آخر الأخبار
The news is by your side.

تحبير … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج .. ما تحتاجه المرحلة

تحبير … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج .. ما تحتاجه المرحلة

أخيرا تجاوزت الانتقالية عقبة التشكيل الوزاري الذي احتدم حوله الجدل، وتصاعدت معه الأنفاس، لدرجة أن الشارع خشي على الثورة التي ضحى لأجلها شبابه وشيبه بأرواحهم بصدور عارية، ويقين لا يعرف التراخي.

عليه فإن من كلفوا بإدارة شؤون البلاد والعباد في هذه المرحلة أمامهم مهمة صعبة للغاية، باعتبار أن أوضاع البلاد سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعلى مستوى العلاقات الخارجية بحاجة إلى جهد جبار، وترجمة للسياسات.

ما يتهدد البلاد من مخاطر وتحديات لا يخفى على أحد، عليه فإن أمل الشعب لا يزال معقودا بحكومة الثورة هذه في أن تعالج الاختلالات التنموية بربوع السودان المختلفة، باتخاذ سياسة متوازنة لا يتضرر منها المواطن أكثر من ما تضرر منه في معاشه وأمنه وصحته، وألا تتأثر في الوقت نفسه موازنة الدولة بأي معوق يعرضها للإنهيار.

وهنا تتجلى حكمة من يديرون الشأن المالي، ومن يحركون عجلات التجارة والصناعة.
وعندما نشير للضغط الشديد الذي يمارسه السوق على الشعب القصد من ذلك أن نضع الحكومة أمام معاناة شعبنا، على أن تتحرك الحكومة وفقا لرؤية وتخطيط سليم لمعالجة الخلل، هذه هي الأمانة التي ألزم بها القلم، وما قامت عليه الصحافة من تكليف يزيد ثقة الشعب والحكومة بأدوارها.

فكيف تجسر الدولة علاقة المكونات الاجتماعية ببعضها البعض، ليسود السلام الاجتماعي، ويتوجه الشعب للتنمية والإعمار، بدلا من الاصطفاف القبلي، وإشعال نار الفتنة التي إن اشعلت، فإن الشعب هو من يتلظى بها أولا وأخيرا.

عودة السودان للأسرة الدولية تحتاج من صناع القرار لسياسة خارجية رشيدة لا تنجر معها البلاد لخدمة أجندة تقعد بدولتنا الناهضة، لا لسياسة المحاور التي تجعلنا نبني رؤيتنا على الهبات والدعم، بقدر حاجتنا لدعم ينهض بالزراعة ويرتقي بالصناعة ويرتفع بالعمل الحر.

إن وفقت الحكومة في تحجيم التضخم الذي لم تقوى السياسات على الحد منه، وهدر الموارد الذي جعل بعضا من مشروعات التنمية كالبئر المعطلة والقصر المشيد، فإن بصيص الأمل سيكبر.

الفساد أزكم الأنوف، لدرجة أن الاعتداء على المال العام ابتكرت له العديد من الحيل والأساليب الملتوية، وغسيل الأموال كاد أن يقصم ظهر دولتنا التي تكابد لتقف على أقدامها. لذا فإن إقامة العدالة والتأكيد على دولة القانون سيضع كل منتفع أمام العقوبات الزاجرة.

نأمل أن تضع دواوين الحكومة الرأي العام أمام خططها ليكون فكرة عامة عن الذي تعتزمه هذه المرافق.التجرد ونكران الذات وابتكار الحلول هو ما يزيد ثقة الشعب في الحكومة. وليس هناك من داع للتشاكس، الدولة بحاجة للانتشال من التيه والضياع أكثر من المحاصصات الحزبية وصراع الكراسي. حتجاجات الشوارع هنا وهناك يجب تفطن لها الحكومة قبل أن تستفحل، وتبحث عن حلول للأزمات وما أكثرها.

انهيار العملة وغياب الرقابة وخارطة الطريق التي تعظم الإنتاج والإنتاجية حركت في الكثيرين نزعة الشر، فكثر النهب، وعظمت في عيون البعض الخيانة، فوقع الخراب والحرق والقتل بدم بارد بجنوب وغرب دارفور ولم يسلم الشرق من الأزمة ولا العاصمة.

تحتاج مناطق شمال وجنوب كردفان والنيل الأزرق لتقدير خاص ليشعر المواطن هناك بأن الحكومة منحازة لصفه، وحريصة على تحقيق تطلعاته.

أحكموا قبضتكم على مخارج البلاد ومداخلها لإيقاف تهريب الذهب والعملات الحرة، الضمائر الميتة إيقاظها لا يتم بغير العين (الحمراء)، والعقاب الناجز.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.