آخر الأخبار
The news is by your side.

تمترس بالتاريخ الأسود في زمن المحنة محنة

تمترس بالتاريخ الأسود في زمن المحنة محنة

بقلم: عواطف عبداللطيف

مساء الخميس ١١ /مايو ٢٠٢٣ كنت حضورا لندوة بمركز الجزيرة للدراسات حول تداعيات المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع بثتها الجزيرة مباشر وقدمتها باحترافية مذيعة الجزيرة روعة أوجيه.

الحضور كان مميزا ولم يكن ذلك مستغربا فكل من هو بعيد عن الخرطوم المشتعلة حربا متعطش لاي أنفراجات لوقف حمام الدم المتدفق وخروقات انسانية يدفع ضريبتها المواطن الاغبش والشكر للمنظمين والمتحدثين و هي أول المبادرات التوعوية الثقافية و بعد أيام من بدء تدفق جسر المساعدات القطرية والجهود العربية الافريقية والامميه في وقت كتمت فيه أصوات القنوات السودانية وعلق ارسالها علي صورة لوزير المالية جبريل ابراهيم ..

وليس انتقاصا من قامات المتحدثين وقدراتهم الفكرية ولكن نورد وجهة نظرنا المتواضعة من باب أن ” كوز وقحاطي ” بأتت تشكل شبه ظاهرة تلوكها الألسن وتحتاج التنبيه لهذا التمترس الذي يحول دون اضاءات وليرمي المثقفين ( للامام ) وليتحرروا من خانة التخوين واستدعاء سجلات التاريخ الأسود لان الوقت حاليا وقت محنة عسيرة تحتاج لماء زلال لاطفائها ومسارات أمنة لايصال المساعدات الانسانية للمنكوبين بنيران الحرب والدمار الفاجر ودفن الجثامين وتوفير الخدمات الاساسية الخ ..

ففي الوقت الذي كنا ننتظر إضاءات ورؤى خلاقة من المتحدثين عن الواقع علي الارض او خطط الخروج من عنق الزجاجة الذي يواجه الوطن و كيفية ايقاف جرائم الاغتصاب وتدمير المؤسسات الانتاجية والخدميه وحرق الارث والتراث التليد بمراكز الابحاث ولوضع رؤية استباقية لشكل الحكم وأستنهاض العدالة الخ ..

تركزت احاديث بعض متحدثي المنصة حول جرائم الكيزان واخفاقات الاحزاب منذ فجر استقلال السودان لاكثر من ستين عاما .. نعم استذكار واستدعاء صفحات التاريخ من وقت لاخر مهم جدا ولكن ليس في هذا المنحني الاسود والاكثر حرجا في تاريخ الوطن .. في هذا الوقت فان أستدعاء المرارات لا يقدم ولا يؤخر بل استهلاك للفرصً والقدرات الانية والمستقبلية … فما أحوجنا لإحياء العدالة وتفعيلها لياخذ كل ذي جريرة عقابه ووضع رؤي لحكم عادل راشد ديمقراطي ولتنمية مستدامة ..
أبتدرت مداخلتي بالندوة بقصة المصور الجنوب افريقي “كيفن كارتر “ الذي انتحر بعد نشره صورة لطفل جائع هالك بدلا من انقاذه من براثن نسر قاتل.. حيث دخل في أكتئاب وتأنيب للضمير لانه لم يرمي بعدسة كاميراته جانبا لانقاذ الطفل .. قطعا لا نرجوا للمنصة الانتحار حفظهم الله لاننا نثق تماما ان في جعبتهم المفيد لا الحياة أعتركتهم ليعملوا ما يخرج السودان الجريح من هذه السويداء المدمرة ..

فهل يصطف الجميع لوضع برامج وخطط استراتيجية قصيرة وطويلة الامد لانقاذ الوطن المحروق كبده والحرائر اللاتي تعرضن للأغتصاب وخالاتنا من الجوع والعطش ونقص الدواء والكهرباء والماء النظيف.. هل رايتم تلكم التي تجرجر أنبوب غسيل الكلي لتوقف المكائن وانقطاع الكهرباء والمحاليل ولهدير الرصاص الذي سكن المشافي ودمر المؤسسات العلمية بمنهجية وتراتيبية مبرمجة بدقة والكثيرون تمركزوا خلف الاجهزة الذكية يرمون الحجارة للكوز والقحاطي بدلا من طرح رؤي وطنيه لصياغة الاسس التي تساهم في أنجاح تأسيس دولة حديثة ديمقراطيه تسع الجميع وتستنهض همم شبابه .. آه يا وطن .

‏Awatifderar1@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.