آخر الأخبار
The news is by your side.

حلاقة فوق .. وحلاقة تحت!… بقلم: عبدالمنعم سليمان

 

هذه الصورة ليست لقوات عسكرية متجهة لتحرير أرض محتلة، ولا هي لقوات قادمة من مناورات لتأكيد درجة الإستعداد والجاهزية، ولا هي أصلا لقوات عسكرية، بل هي صورة لأفراد عصابة منفلتة ترتدي ملابس عسكرية، قادمة لإنجاز أغرب مهمة عسكرية حدثت بهذا العالم، الا وهي الحلاقة، بعد أن أصبح قائد هذه القوات المنفلتة – وهو لص وقاطع طريق شهير أصبح لواء بقدرة قادر- يحاول تقليد قائد كوريا الشمالية، ويتحدى الملل مثله، بإصدار قرارات عسكرية غريبة، وأغربها على الإطلاق هو قراره الأخيرة الذي أصدره من على صفحات الصحف، قائلاً أنه سيقوم بـ”حلاقة الشباب من فوق ومن تحت” – أي والله، هكذا نطقها سيئ الخلق والأدب!
ان هؤلاء الأوغاد الذين ترونهم في الصورة، لا علاقة لهم بالمؤسسة العسكرية ولا بتقاليدها وأنظمتها، وإنما يرتدون الزي العسكري بموجب قرار أصدره عسكري فاشل، كل إنجازاته العسكرية انه أطلق رصاصة في حفل عرس فقتل امرأة! وهو من قام بتدنيس الرداء العسكري كما دنس العلم من قبله، وصار من المعتاد ان ترى النياشين والأنواط العسكرية معلقة على أكتاف كل عتل وذميم وزنيم!
ان السؤال الذي يفرض نفسه هنا: يا ترى ما الذي جعل مجرم كان يعمل بنظام المقاولة اليومية (يقتل فيقبض)، أن يتجرأ على أرباب نعمته ويقتحم عليهم عاصمتهم، ويمشي في عقر دارهم “متبخترا” وكأنه فرعون ذي الأوتاد، يعيث فساداً في الأرض، لدرجة أنه أصبح يأمر بحلق هذا من فوق وذاك من تحت، أو كما قال! ويا ألطاف الله!
السبب في تقديري أن المجرم الجنجويدي “حميدتي” عندما جاء إلى الخرطوم، اكتشف كثير من التفاصيل التي كانت غائبة عنه، حيث اكتشف أن من يحارب لحسابهم، هم في حقيقة الأمرعصابة مثله.. عصابة تقتل وتسرق وتنهب وتغتصب النساء وتهرب المخدرات، وبالطبع لا توجد عصابة تعمل لحساب عصابة أخرى، وهذا ما جعله يفكر في ضرب عصابة الخرطوم نفسها وإستلام مقارها!
ان وصول شخص ممتليء بالإجرام والإسفاف والخطايا والبلايا مثل “عمر البشير” لكرسي الحكم أغرى “حميدتي” كما أغرى كل مجرم وصاحب عاهة نفسية أن يحاول الجلوس على العرش المنكوب.. وبالطبع لن يصل “حميدتي” للحكم عن طريق صندوق الإنتخابات بل عن طريق صندوق الذخيرة، والمعركة القادمة ستكون بينه وبين من استدعاه!
لقد رأينا جنود الجنجويدي وهم ينفذون الشق الأول من أوامر قائدهم المجرم، وذلك بحلاقة الشباب من فوق، اما الشق الثاني المتعلق بـ”الحلاقة من تحت” فلم نراه حتى الآن، ولا شك عندي ان من سيهنأ بهذا النوع من الحلاقة هو نفس الشخص الذي أخرج الجنجويدي من القمقم.. ومن يخرج الجنجويدي من القمقم فليجهز مؤخرته للحلاقة!
نعيماً يا بشير.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.