آخر الأخبار
The news is by your side.

 بقرار ترامب : السودان يطرد ثلاث ظلمات بشمعة واحدة

رؤي متجددة … بقلم:  ابشر رفاي

 بقرار ترامب : السودان يطرد ثلاث ظلمات بشمعة واحدة

 ٦٥ عاما تزيد ولاتنقص ظلت خلالها الحكومات الوطنية المتعاقبة وقواها السياسية والاجتماعية بمختلف مرجعياتها ظلت تصر اصالة عن نفسها وبأيعاز من اخرين تصر علي وضع السودان بصورة جماعية ومنفردة وضعه في خط المقاومة والمواجهة بالنسبة للقضية الفلسطينية الاسرائيلية ، وبذات الدرجة وربما بصورة اكبر تشكلت مواقف المرجعيات الدينية داعية ومؤكدة بأستمرار بانه لامجال للتواصل والتطبيع مع اسرائيل وذلك علي خلفية تفاسير ومفاهيم البعض للمحددات العقدية والدينية المتعلقة بالصراع ومنها الصراع حول المقدسات ،ثم يلي ذلك الصراع السياسي حول الارض موضوع الاحتلال و التحرير بالقوة والتحرير عبر التسوية السياسية ومنها الحل العادل للدولتين ، حلا علي اسس ومعايير ترضى بالحق وفن الممكن ترضي طموح وتطلعات اطراف الصراع .

جملة تك الاوضاع ومواقف الحلول التراكمية التاريخية التي ثبت عقمها تماما ، جعلتنا في الرؤي المتجددة ومنذ سنين طويلة جعلتنا نطرح عدة اسئلة موضوعية منطقية السؤال الاول ، هل القضية الفلسطينية الاسرائيلية قضية ازلية نشأت لتبقي الي يوم يبعثون ، او الى يوم في رحم الغيب لا يدركه البشر ، بما في ذلك اطراف الصراع . ام هناك حلول حضارية رسالية انسانية لهذه القضية ، ثم ثمة سؤال فرعي من المسئول عن التفشي التاريخي لظاهرة العقم و العجز الفكري والحضاري والسياسي والانساني المتعلق بالفرص المتاحة لحلول القضية الفلسطينية والتي بكل اسف مع مرور الوقت وفشل الحلول وعقمها تحولت الي وصمة عار علي جبين الشعوب واطرافها والساعين من وراء رهق ووعثاء اسفار الحلول العقيمة .

ثم السؤال الثاني الذي طرحته الرؤي مبكرا هل القضية الفلسطينية مجرد قضية عزل سياسي واحتلال !! فان كان الامر كذلك فلماذا كل الدول او معظمها التي عاشت ذات الظروف والاوضاع قد تحررت وبعضها اجري تسويات داخلية ونال بموجبها استقلاله بما في ذلك امريكا نفسها فلماذا تظل فلسطين واسرائيل هكذا شربكة واقتتال وسجون ومحابس وحواجز وهواجس وماسي تتجدد باستمرارانعم ان قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي قضي برفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للارهاب هو قرار بكل المقاييس اذا اخذ جانب الجدية والمصداقية يعتبر قرار في محل شمعة طاردا لثلاث ظلمات حالكة ظلمات بعضها فوق بعض ، ظلمة الاتهام بالارهاب ، وظلمة الماسي التراكمية المترتبة عليه ، وظلمة انفسنا لانفسنا قبل ظلم الاخرين .

هذا علي صعيد قرار ترامب، اما فيما يتعلق بقرار التطبيع مع اسرائيل والذي جاء مترافقا اومتزامنا مع قرار ترامب ، والذي يصر البعض وعن تعمد سياسي وايدلوجي يصر علي وضعه مكان التتبيع والاثنان مختلفان تماما من حيث المفهوم والمضمون ، واخرون يصفون التطبيع والسير في موكبه بالسذاجة والغفلة والتخوين ، ومن خلال التتبع والفحص الدقيق للاراء الناقدة والناقمة علي مشروع التطبيع فهؤلاء طرائق قددا منهم مدارس الفكر الاسلامي والعلماني التقليدية ومدراس الكيد السياسي ، والمدارس المتخصصة في الاسرائيليات تناقضات ونقضا للعهود والمواثيق .

جملة تلك المدارس تتفق علي نقاط محددة : استحالة التطبيع مع اسرائيل وهذا يعني قفل الطريق امام اي اطروحات فكرية حضارية اجتهادية تنقل الصراع من دائرته ودوامته العقيمة المدمرة الي سعة العقل ورحابة الصدر وترحيب الحجة والفلسفة والمنطق والحوار الاخلاقي والانساني ، نقطة ثانية تعتمد ذات البئية وتقاسمها اسرائيل والبيئة اليهودية تقاسمها ذات المفاهيم والاساليب ، اسلوب الكفاح المذدوج الذي يجمع بين المناورة الحوارية والمواجهات القتالية الدموية في انتظار سانحة تحرير وتكريس احتلال احلام ظلوط ، وفرصة اتيان اليوم المعلوم او يوم يقوم الناس لرب العالمين وبتالي لامجال لاي فرصة تتعلق بالانسانية والانسان وهو خليفة الله في الارض فاين دور هذا الخليفة السابق للاديان والايدلوجيات كائنا وكينونة وكنية وكيان نقطة ثالثة ، ربط التطبيع وعدم التطبيع بالمكايدات وبالكسب السياسي الرخيص ، وغيرها من اشكال وانماط الصراعات السياسية والحضارية ، وعن التطبيع بعيدا عن مفهوم وافتراضات التتبيع والسذاجة التي يطلقها ويتفوه بها البعض عن وصايا سياسية وايدلوجية صريحة ، قلنا ان التطبيع مع اسرائيل ممكنا حضاريا وقيميا واستراتيجيا ، بشرط مروره نظريا وعمليا عبر ثلاثة جسور ، جسر التطبيع الانساني : هذا يعالج مسألة التصنيفات اليشرية الماثلة ، شعب الله المختار ، وشعبه الخيار ، وشعبه المخير ، وشعبه المغوار ، وشعبه المحتار ، وشعبه المحتال . ثم تطبيع سياسي هذا ينظر في قضايا الاحتلال بدافع القوة المادية والروحية .

ثم تطبيع حضاري ينظر في محدديات وتحديات ومهددات الصراعات الدينية المعلنة والكامنة بما في ذلك مسألة خصخصة النبوات والرسالات السماوية والاتجار فيها وازلال الشعوب باسمها وارثها وذلك من خلال مساراتها النصوصية والقصصية والتراثية والرمزية .

جملة هذه التطبيعات مع اسرائيل تقتضي من الجهات المختصة تشكيل الية استراتيجية تنوب عن الوطن وعن ارثه الحضاري والانساني والسوداني في محاور ومجالات الحوار حول التطبيع فمسألة الاعلان عن التطبيع لا تعني التطبيع بالمفهوم الشعبي والسياسي السائد الان في الشارع السوداني فكل الذي حدث يشكل في عرف التواصل والاتفاقيات سمات عامة و اعلان مبادئ حول الموضوع تنتظره اكثر من قراءة واجازة وتوقيع نهائى.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.