آخر الأخبار
The news is by your side.

تشيرنوبل الأخرى (1-2)… بقلم: أمجد هاشم

تشيرنوبل الأخرى (1-2)… بقلم: أمجد هاشم

بحسب المسودة المسربة للإتفاق المشترك بين الحكومتين الروسية و السودانية سيمنح الروس الحق في جلب و تخزين أي نوع من الأسلحة بما فيها الأسلحة النووية داخل القاعدة الروسية المزمع إنشاءها بالقرب من بورتسودان.

بإستصحاب السجل السيئ للروس في إدارة المنشئات النووية (كارثة تشيرنوبل الأسوأ عالميا كمثال) و الصعوبات التي يواجهها الروس حالياً في التخلص من النفايات النووية التي أدت لتعرض مناطق شاسعة في روسيا إلى التلوث النووي لا أستبعد مطلقاً أن يكون الغرض الخفي وراء المسارعة الروسية بإنشاء هذه القاعدة إستباقاً للتطبيع الأمريكي السوداني هو إستغلال الصحارى السودانية في البحر الأحمر و نهر النيل و الشمالية كمكب للنفايات النووية الروسية.

لقد أثبت العام الأول بعد الإنتقال أن السلطة الإنتقالية بجميع مكوناتها غير مؤهلة و تفتقر إلى الشفافية اللازمة في تعاملها مع الملفات و الصفقات الدولية و هو ما يعزز أهمية خضوعها للرقابة و المحاسبة من جهات مستقلة خصوصاً عندما يكون الطرف الآخر في هذه الصفقة المشبوهة هو روسيا المعروفة دولياً بإتباعها لأساليب غير مشروعة لتمرير أجنداتها (فاغنرز نموذجاً).

حان الوقت لأن ينهي المجتمع المدني السوداني ممثلاً في (الصحافة الحرة و المراكز البحثية المتخصصة و الجمعيات الحقوقية و منظمات حماية البيئة وغيرها) إستفراد العساكر و القحتيين بإتخاذ القرارات المصيرية و أن يضطلع بدوره المستقل عن الحكومة في تصحيح إنحرافها السلطوي البائن و إعادة التوازن إلى مؤسساتها الإنتقالية الهشة التي أضعفتها الشلليات و مراكز القوة على الجانبين المدني (شلة المزرعة و الكوتشينة) و العسكري (الجنرالات المذعورين و الساعين للحصول على الحماية الدولية).

إن المجتمع المدني المستقل هو الغائب الوحيد في معادلة الإنتقال الديمقراطي في السودان، فلتكن قضايا مثل مكافحة العنصرية و مناهضة الإتفاقات المجحفة و الصفقات المشبوهة محوراً لبناء و تطوير مجتمع مدني سوداني فاعل و يقظ. يتبع

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.