آخر الأخبار
The news is by your side.

تخيل لو كان في انترنت قي زمن الرسول (ص) 

تخيل لو كان في انترنت قي زمن الرسول (ص)

بقلم: هشام عباس

بعد صلح الحديبية كنت حتلقى اللوايفة بتاعننا متشعبطين قمم نخيل المدينة المنورة – بسبب

ضعف الشبكة – وهم يصرخون في بث مباشر (انها اتفاقية العار ) ( لقد باع الرسول الاسلام ) (

لقد باع دماء شهداءنا فى بدر واحد ) ( كيف نتفق مع الكفار الذين اذلونا وقتلوا اخواننا ).

بالنظرة السطحية كل بنود صلح الحديبية كانت في صالح قريش وضد المسلمين لكن الرسول

(ص) كان يرى ابعد من حماس الصحابة ورغبتهم في الشهادة او النصر وشوقهم لدخول مكة

وفرض الاسلام فيها .. كان الرسول () يرى ما لا يراه الصحابة كان يعلم ان الاتفاق يحقن الكثير

من الدماء ومنهم دماء من اسلموا بعد ذلك بعامين وحسن اسلامهم واصبحوا من اشهر الصحابة

وكان يرى ان الوقت في صالح الاسلام وضد قريش وكان يرى كم فقد فى بدر واحد من رجال

اطهار كانوا خسارة كبيرة لا يمكن ان تتحمل مثلها الرسالة الجديدة في حرب جديدة حتى ولو

خلصت بانتصار المسلمين .

في النهاية دخل المسلمون مكة بعد ذلك دون نقطة دم ودون خسارة احد بل تحول كل قادة

قريش ممن كانوا سيقاتلونهم اما يقتلون واما يقتلون الى رصيد بشري لصف الاسلام وهو الذي

اعطى الاسلام قوة جديدة وبدخول قريش دانت الجزيرة العربية للمسلمين وباتوا اكبر قوة في

تلك الفترة .

كمية المزايدات والمتاجرة باسم الثورة واسم الشهداء تخطت كل حدود المعقول وباتت مسألة

قبيحة وكل من هب ودب يرى انه الثوري الوحيد ويرى انه الاحرص حتى من اهل الشهداء على

دماء الشهداء ,,كمية الضجيج والصراخ في الواقع السودانى بات امرا مرهقا للعقل والنفس

خصوصا ممن لا يرون ابعد من ارنبة انوفهم .

ان كنت ترى – مع انى لا ارى ذلك – ان اتفاق السلام الذي وقع بالامس يخصم من حقوق

الشهداء ومن حقوق ثورتك ,, يجب ان تفهم ان السودان ليس الخرطوم وان حدود الوطن ليس

ساحة القيادة العامة والاهم من ذلك يجب ان تفهم انه لو كان في ثورتنا مائة او مائتى شهيد

فاطراف السودان التى تنزف قدمت 500 الف شهيد ويجب ان تفهم انك اذا كنت قد صحوت من

نومك بعد 30 سنة وشاركت فى ثورة ان هؤلاء ثائرون يقاتلون من عشرات السنين ضد النظام

ويجب ان تفهم انه اذا كانت ثورتك قد حققت لك الحرية وان تنام فى بيتك آمنا مطمئنا تلعلع

وتستفرغ في وجوهنا باللايفات فان هؤلاء لا زالوا فى الاحراش ومعسكرات النازحين ولا زالوا

يقتلون ويغتصبون .

لو بطلت مزايدة ومتاجرة رخيصة بدماء الشهداء ستفهم ان التاريخ لم ولن يتوقف عند ثورتك وان

الوطن اكبر من مجرد ثورة اسقطت نظام ويجب ان تفهم ان الف ثورة لن تصلح حال وطن ما دام

هناك طلقة تطلق وحروب تدور .

هناك اشياء اكبر من مجرد لايف وكسب شيرات ونيل الاعجاب وحب ظهور

مرحبا بالسلام ايا كان ثمنه.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.