آخر الأخبار
The news is by your side.

بورتسودان من عهد الفتيلة الى الفيرنس (2)

بورتسودان من عهد الفتيلة الى الفيرنس (2)

بقلم: صالح احمد صالح

بعد عقود من المعاناة و الوعود هاجت و ماجت الساحة بمشىروع عملاق وهو” سد مروي” وشاع الخبر وعم القرى والحضر وخلفنا رجل فوق رجل وشرد البال وامتطى الخيال صهوة الكهرباء القومية انه حلم قديم للمدينة الاجمل البورت.

قطعا ستكون جنة رغم المخاوف التي تشاغب الدواخل والامنيات تداعب النفس بساعات اجمل مع صحبة الانوار حتى انهالت التطمينات وضخ الإعلام بالتبشير للمشروع والهتافات تترى السد الرد.

ونحن نعد الدقائق والثواني نكذب وسوسة النفس التي تمضي عكس ما نريد ونشرئب لنرى الأعمدة والخطوط وكان بالفعل ولم نبال بالديون أن غصنا في اعماقها او انتفخنا طفوا على السطح لبينا نداءات” الجرورة ” والاسعار المضاعفة وهرولنا نحو التمويل، الصناديق ،والسلفيات المهم أن نظفر بهذا الكنز حتى حد السجون عاهدنا النفس وتاعهدنا الابد من التمتع بحلم من سيكسب الذي اصبح واقعا وهاك يا اقساط ثلاجة توصيلات مكيفات نريد راحة بالجملة علها تمسح عناءات الماضي وفي لحظات السكرة ..

جاءت الشركات بارباحها وفوائدها وفائضها من الدراهم غير المعدودة وارشدتتا الى فتح حسابات لضمان وتوقيع شيكات على بياض نعم انه الانتحار هكذا فقراء وفلسانين يوقعون شيكات بكل شجاعة .. وتم المراد وانارت الطرقات والحيشان والغرف والدنيا لنشرب أن وردنا الماء من الثلاجات بارد شرابه ونمسح الكروش طولا وعرضا ..

وجاء القسط الأول والحماس والمذاق ما زال وتم السداد ،وقبل أن نتمطى لرشفة ثانية من الكوب البارد او يتكمل تخدير المكيف للجسم المنهك انقضى الشهر بغتة وكأنه مختبيء بالخارج فانقبضت النفس وتلعثم اللسان ..والشهر لا يكذب والشيكات تلهث في ادراج البنوك لتنهش لحم صاحبها.. الشهر الثاني والثالث والرابع ولثلاث سنوات بدأت البلاغات و السجون غصت وانقلب السحر وتبددت الراحة في الزنازين وصرنا نبحث عن قطعة من الكرتون نطرد بها قدرا من عرق الديون الممزوج بعرق الضيق ..

أيام عصيبة من المطاردة والتهديد و طاقية دا فوق دا وقفا داك في عدل زفت هذا شارفنا على النهايات من كل شيء. دفعنا حتى قيمة العمود واشترينا العداد ولا زلنا ندفع ايجاره ..

كنا نظن أننا إلى الراحة ذاهبون ونعود ما ضاع منها سبحان الله فكيف تسعدون من أشقاه ربي ..ليقال لنا إن السد طلع ماسورة والشبكة القومية اصلو عيانة وحالها يغني عن السؤال.. وستغطي العجز البارجة التركية قلنا ماشي بارجة برميل المهم نحن والكهرباء لا ولن نفترق ولو كره الكافرون ..

واذا بالبارجة تحمحم وتقول اف ثم تصرخ بالفيرنس وندخل في متاهات وتوهان اخر.. الوقود الذي يبلغ ديونه الملايين ويخنقنا كل يومين وحكاية التعاقد مع البارجة مريبة مافي مخلوق فهم فيها حاجة ايجار بارجة ودفع وقود وكأن صاحب منزل يستأجر ويطالبه المستأجر بدفع الماء والكهرباء في كل لحظة ويهدده اذا لم يشتري فلن يدفع الايجار مقابل المياه والكهرباء .. والغريب

يقال انه موقع في عقد بذلك و لمدة سنوات دا اذا ما كان خمسين سنة ..
هكذا نحن بين العذابات ولا ندري نتلقى العزاء على الفتيلة ونذكر محاسنها ام نعيش في فتيل الفيرنس الذي يمسي ويصبح في شان والبارجة تهددنا بالرحيل أو الدفع والقطوعات بالساعات تخيم وتحلق علينا ..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.