آخر الأخبار
The news is by your side.

خلف الاسوار … بقلم: سهير عبدالرحيم .. آخر مكالمة

خلف الاسوار … بقلم: سهير عبدالرحيم .. آخر مكالمة

يوم الخميس تحدّثت معي ابنتي، وهي تخبرني أنها في طريقها من جامعة الخرطوم إلى

مكتبي راجلةً على قدميها، عنّفتها بشدة كيف تسير لوحدها هذا المشوار دون أن تطلب سيارة

أجرة.

وحين اشتد تعنيفي لها أستقلت سيارة أجرة رغم رغبتها في ممارسة رياضة المشي، حين

التقيتها عند مكتبي قالت لي: (لماذا يا ماما يجب ان استقل سيارة أجرة إلى مكتبك؟ قبل عامين

كنت أسير من جامعة الخرطوم إلى مكتبك دُون أن استقل سيارة أجرة، يفترض أنّي كبرت

عامين وصرت أكثر قدرةً على الاعتماد على نفسي).

قلت لها (إنتي كبرتي عامين والوطن صغر عامين)، نفس طريقك من جامعة الخرطوم إلى

مكتبي لم يعد آمناً، ولا أثق في وصولك سالمةً إليّ دون أن تتعرّضي لمكروهٍ على الطريق.

ليس بعيداً من هواجسي، بلاغان دُوِّنا يوم أمس في قسم حماية الأسرة والطفل بالفيحاء شرق

النيل، البلاغان يحكيان عن تعرض طفلين للطعن بالسكين في عدة أنحاء من جسديهما، بينما

كانا ينتظران الخُبز في أحد الأفران!!

أحدهما طفل اسمه حيدر محمد حسن محمد علي من أبناء الولاية الشمالية تعرّض لأربع

طعنات، ثلاث في يده اليمنى والرابعة في صدره من قبل بعض أبناء جنوب السودان؟!

الحادثة الثانية في قسم الفيحاء، كانت أيضاً من قبل بعض أبناء الجنوب، قبلهما كانت حادثة في

منطقة بُرِّي راح ضحيتها شَابٌ في مُقتبل العمر ومن خيرة شباب امتداد ناصر وايضاً كانت من

قبل بعض أبناء الجنوب؟!

غير مقبول على الإطلاق أن يكون قادة الجنوب يسعون إلى صنع السلام في جوبا حقناً للدماء،

والبعض من جنوب السودان يريق دماء أبنائنا في صفوف الخُبز وعلى محطات الوقود!!

السيد مدير عام قوات الشرطة.. أصبحنا لا نشعر بالأمن ولا الأمان.. دماء على الرصيف وتفلتات

أمنية.. ومنطقة في أم درمان على طريق شارع كرور تسمى (آخر مكالمة)!!

هل تعرف ماهية الاسم؟ الاسم يعني لن هاتفك سيُسرق وأن في تلك المحطة ستكون آخر

مكالمة لك؟!

هل يُعقل هذا..؟؟ هل تعلم سيادة مدير الشرطة هذه المعلومة..؟؟ لقد ذُهلت بسماعها.. هل

وصل الأمر بالمُجرمين إلى تحديد محطات السرقة والتخطيط على عينك يا تاجر؟!

وهل وصل الاستسلام بالمُواطنين وفقدان الأمل أن يسموا أماكن السرقات، بل ويتعايشوا مع

طبيعة الأمر.. إنها آخر مكالمة؟! وربما اذا قاوم أحدهم يكون مصيره مثل مصير الفتى ضحية فرن

العيش!!

السيد المدير العام للشرطة.. الوجود الأجنبي يحتاج إلى ضبط وحملات مُكثّفة لتأمين حياة

السودانيين الذين صاروا غُرباء في وطنهم.. نريد منك فقط أن نشعر بالأمان!!

خارج السور:أخشى بعد مرور عام آخر أن تكون حتى سيارة الأجرة غير آمنة على أبنائنا…

الانتباهة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.