آخر الأخبار
The news is by your side.

بورتسودان من عهد الفتيلة الى الفيرنس (1)

بورتسودان من عهد الفتيلة الى الفيرنس (1)

بورتسودان: صالح احمد صالح

ان التيار الكهربائي في بورتسودان كعادته يغيب دون سابق إنذار في طرفي النهار واناء الليل ترى يتهجد ام هي السكرات نسال الله له الثواب اوالثبات ..
حين كانت الفتيلة والجاز سيد الموقف كنا وكان الحال انها المعاناة ما احلاها حين تكون ذكرى وقصص..

كنا نسمع ونرهف ونراقب لبائع الجاز وهو يجوب ويصرخ جااااااز والنداء ملء الحناجر يا بتاع الجاز ادينا رطل رطلين والفائض يستخدم في ايقاد النار لطهي وهذا فصل اخر من القصة ( الفحم) الى جانب تزويد الفتيلة بالوقود التي تتجول وتتنزه وتعمل بلا كلل أو انقطاع ماىبين الحوش والغرف أطول فترة حتى بعد نفاد الوقود الخيط المشبع بالجاز يعمل لفترة اطول ..

واحيانا اذا صفعتها الرياح فالكبريت لها بالمرصاد المهم لا تعرف الانقطاع الكل يدللها يحملها يقبل الطالب اليها زحفا و الحسناء تميس جيئة وذهابا و الشيخ بوقاره يحصنها اما الشباب بكل عنفوانه رهائنها..

حتى عندما ظهر ما يسمى بالفانوس لم يؤثر على شعبيتها لان الفانوس كان يعاني من أمور كثيرة يقول( بقا) يعني الحريق ومشكلة خيط فريد و قزازة ونظافة وهلم اما السيدة الرتينة لا تستخدم لما لها من متطلبات اكتر لذلك اشتهرت في المناسبات والمطاعم والمقاهي متأكد ان الغالب سيقهقه ولا يفهم هذا التراث الذي تلاشى نحي كل من بقي من أجيال الرتينة والشاشة والوابور أبو ابرة وخيوط وناس السكة حديد وزمن البرينسات وياعمو قدام ،ويشهد لنا فيما نحكي اويكمل ما نقص ومنهم من قضى نحبه…

بعدها دخلت “وابورات اللستر” وتسابق القادرون والمساكين افرغوا جيوبهم في المستلزمات من سلك توصيل لمبة وبلق لتلفزيونة فقط وهذا لساعات محدودة وبعد شوية دفن السلك والمسافة لا حول احفر ادفن والنفير شويتين يصبح أو يمسي انسرق وحال وتعب وسب ولعن.

المهم ليس امامك الا الصبر تمتد المعاناة يتثاقل صاحب اللستر يرفع السعر والحساب بعدد البلقات يتأخر والناس تنتنظر صوت لستره والإضاءة والتلفزيون على احر من الجمر وصلاة المغرب حتى تنتهي ما بين قلق معلق قلبه اومن يصلي بالقرب من البيت يعني عقب المغرب الكل يحرص على نصيبه من التلفاز الابيض والعندو ملون يا ما يتعب والناس تهاجر ليهو وتزور وتحضر مع الجيران واهل التلفزيون ينتابهم الضيق واحيانا يملأهم الفخر لأنهم من القلائل أصحاب الحظ والفوز بالتلفزيون الملون ..

وانت منهمك أو تذاكر الضوء يخبو كأنه يعبر عن اسفه واعتذاره وينسحب ويتركك حائرا. واليوم لا اعتذار ولا اسف .صاحبنا يبرر والكل يصله ليطمئن الوقت لا يسمح يقول لك اصابه عطب ومرات يقول الشي دا حمل بتشديد الميم يعني ضغط زيادة عن اللازم وممكن يجري تفتيش فجأة في الناس العندها توصيلات كتيرة أو يمكن مشغلين خلاطات في هذه الأثناء تعود بك الذاكرة اخر مرة شربت فيها عصير كان في رمضان قبل عشرة اشهر ..

المهم( الحاجة كعبة) تخليك تتحمل كل هذه الاستفزازات والحقارات والاذلال، واذا كنت من الحمقى تعمل شكلة وتلم سلكك وتعيش في ظلام او تبحث وتتضرع لصاحب لستر اخر وإضافة سلك وحفر ودفن واستعباد جديد .
نواصل

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.