفضل ؟
نستعرض في هذه المقالة 9 ايام مفصلية في هذه السنة 2020 ، بعد مرور 8 أشهر على تكوين حكومة الحبوب حمدوك … ربما قادت هذه الايام التكتونية الى تغيير جغرافية السودان الفضل ، وإستقلال دولة كاودا العلمانية ، ورمي السودان الفضل تحت الوصاية الدولية تحت البند السابع ، الذي يجيز التدخل العسكري في السودان الفضل من قبل مجلس الامن ل … تشهدوا يا اهل السودان لسماع كلمات كبار تفلق المخ … حماية الامن والسلم الدوليين .
اليوم الاول :
في يوم الاثنين 27 يناير 2020، أرسل الحبوب حمدوك خطاباً للسيد الأمين العام للأمم المتحدة بصورة للسيد رئيس مجلس الأمن ، يطالب فيه بارسال بعثة اممية سياسية لعموم السودان تحت الفصل السادس من ميثاق الامم المتحدة ، وإخراج السودان من الفصل السابع ، تكون مهمة البعثة بناء السلام ، ومساعدة السلطة الانتقالية إنفاذ الوثيقة الدستورية ، التي تمت إجازتها وضمانها من مجلس الامن في يوم السبت 17 اغسطس 2019 .
يقتصر الفصل السادس على حلحلة النزاعات بالوسائل السلمية واخوي واخوك ، ويجيز الفصل السابع الخيار العسكري الهجومي والعكاز لتدخل مجلس الامن بقضه وقضيضه لحفظ الامن والاستقرار وانهاء النزاعات داخل الدول .
اليوم الثاني :
في يوم الثلاثاء 11 فبراير 2020 ، إعتمد مجلس الامن قراره رقم 2508 ، مؤكداً أن ” الحالة في السودان لا تزال تشكل تهديداً للسلام والأمن الدوليين في المنطقة، ” ومشيراً إلى التقرير النهائي لفريق الخبراء المعني بفرض عقوبات على السودان …ومؤكداً ان الحالة الراهنة في السودان ، وبالأخص حماية المدنيين في دارفور من عدوان القوات النظامية ، تستوجب استمرار وضع السودان تحت الفصل السابع ، وليس الفصل السادس كما يطالب الحبوب حمدوك ؟
اليوم الثالث :
انزعج المكون العسكري في السلطة الانتقالية ، وبالاخص الفرعون الإله حميتي من قرار مجلس الامن الذي يشير من طرف خفي لتجاوزات قوات الدعم السريع في دارفور ، والذي ربما وضع البعثة الاممية السياسية تحت الفصل السابع ، لمنع هكذا تجاوزات ، وحماية المدنيين في دارفور والمنطقتين .
في يوم الخميس 27 فبراير 2020 ، وتحت ضغط المكون العسكري في السلطة الانتقالية ، أرسل الحبوب حمدوك خطاباً ثانياً للسيد الأمين العام للأمم المتحدة بصورة للسيد رئيس مجلس الامن ، يصر فيه على وضع البعثة الاممية السياسية تحت الفصل السادس ، ويرفض وضعها تحت الفصل السابع ، ويؤكد مسؤولية حكومته واستعدادها لحماية المدنيين في عموم السودان ، ويرفض رفضاً باتاً حماية البعثة الاممية للمدنيين في دارفور والمنطقتين .
حتى كتابة هذه السطور في يوم الجمعة فاتحة مايو 2020 ، لم يناقش مجلس الامن مرجعيات ومهام البعثة الاممية ، وهل سيضعها تحت الفصل السادس ام السابع … ولكن غالباً تحت الفصل السابع كما تصر إدارة ترامب وبريطانيا والمانيا ؟
خليك يا حبيب عل الخط ، ولا تذهب بعيداً ، لتعرف الجواب على هذا السؤال المصيري … السادس الناعم ام السابع الدشن ؟
اليوم الرابع :
في يوم الاثنين 13 ابريل 2020 ،وكما ذكرنا في مقالة سابقة ، أعلن صندوق النقد الدولي أنه سيجمد فورياً خدمة الديون الخارجية لخمسة وعشرين دولة من الدول الفقيرة عالية المديونية ،اي دول الهايبك :
Highly Indebted Poor Countries … HIPC
بموجب صندوقه الائتماني المخصص لاحتواء الكوارث، لتمكينها من تركيز مواردها الشحيحة على محاربة جائحة فيروس كورونا .
يتشرف السودان بعضوية نادي دول الهايبك ، ولكنه لم يتشرف
بعضوية هذه القائمة الخمسة وعشرينية من دول الهايبك التي وافق
صندوق النقد الدولي على تجميد خدمة ديونها لستة اشهر قابلة للتمديد . لم يتم تضمين السودان في هذه القائمة المحظوظة ، رغم ان ديونه قد تجاوزت حاجز الستين مليار دولار ، ورغم ان السودان قد بدأ عهداً ديمقراطياً ثورياً بعد ثلاثينية ظلامية كيزانية من الاستبداد والفساد والابادات الجماعية والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب .
