آخر الأخبار
The news is by your side.

تحديات قضايا المياه في السودان بعد سد النهضة 

تحديات قضايا المياه في السودان بعد سد النهضة

الخرطوم : عبدالرحمن عثمان

نظمت قناة سودانية 24 مساء أمس بفندق السلام روتانا ، عبر برنامج منتدي سودانية 24 الإقتصادي ، منتدي قضايا المياه في السودان _ تحديات مابعد سد النهضة .

وأكد مولانا حسن شيخ إدريس قاضي عضو مجلس السيادة الإنتقالى ، أن المنتدى يحقق هدف أساسي من أهداف الإعلان الإستراتيجي وهو توفير السند المطلوب لحماية المصالح الإستراتيجية للسودان .

وأشار عضو مجلس السيادة الإنتقالي إلي إستراتيجية قضية المياه وتولي الدولة إهتمامها بها عبر إرتباطها بقضايا الأمن المائي والغذائي .

وأثني مولانا حسن ، علي الإعلاميين الذين واظبوا منذ أمد بعيد على كتابة أعمدة راتبة وموضوعية ورصينة حول قضايا المياه ، بجانب اعدادهم البرامج التليفزيونية والإذاعية الهادفة حول هذا الموضوع .

وقال قاضي: ” سد النهضة يعد أكبر سد كهرومائي في القارة الإفريقية حيث عمدت الحكومة الإثيوبية علي استنفار الجهد الشعبي لتوفير جزء من التمويل حتى يصبح السد قضية وطنية ذات أولوية كبرى”.

وأبان عضو مجلس السيادة الإنتقالي أن المشكلة ليست بين دول حوض النيل وإنما هي مشكلة إستراتيجية عالمية تتمثل في زيادة إستخدامات المياه ، مما يجعل من المياه سلعة .

وأضاف مولانا حسن أن في المستقبل القريب سنشاهد تأسيس بنوك للمياه ، ودعا قاضي لإلغاء مسمى دول المنبع ودول المصب لأن هذا المسمى يخلق مواجهة غير مقبولة بجانب إلغاء مسمى السودان دولة المجرى أو الممر .

من جانبه أشار المهندس خيري عبدالرحمن وزير الطاقة والتعدين المكلف إلي ان هناك اتفاقية تم التوقيع عليها بين السودان وإثيوبيا توفر 3000 ميقاواط من الكهرباء للسودان كما تمت إضافة اتفاقية جديدة إقليمية تخص خمس دول يحصل بموجبها السودان على 1000 ميقاواط بأقل تكلفة .

وكشف وزير الطاقة والتعدين المكلف ، ان ارتفاع منسوب المياه بعد قيام سد النهضة سيعود بفائدة كبيرة على السودان خاصة في مجال الكهرباء لأنها تتيح للسودان إمكانية زيادة السدود الحالية .

ودعا خيري وزارة الري والموارد المائية إلي إلغاء سدود كجبار ودال والشريك مؤكدا في هذا الصدد ان هذه مطالب ثورية يجب تنفيذها .

من جهته أوضح المهندس عمار علي مدير مشاريع حصاد المياه بوزارة الري والموارد المائية ، أن السودان يتمتع بموارد ومصادر مياه متعددة تؤهله للاستفادة منها في الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي .

وأبان مدير مشاريع حصاد المياه ، أن السودان يحوز على 400 مليار متر مكعب من مياه الأمطار الموسمية بجانب 5 الي 7 مليار متر مكعب من مياه الوديان الكبيرة ، مشيرا في هذا الصدد إلي أن الوزارة قامت بإجراء تخريط للأودية في السودان وذلك لضمان الإستفادة منها وتعظيم الفائدة ، مضيفاً أن الوزارة تخطط لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال العمل بمثابرة وإجتهاد لجعل نصيب الفرد في الريف من المياه 20 لتر في اليوم وفي الحضر 50 لتر وفقا أهداف التنمية المستدامة.

وتطرق عمار الى التحديات التي تواجه عمل الوزارة في مجال حصاد المياه والمتمثلة في تضارب القوانين والتشريعات في تحديد إختصاصات المركز والولايات بجانب المرصد الهيدرولوجي للأودية والخيران .

إلي ذلك أوضح المهندس مصطفى حسين الزبير مدير إدارة المشروعات بالوزارة أن الوزارة تعمل حالياً على تأهيل مشاريع الأيلولة النيلية والتي تغطي ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق ونهر النيل والشمالية ، مبينا في هذا الصدد أن تلك المشروعات تبلغ مساحتها 1.5مليون فدان ولكن المستغل منها 600 ألف فدان فقط ، فضلاً عن تأهيل مشاريع الري القومية مثل الجزيرة والمناقل والسوكي وحلفا الجديدة والرهد بغرض زيادة كفاءتها للمساهمة في زيادة الإنتاج في البلاد .

