آخر الأخبار
The news is by your side.

بعد حراك سياسي ومجتمعي الدمازين تنتفض من تحت الرماد

بعدحراك سياسي ومجتمعي الدمازين تنتفض من تحت الرماد
كتب: الفاتح داؤد

رغم أحداثها الدامية التي حبست انفاس أهل السودان، يبدو أن يوميات الأزمة القبلية في إقليم النيل الازرق،قد دخلت مرحلة حاسمة من الانفراج ، بفضل الحراك السياسي و المبادرات المجتمعية المتعددة التي دفعت بها الرموز السياسية وزعماء الإدارة الأهلية مع طرفي الصراع، والتي ساهمت الي حدا ما في تطيب الخواطر و تضميد الجراح ، وتكللت بوقف العدائيات ،وعودة الحياة الي مدن الاقليم المنكوب.
،وقد بدأ لافتا للمراقبين انحسار مظاهر العنف ،و رغبة اطراف النزاع بعدم التصعيد ،فضلا عن الاستعداد للدخول في الحوار بناء يفضي الي طي صفحة الأحداث .
ومنذ اندلاع أحداث النيل الازرق، تقاطرت نحو الاقليم المنكوب عدد من الوفود القومية والولائية التي ضمت طيفا من الرموز المجتمعية والسياسية والأمنية،بهدف احتواء الاحداث ومحاصرة ارتدادتها، حتي لا تتحول الي مهدد استراتيجي للأمن القومي والسلم المجتمعي،كما أجمعت جل المبادرات المطروحة علي ضرورة إنهاء المواجهات ،و رتق النسيج الاجتماعي، وتعزيز قيم التعايش السلمي بين جميع مكونات الاقليم في اطار الحل الشامل للازمة.
كما بدأ واضحا رغبة مواطنو الإقليم في تجاوز الكارثة،و تم التعبير عن ذلك من خلال لقاءات التي والي القضارف المكلف محمد عبدالرحمن محجوب، مع جميع الفاعليين في الأحداث ،من الإدارة الأهلية والقيادات السياسية والأمنية والنازحيين ،والتي وجدت صدعا طيبا وسط مكونات الإقليم ،ربما لاستيعاب اهل القضارف لتعقيدات الخارطة المجتمعية بسبب تشابه الولايتين ، فضلا عن الالمام بالتركيبة الديمغرافية والتداخل المجتمعي،و شمول الوفد وتمثيله عموم الطيف المجتمعي بالقضارف من قيادات سياسية،ورموز إدارة اهلية، ورجال أعمال،ولجان مقاومة واعلاميين وأهل مسرح ودراما وفنون شعبية.
كما كان لافتا من خلال لقاءات والي القضارف بأطراف الازمة استعداد الطرفيين لطي الصفحة ، وتجاوز مرارتها وتأكيد الحرص علي نبذ العنصرية و التعايش السلمي ،ورتق النسيج الاجتماعي.
وهو أكد عليه المك الفاتح يوسف عدلان ناظر عموم قبائل النيل الازرق،انهم لايؤمن بالعصبية ولا الجهوية ،ولديهم إرث راسخ وتاريخ زاخر في التعايش السلمي،ولكن ماحدث كان مفاجئا للجميع وكان جرحا عميقا في جسد النيل الازرق ،ولكن سوف يندمل عما قريب ،وانهم ساعون الي قطع الطريق أمام الذين يعملون ،الي نسف السلام و زعزعة الاستقرار،وان هذه الصفحة السوداء من تاريخ النيل الازرق سوف تطوي بلا رجعة، اكراما لاهل القضارف ،فيما حمل المك خالد ابوشوتال الحكومة المسئولية فيما ٱلت اليه الأوضاع ، ملمحا إلي أن الصراع قد بدأ من خلال خطاب الكراهية، ثم اتخذ طابعا سياسيا تحت غطاء قبلي ، مؤكدا أنهم قد تعاملوا مع الأمر بالحكمة وضبط النفس، لان كل عنف ليهم مرفوض وغير مقبول، مطالبا بضرورة فتح تحقيق شفاف حول ملابسات الاحداث وتسليم كل من ثبت تورطه الي العدالة ، لافتا إلي رغبة أهل الإقليم في تجاوز المحنة بما يحفظ للجميع حقوقهم .
فيما كشف محمد علي يعقوب الناطق الرسمي باسم المجلس الاعلي للإدارة الأهلية بالسودان ،ان وفد المجلس برئاسة الناظر خالد صديق طلحة، قد انخرط في حوارات مجتمعية واسعة مع جميع مكونات النيل الازرق، وبعد الاستماع الي جميع الاطراف،تم توحيد المبادرات في وثيقة شاملة للحل,سوف يتم التوقيع عليها بين قبيلة الهوسا ومجلس حكماء السلطنة الزرقاء، أبرزها ملامحها حث الأطراف علي حفظ الأمن والاستقرار والتعايش السلمي ارض سلام ، كما طالبت بالقبض علي كل العناصر المتورطة في الفتنة وتقديمها للمحاكمة،وعودة النازحين الي قراهم ،ثم عقد مؤتمر حوار مجتمعي شامل لجميع مكونات النيل الازرق ،لايجاد حلول جذرية للمسائل المختلف حولها.
فيما ناشد ناظر الضبانية ود زايد، اطراف النزاع الي الترفع قليلا عن حظوظ النفس، وتجاوز المرارات الشخصية والارتقاء إلي مستوي المسئولية ، لأنهم مسائلون أمام الله عن كل قطرة دم تراق وروح تزهق ،مؤكدا أنهم قد حضور الي الدمازين بعد أن حزت في أنفسهم مظاهر إراقة الدماء وانتهاك الحرمات ، دون وازع ديني أو انساني ،مؤكد أن النيل الازرق لم تكن يوما ما ساحة للعنصرية لسماحة اهلها وانفتاحهم علي الجميع ،وقد احتضنت كل ابناء السودان بالثوب القومي الواسع .فأرجو ألا تضيقو واسعا ،وذهب زايد الي مطالبة الحكومة بضرورة الإستماع الي الناس وتوسيع دائرة الشوري ، وفرض هيبة الدولة ،مشيرا الي ان ما هو مختلف عليه يستحق الدراسة والنقاش وطرح الحلول ،مطالبا زعماء الإدارة الأهلية بالحكمة والحنكة ،ولافتا الي ان مبادرة الإدارة الاهلية ستمضي الي غاباتها حتي تتكلل بالمصالحة ومعالجة الخلاف من جذوره ، مثمنا استجابة واستعداد الفرقاء للحوار.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.