والسبب استمرار تواجد السودان في قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الداعمة للارهاب .
اليوم الخامس :
في يوم الاربعاء 15 ابريل 2020 ، وافقت مجموعة الدول ال 20 الاغنى في العالم تجميد خدمة الديون للدول الفقيرة عالية المديونية … دول الهايبك … حتى نهاية عام 2020 لتتمكن هذه الدول من مواجهة تداعيات وباء فيروس الكورونا .
تم إستثناء السودان من هذا القرار ، وبالتالي يتوجب على السودان الاستمرار في خدمة ديونه التي تجاوزت حاجز ال 60 مليار دولار .
جاء الاستثناء بسبب وضع السودان في قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الراعية للارهاب ، ولان حكومة السودان لم تصادق بعد على ميثاق محكمة الجنايات الدولية ، ولم تعمل على إنفاذ أمر قبض الرئيس المخلوع البشير ، وتسليمه للمحكمة لمحاكمته على اباداته الجماعية لشعبه .
اليوم السادس :
في يوم الجمعة 24 ابريل 2020 ، وفي ندوة بعنوان (إعادة العلاقات بين واشنطن والخرطوم) ، نظمها معهد دراسات حقوق الإنسان في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة،اكد السفير دونالد بوث ، المبعوث الخاص للولايات المتحدة في السودان ، أن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يتطلب من الحكومة السودانية تنفيذ بعض المطالب من أهمها :
+ عدم حدوث أي نوع من الدعم للإرهاب العالمي بواسطة أي من مكونات الحكومة السودانية.
+ حدوث تغييرات في بعض السياسات العامة للدولة.
في هذا السياق ، اكد السفير دونالد بوث ان امريكا وبريطانيا والمانيا وغيرهم من الدول ، بل مجلس الامن … يدعمون موقف القائد عبدالعزيز الحلو الذي يطالب بالدولة العلمانية لكل السودان بدلاً من دولة الشريعة الإسلامية ، وإلا فسوف يصر على إنفاذ مبدأ تقرير المصير لدولة كاودا العلمانية ، اي استقلال جنوب كردفان عن السودان ، كما استقل جنوب السودان من قبل لنفس السبب … او كما اكد السفير دونالد بوث في مداخلته ، وهو يتكلم باسم ترامب المعتوه .
اليوم السابع :
في يوم الخميس 20 يونيو 2019 ، وكما ذكرنا في مقالة سابقة ، أصدر ترامب امراً تنفيذيا ،أعاد به حكومة الرئيس حمدوك رسميا الى قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول التي تجند الأطفال ، مؤكداً وجود جنود اطفال سودانيين في حرب اليمن ، ومطالباً باستمرار بل تعزيز العقوبات ضد السودان .
في نفس يوم الخميس 20 يونيو 2019 ، صنفت وزارة الخارجية الامريكية السودان من الدول التي تمارس الإتجار بالبشر..
Trafficking in Persons –TIP
إذن تم وضع حكومة حمدوك في القائمة الامريكية للدول التي تمارس الاتجار بالبشر ، وتمارس تجنيد الاطفال .
ولكن ما هي تداعيات ذلك على حكومة حمدوك ؟
نذكر ثلاثة من هذه التداعيات ادناه ، مثالاً وليس حصراً :
واحد :
امر ترامب ممثليه في صندوق النقد الدولي وفي البنك الدولي وفي كل مؤوسسات التمويل والانماء الدولية التصويت ضد السودان ، بشكل راتب ومُستدام ، في أي مسعي للسودان للحصول علي قروض أو إعانات او منح او استثمار ، حتى يخرج السودان من هذا التصنيف . كما طلب ترامب من هذه المؤوسسات عدم التعامل الاستثماري مع حكومة الحبوب حمدوك .
اتنين :
لن تقدم الولايات المتحدة للسودان اي إعانات غير انسانية وغير تجارية لحكومة حمدوك حتى يخرج السودان من تصنيف الدول التي تمارس الاتجار بالبشر وتجنيد الاطفال :
Non humanitarian, Non Trade related Assistance
ثلاثة :
إمتناع الولايات المتحدة عن تقديم أي دعم لمشاركة أي من الموظفين التابعين للسودان في مجالات التبادل الثقافي حتى يخرج السودان من هذا التصنيف .
