حين يحترم التلفزيون مشاهديه … بقلم: ربيع يوسف
حين يحترم التلفزيون مشاهديه … بقلم: ربيع يوسف
حين يحترم التلفزيون مشاهديه يوم أمس قدم التلفزيون القومي سهرة جديرة بالمشاهدة والإحترام ( دار إندوكا ) فهي أولا غالطت كسل فرق عمل التلفزيون الذين غالبا ما يتمركزوا في العاصمة ليحرموا أولا أنفسهم ومشاهديهم من إرتياد فضاءات معرفية وبرامجية ثرية ومتنوعة ثم أنهم يصادرون حق أصيل لمواطنين ينتمون لهذا الوطن الذي أضره كثيرا إحتكار المركز للفرص والتنمية، نعم تصادر حقوق عديدة لمواطنين إجبروا على حمل السلاح ليعرفونا أنهم معنا في هذه الجغرافية هذا الحلم ( السودان ) والذي لن يتحقق واقعا جديرا بالحياة إن لم نتقاسم سلطته وثرواته والتي من بينها أن نجد أنفسنا لسانا وثقافة وقضايا في تلفزوننا القومي.
ثم أنها سهرة غالطت أيضاً تنميط المعدين لأهلنا في غربنا الحبيب في الرقص والأعمال الفلكلورية والتراثية وكأنهم خارج التاريخ ولحظتنا الراهنة، وهو ما غالطته سهرة يوم أمس حينما إستضافت شباب ( مغنية وروائي ومسرحي وموسيقي وشاعر جميعهم فاعلين في مجتمعاتهم من مواقعهم الإبداعية فعالية عكستها الإدارة الخلاقة للسهرة من قبل مقدمتها الأستاذة جواهر الشريف التي وضح جليا أنها مهنية جدا فمهنيتها تجلت في الإطلاع المسبق والمعمق لعوالم ضيوفها، ثم تجلت في قدرتها على الإستماع لضيوفها وهي مهارة يفتقدها الكثير من المقدمين والمقدمات وإن تمتعوا بها يفتقدون لمهارة الإستدراك التي تمكنهم من ملاحقة أفكار ضيوفهم وإستنطاقهم، الأمر الذي فعلته الشريف بسماحة وتلقائية فالتحية لهذه المذيعة التي تؤكد على ما يبدو أن المقدمين الذين تشكلت خبراتهم خلف مائك الراديو وبعيدا من مساحيق الكاميرا إنما مكسبا جميلا للشاشات.
التحية لفريق هذه السهرة بقيادة الأستاذ محمد علي مخاوي والتحية للضيوف الزميل عمر عقال المسرحي والروائي عصام الشاعر والمغنية حفصة إبراهيم والشاعر الطيب والموسيقي عبد المالك
أخيرا نتمنى من إدارة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون أن تشجع وتحفز هذا الحساسية الوطنية والمهنية التي كانت وراء نجاح فريق عمل هذه السهرة، حتى ترتقي الهيئة لشعارات وقيم ثورتنا الباسلة، خاصة وأن الجميع بدأ يستشعر التغيير الإيجابي في برامج التلفزيون بعد تولي الصديق الأستاذ السر السيد لإدارة البرامج بالهيئة نتمنى لك السر توفيقا ومواردا تعينك في تنفيذ خططك سيما المتعلقة بالدراما الوطنية التي لحق بها وبمشتغليها مظالم كثيرة.
