آخر الأخبار
The news is by your side.

تخطي حالة اليأس والإحباط والانكفاء السائدة في المجتمع

بم تفكر؟ … بقلم: جورج جدادين

تخطي حالة اليأس والإحباط والانكفاء السائدة في المجتمع الأردني وبين صفوف النخب

في معظم الحوارات التي تدور داخل المجتمع، هناك خيط يمكن الإمساك به يقود إلى حالة

رفض مطلق لنهج الحكم السائد، هذا النهج الذي يولد متوالية أزمات متدحرجة نحو الهاوية،

ولربما تقود إلى اختفاء الكيان وتغيير ديموغرافية المجتمع الأردني، وهو ما يخطط له من قبل

دوائر المركز الرأسمالي العالمي، بعد حدوث تغيرات بنيوية في المجتمعات العربية بشكل خاص

والمنطقة بشكل عام، قادت الى انتهاء الدور الوظيفي السابق للدولة الأردنية ” المنطقة

العازلة” بين دول المحيط العربي والكيان الصهيوني من طرف، وبين الحواضر العربية المدنية

والحواضر القبلية في الجزيرة العربية، من طرف آخر، ويبدو أن الوظيفة الجديدة تتمثل في عقدة

وصل تكتل النفط والغاز والصخر الزيتي، عصب حياة الصناعة و المدنية، عقدة وصل تكتل الكيان

الصهيوني – دول الخليج وفلسطين ومصر والسودان.

هذا الدور الوظيفي التابع حجز بناء دولة وطنية حديثة منتجة وحمل الشرائح الكادحة والمنتجة

البؤس والعوز والفقر والمهانة وولد حالة من عدم الثقة بالذات.

هل يعي المجتمع الأردني سبب وعلة معاناته؟

هذا النهج الذي يحمل الشرائح الكادحة والمنتجة والمهمشين والمعذبين في الأرض الأردنية،

وزر الأزمة الممتدة التي انفجرت عام 1988، وعلى أثرها حدثت هبة نيسان، منذ ذلك الوقت

كانت الاحتجاجات والتحركات تعلو وتخفت ، لكنها في المحصلة لم تتمكن من تحقيق أهدافها.

دراسة علمية معمقة لهذه الحالة، توصلنا الى مجموعة معطيات وحقائق وظواهر:

حالة الاستقطاب الحادة داخل المجتمع، و تمركز السلطة والثروة في يد قوى التبعية، بالمقابل

افتقار شديد للمجتمع و انزياحات هائلة للثروة من يد الدولة ليد المؤسسات المالية ومن ضمنها

شركات الاتصالات، ومن يد المجتمع ليد مجموعة صغيرة جداً، عائلات وأفراد، بسبب نهج التبعية

وإملاءات أدوات المركز الرأسمالي العالمي : صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة

العالمية.

مشروع التحرر من هذه الحالة البائسة يمكن تلخيصه في عدة نقاط تشكل قاعدة ارتكاز للحوار:

1: التبعية وغياب القرار الوطني المستقل

2 : قفز قوى المجتمع بكافة مكوناته عن مهمات المرحلة المتمثلة إنجاز الاستقلال الناجز

3: عدم القدرة على بناء حامل اجتماعي لمشروع التحرر الوطني

المطلوب:

تغيير النهج عبر تغيير موازين القوى على الأرض من خلال تفعيل دور النقابات العمالية والمهنية

والاتحادات الجماهيرية والمنتديات الفكرية والاجتماعية ودمجها ضمن الحامل الاجتماعي

لمشروع التحرر الوطني من الهيمنة والتبعية.

استرجاع الشركات الوطنية التي تم بيعها للأجانب بحجة إطفاء المديونية.

تحفيز ودعم القطاعات المنتجة : الزراعة والصناعة والسياحة والخدمات المساندة.

صياغة خطط تنموية استراتيجية لكافة القطاعات ” للعلم لا يوجد مثل هذه الخطط، وكل ما

يحكى شعراً عن خطط استراتيجية ما هي إلا سياسات عامة وشعارات عنوانها سوف نعمل”

بناء ثقافة وطنية تستند إلى التراكم الحضاري الذي حصل على هذه الأرض في أعماق التاريخ

إعادة صياغة المناهج التعليمية بما يضمن مواءمتها مع خطط التنمية الوطنية

الانتقال بدور الإعلام ومؤسساته لخدمة خطط التنمية الوطنية والقيم الإنسانية النبيلة

العمل على إعادة بناء المؤسسات الرسمية والشعبية بما يمكن من انجاز خطط التنمية الوطنية

اعتبار الأمن الاجتماعي هو الخط الأحمر، ومعاقبة كل من يهدده.

حان الوقت لصياغة مشروع وطني تلتف حوله كافة الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة والنخب

المنتمية للوطن والمجتمع والحضارة الممتدة في أعماق التاريخ.

حان الوقت للعمل على تخطي حالة الإحباط واليأس

حان الوقت للنهوض وحمل المشروع

لا تغمسوا خبزكم اليوم بدم أبنائكم غداً.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.