مقاطعة كاملة وشاملة ، رغم ما ينبح به السفير دونالد بوث و القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم من حقائق بديلة ، ورغم ما تقول به معالي الوزيرة اسماء بت محمد عبدالله من ان الاجراءات الامريكية اجراءات ( روتينية ؟ ) مقدور عليها ؟
رغم الحقائق الدامغة المذكورة اعلاه ، اكد السفير دونالد بوث في ندوة (إعادة العلاقات بين واشنطن والخرطوم) ، في يوم الجمعة 24 ابريل 2020 في واشنطون بان العقوبات الامريكية على حكومة السودان قد تم رفعها في 2017 ، وبالتالي يمكن للقطاع الخاص الأمريكي من البنوك والشركات ومؤوسسات الاستثمار ان تتعامل مع نظرائهم السودانيين ، كماستر كارد وامريكان اكسبرس وغيرهما .
ولان آفة حارتنا النسيان ، نذكر بان الرئيس كلنتون قد فرض حالة الطوارئ القومية ضد السودان في امره الرئاسي رقم 13067 بتاريخ 3 نوفمبر 1997 ، الامر الذي سمح له في 4 نوفمبر 1997 ، بفرض عقوبات اقتصادية ومالية ودبلوماسية ضد السودان بتهمة رعاية الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان .
مدد الرئيس بوش الابن امر كلينتون التنفيذي بامره التنفيذي رقم 13400 بتاريخ 26 أبريل 2006؛ مبرراً ذلك بان سياسات السودان لا تزال تشكل تهديدا غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولذلك قرر أنه من الضروري مواصلة حالة الطوارئ فيما يتعلق بالسودان.
في يوم الخميس 31 اكتوبر 2019 ، جدد ترامب حالة الطوارئ للأمن القومي الخاصة بالسودان، مستشهدًا بالأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس كلينون في 1997 ومدده الرئيس بوش في 2006 بفرض عقوبات على السودان .
لا يزال هذا الامر التنفيذي بفرض عقوبات ضد السودان سارياً منذ نشره في السجل الرسمي يوم الخميس 31 اكتوبر 2019 ، وحتى يوم الناس هذا … 23 سنة مستمرة.
منعاً للمغالطات ، يمكنك يا حبيب التكرم بمراجعة امر ترامب التنفيذي ، على الرابط ادناه … آيات لقوم يتفكرون :
https://www.whitehouse.gov/…/text-notice-continuation-nati…/
اليوم الثامن :
في يوم الاثنين 27 ابريل 2020 ، وكما ذكرنا في مقالة سابقة ، اتصل وزير الخارجية الامريكي بومبيو بالرئيس البرهان طالباً منه القبول بإنفاذ قرار مجلس الامن ، الذي تمت الموافقة عليه بإجماع اعضاء مجلس الامن ، والذي يوجب نشر بعثة اممية موسعة في السودان بنهاية شهر مايو 2020 ، حسب طلب الرئيس حمدوك لمجلس الامن في يناير وفبراير 2020 . حندك بومبيو الرئيس البرهان بان قبوله سوف يسرع في إجراءات رفع اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الامريكية التي تحتوي على الدول الراعية للارهاب . القائمة التي لم ينجح السودان في الفرفصة والخروج من فتيلها ، رغم دفعه 30 مليون دولار لعائلات ضحايا تفجير تنظيم القاعدة ( وليس حكومة السودان ؟ ) المدمرة كول في عدن في عام 2000 … رغم حاجة السودان الماسة لكل دولار من هذه الدولارات لمقاومة فحيح الجائحة كورونا ، التي جوعت السودانيين كما لم تجوعهم مجاعة سنة ستة في عام 1889 ؟
كما ذكرنا اعلاه ، لم يحدد مجلس الامن بعد مرجعيات ومهام هذه البعثة الاممية ، وهل سوف تعمل في اطار الفصل السادس السلمي ام الفصل السابع العسكري ؟
اليوم التاسع :
في يوم الاربعاء 29 ابريل 2020 ، دشن الحبوب حمدوك رؤية إستراتيجية يكملها مشروع مفصل وخارطة طريق تقود الى تأهيل المسار السياسي والمسار الاقتصادي خلال الفترة الانتقالية . يبدأ المسار السياسي في شهر مايو 2020 بعقد مؤتمر جامع وشامل للمصالحة الوطنية تشارك فيه كل القوى السياسية ، والقوى المسلحة جمعاء، ومنظمات المجتمع المدني، والقوى الأهلية والنسوية والشبابية، وذلك للوصول إلى المصالحة الوطنية الشاملة.
يبدأ المسار الاقتصادي التصحيحي بعقد المؤتمر الاقتصادي تحت راية اللجنة العليا لتاهيل الاقتصاد التي سوف يعمل على إنفاذ قراراتها الشعب السوداني جميعه والسلطة الانتقالية بشقيها العسكري والمدني .
هل ترى يا حبيب في الافق عارضاً ممطرنا ، يستمطر علينا الخير والنعمة والنماء ، أم ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شئ بأمر مجلس الامن وادارة ترامب ؟
إنتظروا الخيرات بعيداً عن البلوات … إنا معكم منتظرون .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.