آخر الأخبار
The news is by your side.

تحت الشمس … بقلم: ناصر حسن .. مشانق ١١ أبريل

تحت الشمس … بقلم: ناصر حسن .. مشانق ١١ أبريل

اتحفتنا بعض الحركات المسلحة بعد أن وقعت على إتفاق جوبا وليس قبل التوقيع بتصريحات لا تتناغم مع توجهات الثورة والثوار والسواد الأعظم من الشعب السوداني المناضل من شاكلة ضرورة المصالحة مع الاسلاميين وعدم إقصاء الآخر تارة ، وتارة أُخري بإنتقاد لجنة ازالة التمكين و محاربة الفساد وإسترداد الأموال المنهوبة بحجة المفروض والمفترض ان تكون عبر مفوضية الفساد ومحكمة قضائية.

ودون أن نتعمق في نية هذه الحركات وموقفها من الثورة التي أتت بها إلى سلام جوبا وهو كان حلم بعيد المنال إليها إثر العداء المتأصل بينها وحكومة المؤتمر الوطني المحلول دون ان ننسي مفاوضات الدوحة طويلة الأمد والتي لم تنال من وراءها ما تصبو إليه من مغانم في السلطة والثروة لضعفها وهوانها لدي مفاوضينهم أنذاك.

ومع ذلك فقد دخل السلطة حينها من دخل منهم مستشاراً في القصر ومنهم وزيراً ووالياً ومن تبعهم ولكنهم كانوا صوراً لا يحكمون او يتحكمون فيما ولي إليهم من مهام بل إحدي الحركات خرجت مغاضبة كأن لم يكن هناك إتفاق أو صلح.

وعادت الكَرَة مرة أخري باتفاق جوبا للسلام ووجدت من اللين والتسامح والتساهل والكرم ما لم تجده مسبقاً ، وكل الحصفاء يدركون مغذي هذا الكرم الذي تَمَثل في تقارب مصالح الحركات المسلحة وعساكر المجلس السيادي بل أصبحت هذه الحركات تُصرح و تُجَهر بما يستحي العسكر البوح به ويتعارض مع قيم وتوجهات ثورة ديسمبر المجيدة.

فلو أن الثورة ومنذ أول يوم من سقوط النظام البائد في ١١ أبريل عملت بمبدأ الثورة الفرنسية من تعليق المشانق للفاسدين وسارقي قوت الشعب والخائنين لوطنهم بتقديم مصالحهم الشخصية ومصالح دول أجنبية على مصلحة وطنهم ، او تفعيل محاكم ثورية ناجزة عاجلة تُطبق أحكامها على رؤس الأشهاد وأمام العالم كله نقلاً صورة وصوت لما تجرأ وتطاول عليها (أي الثورة) تجار الحرب الذين يعمدون لوأدها وفاءً وعرفانا لما تم الاتفاق عليه تحت طاولة مفاوضات جوبا .

يموج الشارع ولجان المقاومة والثوار هذه الأيام غضبا من تصرفات وتصريحات المكون العسكري واتباعهم من الحركات المسلحة الموقعة لسلام جوبا وعَلا صوت كثير منهم لأول مرة ضد الحاضنة السياسية لحكومتهم الثورية مستنكرين ضعفها وهوانها وتماهيها مع المكون العسكري، وتوعدوا الكل بثورة تطيح بهم أجمعين ، عندها لن يخطئ الثوار مرة أخري ويفوضوا اي جهة حزبية كانت ام عسكرية بل سيفوضون من يروه قيماً علي مكتسبات الثورة ويلبي طموحاتها وشعاراتها من حرية وسلام وعدالة وقصاص لدم الشهداء.

الآن ومع اقتراب حلول ذكري قيام الثورة المجيدة وجب تصفير العداد (مع الحفاظ علي مكتسبات الثورة) وكأن لم تكن هناك فترة إنتقالية أو مجلس سيادي او تحالف أحزاب.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.