ودعا المهندس مصطفى إلي ضرورة الإستفادة من مشروعات تنمية الري الفيضي في مياه الري والشرب .

وأعلن حسين عن إكتمال دراسات مشروعات طوكر والبركة وخور أبوحبل .

وفي السياق أكد دكتورإبراهيم الأمين الخبير في مجال المياه وقضايا القرن الإفريقي ، أن قضية المياه تعد واحدة من القضايا المهمة التي لم تجد إهتماماً من النخب السياسية السودانية للمحافظة على حقوق السودان المشروعة في المياه .

ودعا الخبير في مجال المياه وقضايا القرن الإفريقي ، كل دول حوض النيل للإستفادة القصوى من هذا المورد الإستراتيجي وإيجاد حلول ناجعة لقضايا المياه في الحوض .

وأكد الأمين علي أهمية إيجاد حلول يتم تأسيسها على التعاون والتكامل الإقليمي بين دول حوض النيل وأضاف أن التفاوض هو الطريق الأمثل لمعالجة الخلافات بشأن المياه .

وألمح الخبير في مجال المياه إلي أن كل الحضارات في العالم قامت على الأنهار ، مشيراً في هذا الصدد الى الحضارات التي قامت على النيل مثل الحضارة النوبية والفرعونية وحضارة أكسوم .

وكشف الأمين أن الهدف من المنتدي تنوير السودانيين والمهتمين بقضايا المياه بأهمية هذه القضية وتعبئة المواطنين بشأن حقوقهم المشروعة في مياه النيل للمحافظة عليها ، مؤكدا على ضرورة إلتفاف السودانيين حول مشروع وطني يخدم مصالح السودان الإستراتيجية في مجال المياه .

وقدم دكتور ابراهيم ورقة المنتدى الرئيسية والتي جاءت تحت عنوان “الهيدروبوليتيكس وثلاثية الماء والغذاء والطاقة” ، حيث أشار فيها الي تغير مفهوم الأمن وتعدد أبعاده المتمثلة في الأمن المائي والأمن الغذائي والأمن البيئي .

وأكدت الورقة أن الحديث عن أن السودان دولة مصب حديث غير صحيح باعتبار أن السودان منبع ومجري والدليل على ذلك أن نهر النيل يستمد مياهه من ثلاثة مصادر رئيسية الهضبة الإثيوبية والهضبة الإستوائية وحوض بحر الغزال .

كما تناولت الورقة الموارد المائية في السودان وذكرت أنه بالرغم من تنوع الموارد المائية في السودان الا أن 30% من مساحة أراضيه متصحرة وحوالي 25% أخرى مهددة بالتصحر مما تسبب في إحداث فجوات غذائية عانى منها السودان كثيرا .

ودعت الورقة دول حوض النيل إلي أهمية التوافق حول إستراتيجية مائية تحافظ على مصالح كل دولة وتحمي الأمن والاستقرار في المنطقة وتحافظ على مواردها وفق رؤى مستقبلية يتم بموجبها النظر بعين الإعتبار لما يسمى بالفكر المائي الجديد والتفكير الجاد فيما يحقق الأمن الغذائي الإقليمي والإستعداد لما يترتب عليه من آثار سالبة على المنطقة نتيجة التغيرات المناخية .

وشددت الورقة علي أهمية تعديل الميزان المائي بين الموارد والإحتياجات عن طريق زيادة الموارد ، والسيطرة على الإحتياجات عبر تحسين وترشيد إستخدام المياه بجانب التوافق على إستراتيجية لمجابهة الأمراض الناتجة من المياه والأوبئة ، وتوفير الخبرة القانونية اللازمة لحل المنازعات المائية ومنع الصراعات بين دول حوض النيل في إطار آلية فض النزاعات .

كما أوصت الورقة بضرورة إقامة آلية قومية لمساندة الوفد الرسمي المفاوض بشأن سد النهضة على أن تكون آلية بعيدة عن الصراعات الحزبية والجهوية تعمل على تعميق الوعى والفكر المستنير بقضايا المياه وسط السودانيين وتعبئتهم بصورة موحدة بعيدا عن أي مؤثرات حزبية او إملاءات خارجية .

تشير المتابعات إلي أن منتدي سودانية 24 الإقتصادي ، جاء تحت شعار “نحو مشروع قومي للمياه عابر للصراعات السياسية ” وبحضور كل من الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام وبروفيسور ياسر عباس وزير الري والموارد المائية وعدد من المختصين والمهتمين بقضايا المياه .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.