آخر الأخبار
The news is by your side.

تحليل سياسي .. بقلم: محمد لطيف

كم كسبت الحكومة .. و كيف خسرت المعارضة ؟!

استعرضنا بالامس وقائع ترتيبات ما قبل مناقشة ملف حقوق الانسان فى السودان فى الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس حقوق الانسان المنعقد فى جنيف حاليا .. وقد كان جليا ان الحكومة كانت تنتظر حدثا مختلفا .. وكنا قد استصحبنا فى حلقات سابقة ايضا .. جملة من الوقائع والتطورات التى حدثت فى مواقع بعيدة عن حلبة المواجهة فى جنيف .. ولكنا رجحنا ان تترك ظلالها علي الحلبة الرئيسة فى جنيف .. وبعيدا عن وقائع جلسة الامس .. ولكن خلالها تلقيت رسالة من صديق .. ذو صلة وثيقة بالمجتمع الدولى .. وعلى المام بطرائق تعاطيه مع القضايا .. كان يعلق على اخر سطر من تحليل الامس .. حيث تركت مساحة للاحتمالات .. ان تصنع المعارضة اختراقا .. قال لى ان هذه القرارات تصنع فى مواقع بعيدة عن جنيف .. وأنها فقط تصاغ هناك .. وان المجلس مجرد ساحة لإثبات المواقف المعلنة .. وليست المواقف الحقيقية .. اما الردهات فهى لمجرد التلاقى وتزجية الفراق .. وربما اجترار الذكريات .. هذا رأيه علي كل حال .. ردا علي توقعاتي بالامس ..!

فماذا عن الوقائع هنا علي الارض ..

ربما كانت المفاجأة ان اول نقد لتقرير الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان قد جاء من الحكومة .. حيث بدأ السيد وزير العدل الدكتور محمد احمد سالم كلمة السودان امام المجلس بقوله ان تقرير الخبير المستقل قد نأي بشكل واضح عن سياق البند العاشر الذي يعنى بتقديم المساعدات الفنية وبناء القدرات لتحسين أوضاع حقوق الإنسان بالبلاد، مشيراَ الى أن التقرير ركز على ذكر حالات فردية ومحدودة ومنحها طابع التعميم وأن معظم هذه الحالات بني على الآراء الشخصية أكثر من اعتمادها على الأدلة والبينات المقامة على أسس سليمة .. مع ملاحظة ان التقرير المعنى كان فى رأى المراقبين إيجابيا .. وعدد الكثير من النقاط لصالح الحكومة ..!

الأمانة تقتضي ان نسجل لصالح بعثة السودان بجنيف بقيادة الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل سفير السودان بجنيف ومندوبه الدائم لدى الامم المتحدة هنا ..انها قد بذلت أقصى ما تستطيع من جهد .. أولى الملاحظات التى عكست قدرة المندوب وبعثته علي الفعل هو ذلك الحضور المحتشد بالقاعة .. فقد كان جليا ان جهدا استثنائيا قد بذل .. فماذا قالوا وهذا هو المهم .. من أصل ٤٣ دولة تحدث مندوبوها .. فى الواقع فان ٤٠ دولة قد تبارى مندوبوها فى الاشادة بتقرير الخبير المستقل .. وبجهود السودان فى تحسين حالة حقوق الانسان .. بل وفى المطالبة بإخراج السودان من تحت طائلة الإجراءات الخاصة الى رحاب الدعم الفنى والتقني ورفع القدرات ..!

و فى المقابل فان ثلاثا من الأطراف ذات التأثير وهى الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وهولندا قد خصصت كل الزمن المتاح لها ما كان يعبر عن ما فى دواخل خصوم النظام .. فتحدثوا عن الانتهاكات والتجاوزات .. لا فى مناطق الحروب والنزاعات فحسب .. بل حتى فى مواجهة المجتمع المدنى .. من صحافة و منظمات .. وناشطين وناشطات ..وطالبوا الحكومة بضرورة تقييد السلطات المطلقة هنا وهناك .. ولكن داعمي الحكومة والمتعاطفين معها كان لهم فى ذلك رأى اخر .. فقد كان من رأيهم ان الحكومة لم تجد دعما يذكر لتفي بالتزاماتها تجاه المواثيق الدولية .. وان على المجتمع الدولى ان يقدم لها الدعم اللازم .. قال لى معارض حانق عقب الجلسة .. انهم يكافئون نظام الاستبداد ..!

غدا نكتب استثناءا .. و نناقش كم كسبت الحكومة .. وكيف خسرت المعارضة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.