آخر الأخبار
The news is by your side.

تورنادو 11 سبتمبر… الوقت بدل الضائع .. بقلم: أمجد هاشم

تورنادو 11 سبتمبر… الوقت بدل الضائع .. بقلم: أمجد هاشم

إذا كان متخذوا القرار في الدولة السودانية يتابعون الصحافة الأمريكية وتصريحات النواب الامريكيين من المصدر.

بعيداً عن الفبركات و الترجمات المضروبة لمنعم سليمان (بيجو) و تحليلاته الفطيرة و المضللة البعيدة تماماً عن حقيقة ما يجري.

فسيكون من السهل عليهم ملاحظة النشاط الكثيف لما يسمى بمجتمع ضحايا 11 سبتمبر وهو مجتمع كبير.

بدأ يتحول تدريجياً وبسرعة فائقة إلى لوبي مؤثر خصوصاً في نطاق النواب الديمقراطيين الممثلين لولاية نيويورك.

وهي الولاية الأكثر تضرراً من الهجمات، هذا النشاط المقلق يتمحور حول فكرة الربط بين 11 سبتمبر وبين السودان.

وذلك لضمان إلحاق أسر الضحايا بصفقة السفارتين مما يعني عملياً إضافة عبأ مالي على الحكومة السودانية يقدر ب40 مليار دولار.

لقد نبهت مبكرا في مقالين متسلسلين تم نشرهم في سودان بوست تحت عنوان (السودان والفرص الضائعة) و (لعناية حكومتنا الدرويشة).

إلى مخاطر هذه الحملة المنظمة التي تتطلب من الحكومة السودانية إحداث إختراق سريع في مسألة الإزالة من القائمة الشريرة.

والحصول على الحصانات الدستورية اللازمة حتى وإن تطلب الأمر تقديم تنازلات فيما يلي العلاقة مع إسرائيل.

والإستفادة من نفوذ الأيباك اليهودي في أمريكا قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

فمن المعلوم أن هذا النوع من حملات الضغط مشابه لعواصف التورنادو التي تكبر وتتمدد تدريجياً حتى تصل مرحلة لا قبل للإدارة الأمريكية بها ولا قدرة للكونجرس على إحتوائها.

لقد ضيعت الحكومة السودانية بلغة كرة القدم الأشواط الأساسية في حديث ممجوج عن غياب التفويض.

وكان عليها أن تطرح لبومبيو بوضوح أثناء زيارته للخرطوم شروطها للتطبيع فالموقف التفاوضي للحكومة السودانية وقوة المساومة التي كانت بحوزتنا إزاء ترامب المتعطش للفوز بالإنتخابات عبر إنتصارات زائفة.

لن تبقى في مكانها وستضعف تدريجياً إلى أن تتلاشى في نوفمبر موعد الإنتخابات الأمريكية.

إن زيارة البرهان للإمارات والصفقة التي حصل عليها أياً كانت ستمثل بلغة كرة القدم هدفاً ذهبياً في الوقت بدل الضائع.

وأخشى ما أخشى أن تنجح مزايدات بعض القوى اليسارية العروبية المؤثرة داخل تحالف قوى الحرية والتغيير حول مسألة الإلتزام القومي تجاه القضية الفلسطينية.

بالإضافة لغياب العقل الإستراتيجي لدى الحكومة السودانية وإنغماسها في سياسة رزق اليوم باليوم.

وسط أزمات الوقود والدقيق المتلاحقة في أن تعطل صفقة أبوظبي وبالتالي ستلقي بالدولة السودانية في خضم عاصفة التورنادو الهوجاء.

وحينها سنبكي كالنساء على ثورة ودولة لم نحافظ عليها كالرجال أو كما قالت عائشة بنت محمد بن الأحمر والدة الغالب بالله آخر ملوك غرناطة (مع الإعتذار للسادة والسيدات الفيمنست).

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.