آخر الأخبار
The news is by your side.

تحبير … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج .. هموم وهواجس

تحبير … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج .. هموم وهواجس

نتفق جميعا على أن الهم الأول والأخير لأي من المشتغلين بالرأي العام وقضايانا الملحة التي تحتاج إلى تحليل عميق، وبحث عن حلول ناجعة أن تصل بلادنا إلى مخارج ﻷزماتها المتطاولة.
وبرأي أن وراء ما نحن فيه من ضبابية في المشهد السياسي، وضنك في الحصول على لقمة العيش، وانسداد أفق من لا يريدون لبلادنا أن تخرج من دوائر الفشل الإحباط والتمترس خلف (اﻷنا).

إن لم يكن لهم تحرك آخر مريب لإفشال مشروع السودان الوحدوي بأن لا تنفك عن بلادنا أزمة إلا ويحمى الوطيس بأخرى أشد منها تضييقا وفتكا بشعبنا حتى (يهب).

للأسف لا تزال الدائرة الجهنمية تطوق تجربتنا السياسية التي لا تزال (هشة) رغم التجارب والممارسة الممتدة منذ فجر الاستقلال، لذا لابد من إرساء مبادئ الديمقراطية التي ترسخ لحكم تعددي راشد، بمرجعية دستورية متفق عليها، وبإجماع وطني نحو ما هو حيوي ومصيري.
بدلا من أن نتوحد خلف جيشنا في هذا التوقيت المفصلي وهو يزود عن حدودنا الشرقية بمنطقة الفشقة التي استباحتها ميليشيات أثيوبية متفلتة جسمت على صدور قاطني هذه المنطقة، وترويعها.. انشغنا بالسلطة وتقاسم كعكتها، فليتنا نفكر خارج الأطر الضيقة، ونرسم ملامح الغد بجعل دستور البلاد هو المحرك الفعلي لأي تجربة.

وإني لأخشى على الثورة من الغلاء الذي رأيتم كيف تفشى ودفع بالبعض للخروج للشارع والتعبير عن سخطهم من تلكؤ الحكومة تجاه حل الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
إن كان وراء ذلك الفلول أو قلة حيلة من وجدوا في الخروج للشارع رسائل يمكن أن تصل للحكومة.
المهم أن أي اتجاه لتحرير الوقود، وغيره من الضروريات في هذا التوقيت، سيزيد من غضب الشارع، واتساع دائرة الاحتجاجات.

بمقدور وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم امتصاص غضب الشارع، باتخاذ سياسة اقتصادية مختلفة عن التي انتهجها سابقيه تجاه السوق، والتدرج في تثبيت سعر الدولار الجمركي، وعدم اللجوء إلى مزيد من الضرائب، دون أن يترك السوق لمن تعودوا على مص دماء الشعب، دون أن يطرف لهم جفن، وهم بذلك يزيدون الحطب على النار.

أمران مهمان إن وفقت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي في امتلاكهما فإن استقرار المرحلة الانتقالية سيكون واقعا.. امتلاك الحكومة رصيد جيد من العملات الحرة.. وتحجيم السوق الموازي.
الانفلات الذي عليه الأسواق هو المحرك الرئيسي للاحتجاجات، لذلك فإن توفير دقيق الخبز، وتوسيع إطار العمالة بالمخابز، مع توفير حصص الغاز إن أنجزتها الحكومة ستغلق الباب على أكثر الأزمات إقلاقا للشارع.

لا معنى لزيادة أجور يبتلعها السوق، وفرة الكتلة النقدية بالطباعة ستفاقم التضخم، وتزيد العجز في الموازنة.
ضبط الأسواق هو أهم أزرع وزارة المالية إن فطنت له.

وقديما قيل:(سمحة البتوري)، هذه الاحتجاجات كشفت للحكومة خللا واضحا في السياسات المالية المتبعة، وهناك فرصة لتدارك الخلل قبل أن يستفحل إن كانت الحكومة بالفعل تسعى لذلك.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.