آخر الأخبار
The news is by your side.

بلا حدود … بقلم: هنادي الصديق  .. منعا للحفلات الإنتقامية

بلا حدود … بقلم: هنادي الصديق  .. منعا للحفلات الإنتقامية

تصاعدت وتيرة الاحتجاجات الاسفيرية على أداء حكومة حمدوك، مواصلة للمد الثوري بالسودان، بعد استمرار الأزمات المفتعلة التي طال امدها.
شخصيا تصيبني من وقت لآخر حالات من الإحباط والتململ من البطء الذي يلازم عمل عدد من الوزارات والمؤسسات، وكثيرا ما تناولت في هذه المساحة هذا الأمر بالنقد الحاد احيانا والناعم في احيان أخرى، إلا أن ما يجعلنا نتراجع سريعا إيماننا التام بقضية أصبحت هي مبتدأ وخلاص الشعب السوداني.. (حرية.. سلام وعدالة).
تراجعنا احساسا منا بالمسؤولية تجاه المواطن ومنعا لاختراقات قد تحدث من قبل النظام البائد. ولما لمسناه من رضا حذر في معظم ولايات السودان، مدنها وأريافها، عقب نجاح الثورة وإبعاد النظام السابق عن إدارة شئون الدولة مع بعض الاستثناءات بطبيعة الحال لذا، لم يعد أمام هذه الجميع سوى الاستمرار في إنجاح ثورتها حتى النصر.
لم يعد ممكنا التراجع ولو خطوة واحدة للخلف، إكراما لشهداء قدموا أرواحهم الغالية مهرا لثورة التغيير الحقيقي، أملا في وطن يسع
الجميع. وللتأكيد على عدالة القضية التي طالبت بها جميع فئات الشعب السوداني، باستثناء المستفيدين من هذا النظام. الثورة لايمكن أن يتم اجهاضها — كما حدث من قبل عدة مرات — لأنه متى ما حدث تراخ، فإن الجميع وبلا استثناء سيعود لمربع واحد، ه ومربع عودة النظام النظام السابق في شكل جديد. في ذات عقليته الدموية، الممتلئة ,غلا وحقدا على الشعب. سيكون هذا النظام أشبه بالثور الهائج في مستودع الخزف، لن يهنأ الشعب السوداني ليلة واحدة مع (الحفلات الانتقامية) التي سيقيمها ليل نهار ليجهز بها على الشعب، لن يهمه سوى القضاء على أي شخص لا ينتمي لمؤسستهم سيئة السمعة، لن تكون في قلوبهم ذرة رحمة تجاه الطلاب، وأساتذة الجامعات، ومعلمي المدارس، لن تأخذهم رأفة ببائعات الشاي، ولا أصحاب الدرداقات، ولا حتى بعمال النظافة، الأطباء غير مستثنيين، وكذا الحال للمهندسين وقس على كل ذلك.
لن يكون هناك حاجز أخلاقي بينهم وبين كبار السن، وربات البيوت، لن يسمحوا بوجود أي شخص يطالب بحياة حرة كريمة أسوة ببقية (خلق الله).
لن يكن لديهم متسع من الوقت ليستمعوا لمطالب شباب ضاع نصفه، وهو يبحث عن وظيفة داخل أو خارج البلاد، والنصف الآخر ماتت عزيمته، واكتفى بدور الكومبارس في مسرح الوطن المستلب. لا يجب أن تموت الثورة التي شجعها جميع محبي الحرية، وهتف بسلميتها، وأدبها كبار الإعلاميين بالعالم، لا يجب أن نجهض حلمنا، وحلم دول تمنت أن تعود للسودان سمعته واسمه المعروف، السودان الكريم، الشريف، العفيف، بعد أن دنسه (الشحادون)، وهم يهرولون من دولة لدولة (في انتظار العطية) التي يذهب ما يجود به (أهل المال) لحساباتهم الخاصة، ليظل شعبهم تحت رحمتهم، يتسول حقه في التعليم المجاني، والعلاج المجاني، والحرية، والكرامة، التي دهست تحت ; سياسات الانقلابين الفشلة.
يجب علينا جميعا أن نحمي ثورتنا باستمراريتها، ودعمها بشتى السبل، يجب الا يصيبنا الإحباط لانه متى ما تمكن منا فلا نعشم في شعب اخر يخرج ليدافع لنا عن ترابنا وكرامتنا المهانة؟ حماية الثورة من اعدائها فرض عين على جميع أفراد الشعب السوداني، والمشاركة لا تعني الخروج للتظاهر فقط ولا الاحتجاج عبر الوسائط، بقدر ما تعني الإيمان بالثورة، والدفع بكل ما يؤدي بها إلى الخلاصات بمستقبل أفضل، ووطن يسع الجميع. شعلة الثورة يجب أن تظل متقدة مهما كانت التضحيات.. ومهما ارتفع ثمنها.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.