آخر الأخبار
The news is by your side.

تحبير … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج .. الحكم المدني

تحبير … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج .. الحكم المدني

ألم نسأل أنفسنا يوما لماذا يجد الحكم المدني والتحول الديمقراطي الدعم الدولي اللازم والمساندة الكافية من منظومات السياسة الدولية رغم أن المجتمعات الإفريقية والعربية أخرجته من سياقه بافتعال الأزمات، وشيطنة المواقف، والخصومة الحادة مع المناوئين له، لدرجة أن ملاسنات النخب تطفح بالرلمان، وتجد طريقها إلى وسائل الإعلام بسرعة.

الإجابة على هذا السؤال ليست على شاكلة لا و نعم، بقدر ما هي إمعان دقيق، وتقليب ما بين المدنية والحكم الشمولي القابض.
نجاح الحكم المدني مربوط بالشفافية التي تعتمدها الحكومات التي تصل لكراسي السلطة عبر صناديق الاقتراع، وميزان العدالة الذي تراهن عليه، بجانب إشاعة الحكم المدني للحريات بمختلف أشكالها ومستوياتها. ومراقبة الجهاز التشريعي لذلك.

نجح الغرب ديمقراطيا عندما عمد إلى ترسيخ مبادئ الحكم المدني الراشد عبر البرلمانات التي تمثل الشعب، وتعبر عن تطلعاته، وتبين للشارع الأوروبي قوتها حين قالت للحكام في أكثر من موقف بأن هذه السياسة خاطئة، ما حدا بالدولة للتراجع، وثبتت بذلك مبدء نحن بحاجة ماسة إليه.
وحدة الصف الداخلي، والاقتناع بأن حكم الشعب لنفسه هو الأمثل، وتقوية الأحزاب لتكون معبرة بالفعل عن تطلعات الشارع.

المدنية الحقة تلك التي تفرض على القوى السياسية إقامة مؤتمراتها من القاعدة إلى أعلى الهرم بما يضمن التداول السلمي للسلطة دون إملاءات.

نجاح المدنية بالسودان مربوط بمدى تنزيل مبادئ الحكم الدستوري، ومصارحة الشعب بما يتم داخل المؤسسات والمرافق الرئاسية، والاستهداء برأي الشعب ﻷنه ركن الدولة الركين وعمودها الفقري، نجحت أول حكومة ديمقراطية في تثبيت قيم الاستقلال وإنعاش الاقتصاد الوطني، بيد أن المكايدات السياسية نزعت عنها ما كانت تتقوى به فوجد العسكر طريقهم للسلطة في فارقة تاريخية.

وحكومة أكتوبر صراع الكراسي والهرولة نحو البرلمان قطعا عليها طريق الاستدامة، فانهارت قبل أن يتعبد لها الطريق، بينما آخر الديمقراطيات كان كل شيء ضدها، ونتج عن ضعف أحزابنا تشظي تسببت فيه ضبابية المواقف والممارسة الشائهة للديمقراطية، وحداثة التجربة لدى بعض القوى، بجانب هشاشة الحكم المدني.

لماذا حكم العسكر فترات أطول من تلك التي حظيت بها الأحزاب منذ فجر الاستقلال؟ ولماذا خسرت الديمقراطية الرهان وهي المعول عليها في إحداث نقلة كبيرة بالنسبة لتداول السلطة وهي المسنودة دوليا ؟

برأي أن المسألة بحاجة لمزيد من التداول لينفتح الباب على مصراعيه للديمقراطية لتقول كلمتها، من يكسب الرهان يكون قد كسب كل الشعب.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.